«إيلاف» من لندن: كشف مجلس القضاء العراقي الاعلى اليوم عن اعترافات مغاربي بلجيكي قيادي بتنظيم داعش يعد من أبرز الإرهابيين الأوروبيين ممن تتابعهم الأجهزة المخابراتية الأوروبية ادلى بها خلال التحقيق معه حيث اعتقله جهاز مكافحة الإرهاب العراقي في 13 يوليو الماضي .

وقال تقرير لمجلس القضاء الثلاثاء اطلعت على نصه "إيلاف" إن حمزة بلجيكي من أصولٍ مغاربية ابتدأ حياته لصاً فجنده بائع مخدرات تونسي لتنظيم "داعش" بعد أن التقيا في سجن بمدينة "ليج" البلجيكية، الأول يقضي حكمًا لسرقة متجر والثاني لبيعه المخدرات؛ تعارفا وصار التونسي يحدث طارق حكيم احمد ـ والذي يعرف بأبي حمزة البلجيكي الذي قبضت عليه القوات المسلحة العراقية أثناء تحرير أيمن الموصل- عن تنظيم داعش وجهاد الكفار وضرورة الهجرة إلى سوريا والعراق للمشاركة في نصرة التنظيم والدين.

ولم يكن طارق البلجيكي هو الوحيد الذي يقنعه رشيد التونسي بالانضمام لتنظيم داعش، بل كما قال لقاضي التحقيق المختص بقضايا الإرهاب الذي رافقناه أثناء التحقيق أن التونسي كان يتوسط حلقة في السجن يغرر بهم "للجهاد والدولة الإسلامية" في العراق وسوريا.

وأبو حمزة البلجيكي أو طارق جدعون أو أبو عود الجديد، في إشارة إلى عبد الحميد أبا عود، الزعيم المفترض للفريق الذي نفذ هجمات في باريس نوفمبر 2015، يقول "بعد انتهاء مدة السجن التي دامت سنة واحدة التقيت بمجموعة ممن كانوا معي في الحبس، واتفقنا بعد جلسات لتعلم أحكام الدين والجهاد أن نتوجه إلى سوريا للانضمام فعليًا للتنظيم والمشاركة في القتال وكان هذا في العام 2014".

السفر إلى سوريا

وقال "كنا نحن أربعة قد قررنا أن نسافر إلى سوريا، أنا ورضوان الحجاوي وفؤاد بن جدو بلجيكيون من أصول مغربية ولطفي أومر بلجيكي جزائري" يقول طارق، ويضيف أن "رضوان ولطفي قاما بالسفر قبلنا وصرنا نتواصل معهما لمعرفة كيفية الوصول، فأخبرانا بأن كل ما علينا هو الوصول الى تركيا، وهناك من سيتكفل بإيصالنا إلى سوريا".

وتابع بالقول "قصدنا أنا وفؤاد مطار شارل البلجيكي وحجزنا تذكرتين إلى رومانيا ومنها الى تركيا، انتقلنا من أسطنبول إلى أنقرة و منها إلى مدينة "أورفة" الحدودية مع سوريا، كانت كل تحركاتنا بمشورة رضوان الذي زودنا برقم هاتف لشخص يدعى إبراهيم الشيشاني الذي تكفل بنقلنا إلى الأراضي السورية".

وزاد طارق قائلا "وبعد يوم قضيناه في احد فنادق مدينة أرفة نقلنا إبراهيم الشيشاني الى مجموعة من السوريين قاموا بإدخالنا الى الأراضي السورية مشيا على الأقدام إلى أن وصلنا إلى مضافة، مكثنا بها ساعة قبل أن ينقلونا وآخرين بباصات إلى مضافة أخرى، ومنها إلى معسكر في مدينة الرقة السورية"..

موضحا: "أسبوعان هي المدة التي قضيناها في المعسكر تعلمنا فيها بعض الأحكام الدينية وفنون استعمال الأسلحة المختلفة، وفي نهاية الأسبوعين طلبوا منا أن نبايع الخليفة ابو بكر البغدادي وهو ما فعلناه، ثم انتقلنا إلى معسكر آخر في مدينة الطبقة لإكمال التدريبات العسكرية على يد "أبو قسورة السوري" الذي كناني بـ (أبي حمزة البلجيكي)، قضينا أسبوعين كذلك في هذا المعسكر".

وبعد إكمال التدريبات، يقول طارق "أعادونا إلى مدينة الرقة وأخبرنا أبو قسورة بأنكما جنديان للدولة الإسلامية في ولاية الرقة لمحاربة الكفار وخصصت لي كفالة مقدارها "100 دولار" شهريًا وكان واجبي الأول هو المرابطة على الحدود السورية التركية".

معارك كوباني

يكمل الإرهابي "عند اندلاع المعارك في مدينة كوباني السورية أرسلت مع مجموعة لمؤازرة التنظيم ضد القوات الكردية، لم أكن أملك غير سلاح رشاش وبقيت ليومين في كوباني وبعدها تمت إعادتنا إلى مدينة الرقة.

