دأب محمد الصديق معنينو، الوكيل السابق لوزارة الاتصال المغربية، والوجه الإعلامي والتلفزيوني المعروف، على تدوين ونشر مذكراته، في سلسلة تحت عنوان "أيام زمان"، يحكي فيها بأسلوبه الرشيق، خلفيات الأحداث، كما عايشها عن كثب، انطلاقًا من المناصب التي تحملها، والتي جعلته قريبًا من كواليس القرار السياسي ومواقعه.

إيلاف من الرباط: في الجزء الأول من هذه السلسلة، تحدث معنينو، وهو اليوم في السبعين من عمره، عن أيام طفولته وشبابه، والتحاقه بالتلفزيون، في فترة عرفت صراعات ومواجهات، تجلت بصفة أكثر خطورة في المحاولتين الانقلابيتين العسكريتين الفاشلتين.

غلاف الكتاب

وفي الجزء الثاني من السلسلة نفسها، يتوقف المؤلف عند الحدث البارز، المتمثل في التطورات التي صاحبت قضية الصحراء، وما عرفه الملف من صراعات على العديد من المستويات السياسية والدبلوماسية، قبل تنظيم "المسيرة الخضراء"، حيث توقف مطولًا عند تلك "الملحمة الوطنية"، التي خصص لها حيزًا وافرًا من خلال ما احتفظت به ذاكرته، "من أسرار ومواقف ومراوغات، وما عرفته الساحة المغربية من تعبئة جماهيرية غير مسبوقة، دفاعًا عن "قضية" آمن المغاربة بصوابها وعدالتها".

مشاكل و"قنابل إعلامية"
أما في الجزء الثالث من سلسلة "أيام زمان"، فإن المؤلف يعود بالقارئ إلى سنة 1975، بعد استرجاع المغرب لأقاليمه الجنوبية، وإلى سنة 1981، موعد قمة "نيروبي"، واقتراح الملك الحسن الثاني الرامي إلى تنظيم استفتاء في الصحراء، وهي فترة عرفت توترات سياسية واجتماعية ومشاكل اقتصادية وتنموية، إضافة إلى التحديات العسكرية في جنوب البلاد. 

وهذا هو الجزء الرابع، من ذكريات "أيام زمان"، الصادر تحت عنوان "السنوات العجاف"، يستعرض فيه معنينو الكثير من التفاصيل، كصحافي في التلفزيون، كمجمل الأحداث التي شهدتها المملكة، في الفترة الفاصلة بين 1980 و1990 سياسيًا وعسكريًا ودبلوماسيًا واجتماعيًا.

يقول معنينو في تقديمه لهذا الجزء المزدحم بالأحداث، إنه يحكي عن عشرية واجهت فيها المملكة الكثير من المشاكل والمشاق، تجلت في العديد من الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والحقوقية.

من أبرز عناوين تلك الفترة، إقامة الجدار الأمني تلو الآخر، في الصحراء المغربية، وفق استراتيجية عسكرية تمكنت من وضع حد للتسربات المفاجئة والعنيفة لجبهة البوليساريو الانفصالية المدعمة من طرف الجزائر.

في تلك الفترة أيضًا، تفجرت أحداث كانت بمثابة "قنابل إعلامية"، حسب تعبير معنينو، شغلت الرأي الوطني العام، وأثارت انتباه الصحافة العالمية، ومن بينها لقاءات الملك الراحل الحسن الثاني مع الرئيس الجزائري، وإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وتبادل أسرى الحرب.

من هذه "القنابل الإعلامية"، والوصف دائمًا لمعنينو، عودة عائلة أوفقير إلى الواجهة، واستقبال الملك الحسن الثاني، في مدينة إيفران للوزير الأول الإسرائيلي شمعون بيريز، وإلغاء معاهدة الوحدة بين المغرب وليبيا، ومطالبة العاهل المغربي بـ"مقاطعة" الفلسطينيين، عقب استقبالهم في مؤتمرهم في الجزائر لممثلي الجبهة البوليساريو.

