إيلاف من نيويورك: لا صوت يعلو فوق صوت فضائح التحرش الجنسي التي تهز الولايات المتحدة الأميركية حاليا، فالموضوع لم يعد يتوقف عند سياسي معين او حزب محدد، بظل تدفق قضايا جديدة الى العلن.

وكان من المتوقع ان يسلط الاعلام الأميركي الضوء على نجاح الجمهوريين في تمرير مشروع التخفيضات الضريبية في مجلس النواب ليسلك طريقه نحو مجلس الشيوخ، او حركة الرئيس الأميركي دونالد ترمب اثناء مؤتمره الصحفي، حيث توقف عن الحديث من اجل البحث عن عبوة مياه يروي بها ظمأه، لكن السناتور الديمقراطي، آل فرانكين استحوذ على الاهتمام منتزعًا الصدارة من الجمهوري روي مور، بعدما إنكشاف قضية تحرش جنسي خاصة به.

البطل ديمقراطي

فرانكين الذي يمثل ولاية مينيسوتا في مجلس الشيوخ، وجهت اليه اتهامات تتعلق بمحاولته التحرش جنسيًا بصحافية عام 2006 يوم كان يعمل في حقل التمثيل.

وقالت الصحافية، لييان توييدن، ان آل فرانكين السناتور الحالي، والممثل الكوميدي سابقا تحرش بها جنسيًا عندما كانا يستعدان لتقديم عرض أمام القوات الأميركية في أفغانستان.

وروت الصحافية تجربتها بنفسها على موقع محطة كيه.إيه.بي.سي ومقرها لوس أنجليس بالتزامن مع نشر تقارير عديدة بشأن تحرشات جنسية ارتكبها رجال من أصحاب النفوذ من نجوم هوليوود إلى رجال الكونغرس.

قبلة وملامسة

وقالت توييدن إن فرانكين كتب عرضًا هزليًا يحتوي على قبلة بينهما وقال إنه صمم على التدريب عليها وهو ما رفضته في البداية، وأضافت أيضا أنه لمس جسدها أثناء نومها عندما كانا في طريق العودة للوطن على متن طائرة عسكرية.

فرانكين قدم اعتذاره بسبب ما حصل، وسارع أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الى دعوة لجنة الاخلاقيات للتحقيق مع سناتور مينيسوتا الذي اكد من جهته جهوزيته التامة للتعاون.

تنفس الصعداء

قبلة فرانكين مكنت، روي مور، مرشح الحزب الجمهوري في الاباما من تنفس الصعداء للمرة الأولى خلال أسبوع عاصف مر على القاضي المحافظ الذي كان في الأيام الماضية يواجه الفضيحة تلو الفضيحة.

مور الذي رفض دعوات قادة الحزب الجمهوري بالانسحاب من السباق الانتخابي، حاول الاستفادة الى ابعد حد من حادثة آل فرانكين وردة فعل ميتش ماكونيل، زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، وطلبه من لجنة الاخلاقيات التحقيق مع المذنب، حيث قال، "آل فرانكين، اعترف بالذنب بسبب وجود ادلة فوتوغرافية. ميتش ماكونيل: دعونا نحقق"، وأضاف متحدثا عمّا حدث معه،" في الاباما صفر ادلة، وادعاءات 100% مرفوضة، ميتش ماكونيل: انسحب أو ستطرد".

ترمب صامت

ورغم كل ما يحدث، وخروج جميع السياسيين الاميركيين تقريبًا للتعليق على فضيحة مور، وفرانكين، إلا أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب لم يعلق حتى الآن بشكل صريح على القضية، مكتفياً بأجوبة المتحدثة الإعلامية، سارة ساندرز التي قالت رداً على سؤال حول موقف الرئيس، "ان ترمب يعتقد ان الادعاءات ضد روي مور مثيرة للقلق للغاية، ويأخذها على محمل الجد"، ولكن على شعب الاباما ان يقرر من يريد ان يمثله في مجلس الشيوخ.

وأضافت، "ان الرئيس لديه اعتقاد راسخ بضرورة انسحاب مور من السباق بحال كانت هذه الادعاءات صحيحة".