وبعد العودة من كوباني، يقول طارق "صرت أتصل برفاقي البلجيكيين واتفقنا أن نذهب معاً إلى ولاية حمص للانضمام الى (جيش الخلافة) و الذي يعرف بـ "دابق" كونه أعلى من أي فصيل داخل التنظيم والمسؤول عنه هو وزير الحرب في التنظيم، وبعد تقديم طلب لمسؤوله بالفعل تم قبولنا ضمن الجيش".

مدرب لأشبال الخلافة

ويشير طارق بالقول "بعد هزيمتنا في كوباني التي عدت إليها مرة أخرى، -يكمل البلجيكي- طلب مني العودة الى مدينة الرقة للإشراف على تدريب أكثر من ستين ممن نسميهم بأشبال الخلافة وتتراوح أعمارهم بين الثامنة والثالثة عشرة، وتتضمن التدريبات اللياقة البدنية واستعمال الأسلحة الخفيفة، وكان أغلب الأطفال من أبناء المهاجرين والسوريين.

الدخول إلى الموصل

ويكشف طارق قائلا في "منتصف عام 2015 طلب منا الانتقال إلى مدينة الموصل"، "وبالفعل تم إدخالنا عبر منفذ البعاج ومنها إلى تلعفر وبعدها قصدنا محافظة صلاح الدين، وشكلنا فيها فرقة تدعى: فرقة ابو معتز القريشي وهي فرقة خاصة بالمهاجرين وترأسها " أبو علي الشيشاني".

ويكمل طارق "أصبت بقدمي وكتفي أثناء تواجدي في منطقة الحراريات، ونقلت على أثرها إلى مستشفى الحويجة وبعدها الى مستشفى ولاية نينوى، وعند إتمام معالجتي ولأن القوات العراقية حررت اغلب مناطق صلاح الدين نقلونا الى محافظة الأنبار".

وقال "تركز وجودنا (فرقة أبو معتز القريشي) في قضاء هيت العراقي بعد معارك الرمادي إلا أن تقدم القوات العراقية وتحريرها للقضاء اضطرنا للعودة إلى الموصل لتشكيل خطوط الصد في جنوب نينوى في القيارة"، بحسب قوله.

تحرير الموصل والخلافات في التنظيم

يسترسل البلجيكي بالقول "اضطرنا تقدّم القوات العراقية في محافظة نينوى إلى الرجوع إلى الخلف في كل مرة يفرضون سيطرتهم على أحياء المدينة، إلى أن حوصرنا في الجانب الغربي منها أو ما يعرف بالجانب الأيمن".

و"عند وصول القوات العراقية للجانب الأيمن من الموصل -يكمل طارق حديثه- انقسمنا داخل الفرقة إلى خيارين أنا ومعي رفاقي البلجيكيون قررنا الهروب إلا أن شخصًا يدعى القاضي الشرعي رفض الانسحاب وهددنا بالعقاب، وطلب منا أن نكون انغماسيين "انتحاريين" ونبقى نقاتل حتى الشهادة".

واضاف "اقتنع بعضنا بكلام القاضي والبعض الآخر هرب باتجاه النهر ومنه إلى بادوش وتلعفر، وبعد اشتداد القصف تفرقنا وأختبأت أنا في أحد البيوت بمنطقة الميدان إلى أن تمت محاصرتي بالكامل من قبل جهاز مكافحة الإرهاب العراقي وألقي القبض عليّ وكان ذلك بتاريخ 13/7/2017".

تحشيد إرهابيين أجانب

ولم يكن دور أبو حمزة البلجيكي مقتصراً على القتال فقط، بل كان مسؤولاً عن خلايا في أوروبا ويقوم بالدعوة الى القيام بعمليات إرهابية في أوربا وأميركا ويدعو المسلمين الأجانب إلى القدوم لسوريا والعراق.

 ويقول طارق: "قمت بتصوير مقاطع فيديوية من الموصل أدعو فيها المجاهدين في أوروبا خاصة في فرنسا وبلجيكا للقيام بعمليات انتحارية".

يذكر أن البلجيكي طارق يعد من أبرز الإرهابيين الأوروبيين ممن تتابعهم الأجهزة المخابراتية الأوروبية، وأصدرت الحكومتان والبلجيكية والفرنسية أكثر من بيان بما يخص مقتله أو عن عودته إلى أوربا، ما جعل السلطات الفرنسية تنشر صوره وتطلب المساعدة في القبض عليه، وأبلغ أحد الموظفين في محطة قطارات فرنسية السلطات أنه شاهد شخصًا بنفس مواصفاته يستقل القطار ما جعل الشرطة الفرنسية تقوم بإجلاء محطة قطارات شمال باريس يوم 30 مايو الماضي.