احتقان وأجواء متشنجة
استعاد معنينو الكثير من تلك الوقائع بمهنية عالية في السرد، ومن بينها أطوار معاكسة الجزائر للمغرب في قضية صحرائه، بدءًا من إصدار الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين تعليماته إلى وزير خارجيته آنذاك عبد العزيز بوتفليقة: "عليك تحريك كل فيالقك الدبلوماسية للتنديد بالمغرب لاحتلاله أرض الصحراء"، ووصولًا إلى إعطاء الأوامر إلى الجيش بالتوجّه نحو الجنوب، وما تلا ذلك من مواقف دبلوماسية في المنتديات الدولية، عكست عدوانية الجار الشقيق، وهي السياسة نفسها التي مازالت مستمرة حتى الآن.

من المصاعب التي واجهها المغرب مرحلة الجفاف، وفي هذا الصدد، يذكر معنينو، في كتابه "السنوات العجاف"، أن أجواء متشنجة خيّمت على المملكة، بداية سنة 1982، اعتبارًا لتراكمات السنة الماضية وتداعيات أحداثها على الحياة الوطنية، وانعكاساتها على المستوى المعيشي والحقوقي.. "انتظرالرأي العام إشارات توحي بأن الأمور في طريقها إلى الحل، لكن السماء ظلت شحيحة، وقطرات المطر قليلة، مما زاد من مستوى الاحتقان، ليس فقط في المدن، ولكن كذلك في البوادي".

وعبّر معنينو عن اعتقاده بأن سنة 1984 قد تكون من وجهة نظره، أصعب سنوات العقد الثامن من القرن الماضي، اعتبارًا لكون هذه السنة عرفت استمرار الأزمة الاقتصادية، "ودخلت حيز التنفيذ توجيهات صندوق النقد الدولي، وارتفعت الأسعار، واضطربت الأوضاع الاجتماعية، وخرج الناس إلى الشوارع في مظاهرات احتجاج، سرعان ما تم تأطيرها سياسيًا، مما جعل الشعارات، التي تم رفعها ورددها المتظاهرون تنزلق من إدانة لارتفاع الأسعار، إلى إدانة للنظام".

لقد تسارعت الأحداث بشكل خطير، تجلى في مهاجمة المتظاهرين للمحال التجارية، والبنوك ووسائل النقل والأعمدة الكهربائية، في العديد من شوارع المدن المغربية، في تحركات شعبية "لم تعد تقتصر على المطالب الاجتماعية، بل تجاوزتها إلى المطالب السياسية".

أدى اندلاع المواجهات إلى إطلاق النار، وإلقاء القبض على المئات من المتظاهرين، وسقوط عدد من القتلى، حددهم الملك الراحل الحسن الثاني بـ 19 قتيلًا.

الخطاب الملكي و"الأوباش"
في خضم هذه التطورات، التي تزامنت مع احتضان الدار البيضاء لمؤتمر القمة الإسلامي الرابع (16 يناير 1984)، توجهت الأنظار إلى القصر الملكي في الرباط، أملًا في أن يظهر الملك الحسن الثاني في خطاب قد يعلن فيه عن اتخاذ بعض القرارات، " وفي مقدمتها إلغاء الزيادات الطارئة على عدد من المواد الاستهلاكية الأساسية.. تكهن آخرون بأن الملك قد يعلن حالة الاستثناء".

يذكر معنينو أنه حضر إلى القصر الملكي بالدار البيضاء، ضمن فريق التلفزيون المغربي ، لتغطية ونقل الخطاب إلى عموم المشاهدين، فاستنتج من خلال ظهور الملك، أن في مشيته إيقاعًا يكاد يكون عسكريًا، " على وجهه ملامح صرامة وتوتر". 

