تصاعد التوتر السياسي والإعلامي بين السعودية وإيران حول العديد من الملفات في الأشهر الأخيرة، خصوصًا ما يتعلق بالحرب في اليمن وسوريا إضافة الى الوضع اللبناني.

إيلاف من بيروت: لامست الحرب الكلامية بين طهران والرياض حدوداً غير مسبوقة على الإطلاق، وقد ترافقت مع جملة من التوترات السياسية والعسكرية في المنطقة، إنطلاقاً من تطورات المتحرك السوري واليمني، مروراً باستقالة رئيس وزراء لبنان، وصولاً إلى إطلاق صاروخ باليستي نحو مطار الملك خالد في الرياض.

وتجند إيران الجماعات المسلحة التابعة لها، وتدعمهم بالمال والسلاح، لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة في إطار ما يسمى الحرب بالوكالة، فتدعم جماعات من أمثال حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق والحوثيين في اليمن، وتسعى بإيعاز من مرشد إيران علي خامنئي إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة. 

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أشار إلى التدخلات الإيرانية في المنطقة، مشبهاً خامنئي بـ"هتلر جديد في منطقة الشرق الأوسط"، مضيفًا لصحيفة "نيويورك تايمز": "تعلمنا من أوروبا ان سياسة الاسترضاء لا تجدي نفعًا. لا نريد ان يكرر هتلر إيران الجديد في الشرق الأوسط ما حدث في أوروبا". واستتبع ذلك رداً من المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي الذي رد بلغة التهديد والوعيد، كما دأبت إيران على التعامل مع كل مفصل حيوي.

أعمال حرب

هذا التوتر المتعاظم بين البلدين انسحب على مجمل التصريحات المتبادلة في الآونة الأخيرة، وقد تصاعد بشكل كبير عقب استهداف الحوثيين لأول مرة العاصمة السعودية بصاروخ بالستي.

ولي العهد السعودي أكد أن "ضلوع النظام الإيراني في تزويد الميليشيات الحوثية التابعة له بالصواريخ يعد عدواناً عسكرياً ومباشراً، وقد يرقى إلى اعتباره عملاً من أعمال الحرب ضد المملكة"، فيما شن الرئيس الإيراني حسن روحاني هجومًا على المسؤولين السعوديين، وقال إنهم "يدركون جيدًا مكانة وقوة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومن هم أعظم شأنًا منهم لم يتمكنوا من المساس بالشعب الإيراني".

استفزازات خطيرة

وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قال إن «الإرهاب الإيراني مستمر في ترويع وقتل الأطفال وانتهاك القانون الدولي»، كما هاجم «إيران وعملاءها» بعنف خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب، وقال إن السعودية "لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا العدوان الايراني السافر ولن تتوانى في الدفاع عن نفسها والحفاظ على أمن وسلامة شعبها"، معتبرًا أن "السكوت عن هذه الاعتداءات الغاشمة لن يجعل أي عاصمة دولة عربية في أمان من هذه الصواريخ البالستية".

فيما اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن "السعودية تخوض الحروب العدوانية والسلوك الذي يزعزع الاستقرار، ثم تحمّل إيران العواقب".

كما أطلقت عشرات المواقف المشتعلة والاتهامات المتبادلة بين البلدين اثر استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، حيث قال المسؤولون الإيرانيون إن السعودية تحتجر الحريري وقد ضغطت عليه بشكل كبير لتقديم استقالته، وهي المزاعم التي سخرت منها السعودية، مؤكدة أن الحريري ضاق ذرعاً بهيمنة إيران وحزب الله على لبنان وحكومته، وقد عبّر عن هذا الأمر بكل وضوح قبل وبعد استقالته.​