«إيلاف» من نيويورك: لن تنتهي التساؤلات التي تتناول العلاقة بين دونالد ترمب وروسيا في المستقبل القريب، بظل اقتناع شريحة واسعة بأن وصول ترمب الى البيت الأبيض جاء بفضل موسكو التي تدخلت في الانتخابات لصالحه.

بوليتيكو نشرت تقريراً تناول الزيارة الأولى التي قام بها ترمب الى الاتحاد السوفياتي منتصف ثمانينات القرن الماضي. المجلة الشهيرة ارادت الايحاء من خلال تقريرها أن علاقة ما ربطت بين الرئيس الأميركي الحالي ورجالات الاتحاد السوفياتي.

مشكلة الجنرال السوفياتي

وعادت المجلة الى عام 1984 لتقول، إن الجنرال السوفياتي فلاديمير ألكسندروفيتش كريوشكوف الذي كان يشرف على أحد مديريات جهاز الاستخبارات الكي جي بي، واجه مشكلة كبيرة في تلك الفترة تمثلت بالفشل في جمع المعلومات المتعلقة بالدول الخارجية.

ومثل وصول ميخائيل غورباتشوف الى السلطة تحديًا جديدًا بالنسبة الى ضابط الاستخبارات، فالرئيس الجديد أراد الانفتاح على الغرب الأمر الذي يعني ان عمل مديرية كريوشكوف اصبح اكثر أهمية نظرًا لدورها في جمع المعلومات الخارجية، كما ان رونالد ريغان وصل الى سدة الحكم في واشنطن، ما يعني ان على السوفيات التعامل مع شخصية متشددة مختلفة عن جيمي كارتر وجيرالد فورد.

معاناة الاستخبارات

السوفيات في تلك المرحلة عانوا كثيرًا من قضية تجنيد العملاء المحترفين، وقد تبين ان مجمل التقارير التي تصلهم من عملائهم الخارج لم تكن اكثر من مواد صحفية منشورة يجري تدويرها، او معلومات مستقاة من صحافيين لا أكثر.

حث كريوشكوف ضباطه على تحسين نوعية العملاء، ففي السابق كان المرشحون للتعاون مع الكي جي بي يرتبطون بتعاطف أيديولوجيا تجاه الاتحاد السوفياتي، او من اليساريين ، والنقابيين وغيرهم، ثم بدأ الاعتماد على وسائل الترغيب المتمثلة بالاموال والنساء، والاطراء، ووضع اهداف متمثلة في النخب الغربية بغية دفعهم للتعاون معهم.

الاهتمام مرده الزواج من تشيكية

ترمب زار موسكو للمرة الأولى عام 1987، ولكن الصحيفة تقول إن اهتمام الاستخبارات الشيوعية به قد يعود الى عام 1977 يوم تزوج من عارضة الأزياء التشيكية، ايفانا زيلنيكوفا التي كانت تبلغ من العمر 28 عاما.

زوجة ترمب القادمة من بلد شيوعي (تشيكوسلوفاكيا) حصدت اهتمام مكتب التحقيقات الفدرالية، وجهاز السي أي آي، والاستخبارات التشيكية، والجدير بالذكر ان عملاء تشيكيا اشتهروا باحترافيتهم العالية، ونشط ضباطهم في الولايات المتحدة وأميركا اللاتينية.

مراقبة العائلة في مانهاتن

وقالت بوليتيكو، "انه وبحسب ملفات رفعت عنها السرية في براغ، فإن العملاء التشيكيين كانوا مكلفين بمراقبة عائلة ترمب في مانهاتن، وكما حال دول أوروبا الشرقية، كانت الاستخبارات التشيكية تشترك في المعلومات مع جهاز الكي جي بي".

كيف زار ترمب روسيا للمرة الأولى؟، وصل يوري دوبينين، الى نيويورك عام 1986 لتمثيل بلاده في الأمم المتحدة قبل ان يصبح سفيرًا للاتحاد السوفياتي في واشنطن، وفي هذه الاثناء كان الجنرال كريوشكوف يشكو من عدم وجود نتائج ملموسة على صعيد تجنيد الاميركيين.

كانت ابنة السفير، نتاليا تقيم في نيويورك حيث قامت باستقبال والدها في المطار واصطحبته في جولة حول المدينة، حيث قالت إن السفير شاهد برج ترمب الواقع على الجادة الخامسة، واراد دخول المبنى ولقاء صاحبه.

الوصول الى موسكو

في كتابه فن الصفقات يقول ترمب، "في يناير 1987، تلقيت رسالة من يوري دوبينين، السفير السوفياتي في الولايات المتحدة، تقول انه لمن دواعي سروري أن أقدم بعض الأخبار الجيدة من موسكو فوكالة جوسكومينتوريست (تابعة للدولة) اعربت عن اهتمامها بالعمل في مشروع مشترك لبناء وادارة فندق في موسكو".

بوليتيكو تساءلت، هناك الكثير من المطورين العقاريين الطموحين في الولايات المتحدة، فلماذا اختارت موسكو ترمب؟، لتضيف نقلا عن فيكتور سوفرورف قوله، ان هذه الوكالة كانت تشكل احد اذرع جهاز الكي جي بي.

وصل ترمب الى موسكو في يناير 1987 ورتب زيارته بحسب بوليتيكو، السفير الروسي، والدبلوماسي الاخر، فيتالي تشوركين حيث جال في العاصمة الروسية وفي المكان المخصص لبناء الفندق، ثم كرر زياراته الى العاصمة الروسية رغم عدم تحقيقه أي نجاح في عالم الاعمال هناك.