ومن خلال التجربة، يقول معنينو، إنه أصبح في إمكانه التكهن بنفسية ودرجة ارتخاء أو توتر الحسن الثاني، وفي مساء ذلك اليوم، بدا له أنه بالغ التأثر، "كان عبوسًا متجهمًا"، ما جعله يردد بينه وبين نفسه مرارًا: "الله يحفظ..الله يحفظ".

في ذلك الخطاب الملكي الشهير، وجّه الحسن الثاني التهمة إلى من سماهم "الماركسيون اللينينيون" الذين يريدون أن يفشل المؤتمر الإسلامي، ثم المخابرات الصهيونية، التي تود تشتيت صف المسلمين"، قبل أن يوجّه التهمة إلى "صاحبنا الخميني الذي كفره المغرب بفتوى من العلماء"، معلنًا أن "هذا هو الثالوث المسؤول عن الأحداث الدموية". 

وبنبرة حادة ولهجة استنكارية، تساءل الملك في الخطاب نفسه: "هل وصلنا إلى هذا الحد، بوساطة الأوباش، العاطلين الذين يعيشون بالتهريب والسرقة، والذين استعملوا الأطفال في مقدمة التظاهرات؟".

لم يفت الملك الراحل أن يقول في عبارات تحذيرية: "سكان الشمال يعرفون ولي العهد . ومن الأحسن ألا يعرفوا الحسن الثاني في هذا الباب"، قبل أن يوجّه كلامه إلى ناس وسكان المدينة الحمراء قائلًا: "لقد قررت عدم الذهاب إلى مراكش للراحة، كما كنت عازمًا على ذلك، وعلى سكانها أن ينهوا عن المنكر حين يسمعون "الشعب الصحراوي البطل"، عليهم أن يلقوا القبض عليهم ويسلموهم إلى الباشا.. إن الكلمة الأخيرة ستبقى للسلطة والقانون.. والزيادات لن تكون..".

وعلق معنينو: "عندما انتهى خطاب الملك، تقدم نحوه الوزراء، وانحنوا أمامه، وظلوا صامتين. تناول الملك سيجارة، وتوجه إلى الجناح الملكي الخاص.. عندما غادرت القصر، كنت على عتبة الانهيار".

شريط الأمس البعيد
كتب أيضًا: "كنت خائفًا من انزلاق الأمور.. من استعمال مزيد من العنف.. لم يراودني الشك في ما قاله الملك، ولكني كنت على يقين بأن التظاهرات غير المؤطرة، غالبًا ما تنتهي بالمواجهة.. شعرت بأن الملك أفاق جرحًا غائرًا، في ذاكرة أهل الشمال، حين وصفهم بالأوباش، وذكرهم بتدخله العسكري في الريف، بداية الاستقلال، وما تم استعماله من قوة لاستعادة السيطرة على منطقة ألفت العيش بموازاة مع السلطة".

وتابع، وهو يسترجع شريط الأمس البعيد: "عندما غادرت القصر لاحظت تعزيز الحراسة حوله بعناصر من المظليين، وأن ضباطًا كانوا يوزّعون الرصاص، على الجنود المنتمين إلى تنظيمات عسكرية مختلفة، قررت العودة إلى منزلي.. لم أحتمل المبيت في الدار البيضاء كما كان مقررًا.. كنت أردد باستمرار: "الله يحفظ.. الله يحفظ".

في السنة نفسها، أي 1984، وفي عز الصيف، يتوقف الكتاب الجديد، عند توقيع اتفاقية وجدة، قرب الحدود مع الجزائر، وهي اتفاقية مغربية ليبية، أسست لميلاد الاتحاد الأفريقي، وفاجأت الجميع، بما فيهم الولايات المتحدة، ما جعل سفيرها جوزيف ريد يقطع إجازته، ويعود سريعًا إلى الرباط لمعرفة ماذا جرى، حيث استقبله الملك الحسن الثاني على مدى ثلاث ساعات، وعمل على التخفيف من وقع الحدث، وربط ماجرى بضرورة تحييد العقيد معمر القذافي في حرب الصحراء. 

