أعلنت روسيا أنها ملتزمة بتسليم مصر صفقة صواريخ من طراز "S300"، بينما كشف مصدر عسكري روسي رفيع، أن بلاده زودت دولة من شمال أفريقيا وشرق أوسطية صفقة من صواريخ اسكندر الفتاكة. ويعتقد أن تكون هذه الدولة مصر، لاسيما أنها سبق أن تقدمت بطلبات عديدة وعقدت مباحثات من أجل الحصول على هذا الصاروخ الفتاك.

إيلاف من القاهرة: في إطار التعاون العسكري بين روسيا ومصر، أكد مسؤول في الهيئة الفدرالية الروسية للتعاون العسكري التقني، التزام بلاده بتنفيذ العقد المتعلق بتوريد منظومة "إس-300" الصاروخية للدفاع الجوي لمصر في الموعد المتفق عليه.

وردا على سؤال عما إذا تم التوقيع على العقد بشأن منظومة "إس-300" وبدأت التوريدات، قال المسؤول لوكالة "نوفوستي" الروسية، اليوم الأربعاء، على هامش معرض دبي للطيران: "سيفي الجانب الروسي بشكل كامل بالتزاماته الناجمة عن العقد بشأن توريد وسائل دفاع جوي بعيدة المدى".

وكان سيرغي تشيميزوف، المدير العام لمؤسسة "روستيخ" الحكومية الروسية للتقنيات العالية، قد أعلن في وقت سابق، أن موسكو تنتظر من القاهرة حل مشاكل مالية لعقد صفقات جديدة في مجال التعاون العسكري التقني.

وكانت مواقع إلكترونية، نشرت في يونيو الماضي ما يعتقد أنه صور لتفريغ الدفعة الأولى من منظومات "إس- 300 ف إم" ("أنتاي – 2500") في ميناء الإسكندرية.

وفي السياق ذاته، كشف مصدر مسؤول في الهيئة الفدرالية الروسية للتعاون التقني العسكري، لوكالة "نوفوسيتي" أيضًا عن أن موسكو قد زوّدت وللمرة الأولى بلدا شمال إفريقيا وشرق أوسطيا بصواريخ "إسكندر" التكتيكية الفتاكة.

وذكر المصدر الروسي الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن البلد الأجنبي الوحيد في العالم الذي حصل على هذه الصواريخ، كان جمهورية أرمينيا التي تربطها بروسيا علاقات تحالف وثيقة.

وأضاف المسؤول في حديث على هامش فعاليات معرض دبي للطيران 2017، أن الصواريخ التي تم تزويد البلد المذكور بها، صواريخ "عالية الدقة، وقد زوّدنا بها هذا العام بلداً شرق أوسطياً يقع في شمال إفريقيا".

وقالت الوكالة إن صواريخ "إسكندر" الروسية، صواريخ مسيّرة يصل مداها إلى 500 كيلومتر، ويستحيل على العدو المفترض اعتراضها، فيما يمكن تزويد منصات إطلاقها بأنواع مختلفة من الصواريخ بما فيها المجنحة فائقة الدقة.

وتخصص هذه الصواريخ لضرب الأهداف المعادية على اختلافها بما فيها المنظومات الصاروخية على غرار "باتريوت" الأميركية، ومرابض الراجمات والمدفعية بعيدة المدى، والطائرات والمروحيات المكشوفة ونقاط القيادة المحصنة، وعقد الاتصال.

ويمكن تزويد "إسكندر" كذلك برؤوس انشطارية يتم التحكم بالأجزاء المنفصلة عنها كل على حدة، بعد أن تتناثر من الصاروخ الذي تطلقه المنظومة، فيما يدأب المصممون على تزويد المنظومات من هذا النوع بأجهزة نوعية جديدة للتحكم بها وتشغيلها والرقابة على حالتها الفنية.

صواريخ اس 300 التي حصلت مصر عليها

ويعتقد أن هذا البلد الشمالي أفريقي والشرق أوسطي في الوقت نفسه هو مصر، لاسيما أن وكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء قد نشرت تقريرًا بتاريخ 11 مارس 2015، قالت فيه إن "مصر قررت عقد صفقة أسلحة جديدة مع روسيا، بعد نجاح صفقة صواريخ "إس 300"، مشيرة إلى أن "القاهرة تعتزم شراء صواريخ "إسكندر" الروسية للدفاع الجوي، بقيمة 3.5 مليارات دولار".

وتنتقل هذه المنظومة إلى حالة القتال خلال دقيقة واحدة، وتركب على منصات ثابتة ومتحركة، كما تتحدد دقتها في إصابة الهدف بدائرة نصف قطرها 30 مترًا.

ويبلغ وزن الصاروخ، 3 أطنان ويحمل عبوة تحتوي على 400 كجم من مادة "تي إن تي"، وتستخدم في صنع الصاروخ تقنية التمويه والاختفاء "ستيلث".

وبتاريخ 12 يناير 2017، نقل موقع "نتسيف نت" الإسرائيلي، عن مصدر روسي، قوله إن مصر من العملاء المحتملين لشراء الصواريخ الروسية البالستية المتحركة قصيرة المدى من طراز "اسكندر".

وأضاف الموقع الإسرائيلي، أن الصاروخ "Iskander-E" الذي من المتوقع أن تحصل عليه مصر، باعته روسيا إلى دول أجنبية أخرى ويبلغ مداه 280 كم، وهو ذو نظام توجيه يعمل بالقصور الذاتي.

وأشار الموقع الإسرائيلي إلى أن مصر مهتمة بشراء هذا الصاروخ الذي يوجد في قائمة المشتروات التي قدمتها إدارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لروسيا.

وتعد منظومة صواريخ "إسكندر" العملياتية — التكتيكية أسلحة هجومية قوية قادرة على حمل رؤوس نووية.

وليست مصر وحدها المتهمة بالحصول على الصاروخ اسكندر، ولكن السعودية أيضًا، وقالت "سبوتنك" إن هناك رغبة من المملكة العربية السعودية في الحصول على أنظمة صواريخ "إسكندر" الروسية الفتاكة، مشيرة إلى أن وزارة الدفاع السعودية بحثت إمكانية شراء الأسلحة الروسية بما فيها صواريخ "إسكندر"، بسبب قوتها وقدرتها على حمل رؤوس نووية.