ترأست الأميرة للا سلمى، رئيسة مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان، أمس، بمراكش، حفل تخليد اليوم الوطني لمحاربة داء السرطان، الذي يصادف 22 نوفمبر من كل سنة، والذي يكون مناسبة للتوعية وتوضيح أهمية الوقاية والكشف المبكر عن هذا المرض، وفرصة لتسليط الضوء على أهم المنجزات التي حققها المغرب في هذا المجال وكذا الآفاق المستقبلية.

إيلاف من الرباط: يشكل ترؤس الأميرة للا سلمي، لفعاليات هذه التظاهرة، حسب وكالة الأنباء المغربية، مناسبة لإبراز الانخراط الفاعل لــمؤسسة للاسلمى للوقاية وعلاج السرطان في التخفيف من معاناة المصابين بالورم الخبيث، كما يأتي انسجامًا مع التوجه الذي ما فتئت المؤسسة تلتزم به متجسدًا في توفير مختلف أشكال الدعم المادي والاستشفائي والنفسي لهذه الفئة من المرضى. 

فيما يمثل اليوم الوطني لمحاربة داء السرطان مناسبة لإبراز الانخراط المؤسساتي الفاعل للمؤسسة في دعم مختلف الجهود الرامية إلى التخفيف من معاناة المصابين بهذا الداء، حيث "سجلت جهود المغرب في هذا المجال تحولًا نوعيًا نال تقدير العديد من الهيئات الدولية الفعالة والوازنة، بفضل الشراكة المتينة القائمة بين مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان وعدد من الشركاء. 

وفضلًا عن ذلك وضعت المؤسسة تحسين مكافحة السرطان كرهان أساسي للمغرب، الذي جعل الحدّ من المرض على رأس الأولويات، من خلال العمل على تقليص عوامل الخطر، وتطبيق استراتيجيات وقائية قائمة على أسس واقعية وتشجيع الفحص المبكر والتكفل بالمرضى.

وعرف عدد المرضى المصابين بالسرطان المتكفل بهم بالمغرب ارتفاعًا ملحوظًا، إذ انتقل من 21 ألفا و957 شخص سنة 2009 إلى 200 ألف شخص في سنة 2016، مما يجسد الالتزام الموصول للمغرب من أجل خفض نسب الوفاة الناجمة من أحد أكثر الأمراض انتشارًا، والسبب الأول للوفيات في العالم.

انخرط المغرب، بدعم من الأميرة للا سلمى، رئيسة مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان، ضمن هذه المقاربة الاستراتيجية وتعبأ في بلورة مخطط وطني للوقاية ومراقبة السرطان (2010 - 2019).

بفضل هذا المخطط، استطاع تحقيق تقدم مهم في مجال مكافحة السرطان، خاصة على مستوى التكفل بالتشخيص والعلاج من خلال بناء وإعادة تهيئة وتجهيز تسعة مراكز جهوية للأنكولوجيا، بالرباط والدار البيضاء والحسيمة وفاس ومراكش وأكادير ووجدة ومكناس وطنجة، وبناء وتجهيز قطبين للأنكولوجيا وأمراض النساء بالرباط والدار البيضاء. 

كما تم إنشاء وحدتين لأمراض الدم وسرطان الأطفال بالرباط والدار البيضاء، فيما يجري بناء وتجهيز وحدتين بالمركز الاستشفائي الجامعي بكل من فاس ومراكش، إضافة إلى بناء وتجهيز مصالح للعلاج الكيميائي للقرب بالدار البيضاء وبني ملال والرشيدية والناظور لخدمات العلاج الكيميائي في المستشفى النهاري، مع الشروع في تجهيز مشروع بتطوان.

وتسعى مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان، التي تأسست سنة 2005، بمبادرة من الأميرة للا سلمى، إلى جعل محاربة السرطان من أولويات الصحة العمومية بالمغرب والمنطقة المغاربية والعربية ككل، حيث تضع المؤسسة نصب أعينها تحسين التكفل بالمرضى وتشجيع أعمال الوقاية، مع الانخراط الفاعل في مجال البحث العلمي عبر تعدد الشراكات داخل المغرب وخارجه. كما توسع نطاق عمل المؤسسة ليشمل التعاون وتبادل التجارب مع عدد من البلدان الأفريقية.

وبصفتها سفيرة النوايا الحسنة للمنظمة العالمية للصحة، من أجل النهوض بعلاج السرطان والوقاية منه، تعمل الأميرة للا سلمى على وضع محاربة السرطان بالمغرب في سياقه الدولي. لذا، تساهم المؤسسة في اللقاءات الدولية والإقليمية للمنظمة العالمية للصحة، فضلًا عن كونها عضوًا في الاتحاد الدولي ضد السرطان منذ 2006، ورئيسة للتحالف الإقليمي لمحاربة السرطان على مستوى منطقة شرق المتوسط، كما انخرطت جمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان في "فرايموورك كونفنشين أليانس" سنة 2008.