الملك في العيون
اندهش معنينو عندما شرع في استعراض أحداث سنة 1985، التي اتسمت باستمرار بناء الجدران الأمنية في الصحراء، وارتفاع وتيرة هجوم القوات الجزائرية والانفصالية، وزيارة الملك الحسن الثاني إلى مدينة العيون، كبرى حواضر الصحراء المغربية، وإلقاء خطاب تاريخي وصلاة الجمعة فيها، وانعقاد دورة استثنائية للبرلمان، وانعقاد القمة العربية الاستثنائية، واحتضان المغرب للألعاب العربية، وتأسيس حكومة جديدة، وضم الإعلام إلى الداخلية.

خلال هذه السنة أيضًا، يكتب معنينو: "ستتهاطل أمطار غزيرة على كل التراب الوطني، وسيسود نوع من التفاؤل رغم احتقان اجتماعي وتوتر سياسي ونقابي".

وفي مارس من سنة 1985، أي بعد مرور أربعة شهور على انسحاب المغرب من منظمة الوحدة الأفريقية، التحق الحسن الثاني بمدينة مراكش، للسهر على آخر الاستعدادات لرحلته إلى مدينة العيون، التي اختار الذهاب إليها عبر الطريق عوضًا من الجو، متوقفًا في بعض المدن، مثل أكادير وغيرها.

ويعلق معنينو: "كان وجود ملك المغرب في العيون، التي دخلها وسط مهرجان شعبي كبير، إعلانًا صريحًا عن التحدي، وتكذيبًا لكل الدعايات، التي كانت تروّج لها الجزائر، وتأكيدًا على مغربية الصحراء".

غير أن ما أثار الانتباه، وجعل الصحافيين يتزاحمون لالتقاط الصور التذكارية، هي زيارة الملك إلى الجدار الأمني، وتفقد الجنود المرابطين فيه، وإطلاعه على التجهيزات واستماعه إلى الشروح، ودخوله إلى فرن لإعداد الخبز للجنود، حيث أخذ خبزة، واقتطع جزءًا منها وأكله، وقدمها إلى ولي العهد الأمير سيدي محمد والأمير مولاي رشيد، وطلب منهما الأكل، وتوزيعها على المرافقين العسكريين والمدنيين.

إسناد الإعلام للبصري
من الأحداث البارزة في سنة 1985، وبالضبط يوم 15 نوفمبر، إسناد وزارة الإعلام إلى إدريس البصري وزير الداخلية، وهو الأمر الذي فاجأ الجميع، بمن فيهم معنينو، الذي لم يعلم بالخبر إلا صبيحة اليوم الموالي، رغم أنه كان يشغل منصب مدير الإعلام.
وكان هذا القرار الملكي المفاجئ نتيجة "غضبة مضرية كان الحسن الثاني يختص فيها، وخلالها يتخذ قرارات غالبًا ما يندم عليها بعد أن تهدأ الأوضاع التي كانت سببًا في ذلك".

كانت وزارة الداخلية تضخم في تقاريرها إلى الملك ما كان يجري في التلفزيون من تحولات، معتبرة ذلك بمثابة خطر على استقرار المغرب، مستندة إلى الغياب الطويل لعبد اللطيف الفيلالي، وزير الخارجية والإعلام، مشيرة إلى أنه في "عطلة مستمرة"، و"يفضل البقاء في الخارج حتى بعد انتهاء المهمات المكلف بها".

وفي ليلة 12 نوفمبر من سنة 1985 نفسها، بث التلفزيون حلقة من برنامج "وثيقة" استضافت خلاله المهدي بنعبود، أحد قادة جيس التحرير، والمعروف بصراحته، فتحدث عن عودة بطل التحرير، الملك محمد الخامس، من المنفى، والانقسام الذي حدث وسط الطلاب المغاربة بين الذين ارتاحوا لهذا الرجوع، وبين الذين رفضوا إرسال برقية تهنئة إلى الملك محمد الخامس، وفهم من هذا الكلام أن هناك مغاربة لم يكونوا مؤيدين لرجوعه إلى العرش.

في تلك الليلة كان الحسن الثاني أمام التلفزيون يتابع البرنامج المذكور، وفي ذاكرته تقارير وزارة الداخلية عن الفوضى العارمة التي تسود التلفزيون المغربي، فاتصل بعبد اللطيف الفيلالي، فلم يعثر عليه، فطلب البصري هاتفيًا، وأمره بتوقيف البرنامج.

الملك الراحل الحسن الثاني لدى زيارته الجدار الأمني في الصحراء 

ويرى معنينو أن الفيلالي ارتاح لهذا القرار، خاصة بعدما احتفظ بوزارة الخارجية، وسئم الإعلام ومشاكله وتوتراته وأخطاءه، وتدخل جهات عديدة في أمور عمله، "لكنه في الوقت نفسه أسف لكون خصمه اللدود إدريس البصري هو الذي تولى هذه الحقيبة".

التلفزة تتحرك.. ولكن
مع مطلع سنة 1986، انطلقت "عملية" وصفها معنينو بكونها "غريبة"، ويتعلق الأمر بتكليف المهندس الفرنسي أندري باكار إصلاح التلفزيون تحت شعار "التلفزة تتحرك".

كانت الكلمة الأولى والأخيرة لـ"باكار"، المستعين بـ"جحافل الفرق الفرنسية"، وظل المسؤولون المباشرون عن التلفزيون "خارج اللعبة"، فيما كان هو يفكر في الاستغناء عن عدد كبير من العاملين فيه.

كان الوزير البصري يتابع الاستعدادات من دون أن يتمكن من التدخل، لإدراكه بأن المهندس "باكار" يتلقى التعليمات مباشرة من الحسن الثاني، لأنه كان قريبًا منه، وكان ذا "طبيعة متوترة، عنيفًا في نظراته وكلامه".

واستنادًا إلى ما ورد في كتاب معنينو، فإن هذا المهندس الفرنسي هو الذي كلفه الملك الراحل الحسن الثاني بإصلاح وترميم القصور الملكية في الرباط وفاس ومراكش والدار البيضاء، وغيرها، وهو الذي بنى القصر الملكي الجديد في أكادير على شاطئ المحيط، وهو الذي بنى مقر القناة التلفزيونية الثانية "دوزيم" ومقار العمالات (المحافظات) في الدار البيضاء وغيرها، وخلال هذه المراحل اعتاد الصرف من دون حساب.

من خلال السرد، يبدو أن معنينو لم يكن راضيًا عن طريقة باكار في تدبير التغيير في التلفزيون، كما اعترض بشدة على الخضوع لعملية إعادة تصفيف شعره، كما حدث لغالبية المذيعات والمذيعين.

لقد كان التعايش صعبًا بين الطرفين، لدرجة أن باكار وجّه رسالة إلى معنينو يتهمه فيها بأن برنامجه اليومي هو معارضة تعليماته، والتي يراها ضرورية، في إطار المهمة التي كلف بها.

وعبّر معنينو عن موقفه في اجتماع مع إدريس البصري، حضره "باكار"، بقوله: "لن أخضع لهذا الفرنسي، فهذه مهنتي، ولن يعلمني إياها.. إنه يخضعنا لتجارب وكأننا فئران.. أنا أرفض ذلك.. إن والدي حارب الفرنسيين عقودًا عدة، وأنا وفي لنضاله".

بعد أسبوع واحد، عاد معنينو إلى عمله العادي، وانقطع عن التلفزيون. وقال: "لقد كان في الإمكان إنجاح التجربة لو تم الإعداد لها، بكثير من الروية والمهنية وعدم التسرع والتغيير المفاجئ خاصة في العنصر البشري".