إيلاف من نيويورك: إختار الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، تمضية عطلة عيد الشكر في منتجع مار آل لوغو بفلوريدا، مفضلا الابتعاد عن ضجيج العاصمة الأميركية واشنطن.

صباح الجمعة الماضي، إصطحب دونالد ترمب ، كلا من لاعبي الغولف المشهورين في العالم، تايغر وودز، وداستين جونسون لممارسة الرياضة الأحب الى قلب الرئيس الأميركي الذي أراد الابتعاد قليلا عن الأجواء المشحونة والمقلقة بعد الرسالة الصاعقة التي وصلته ليل الخميس من صديقه الجنرال مايكل فلين.

أفسدت بهجة العيد

صحيفة نيويورك تايمز لم تسمح للرئيس ان يعيش بهجة العيد ويمضي عطلة ممتعة، فنشرت تقريرها يوم الخميس، الذي كشف ان محامي مستشار الامن القومي السابق، مايكل فلين، ابلغ الفريق القانوني لترمب التوقف عن تبادل المعلومات في قضية التدخل الروسي بالانتخابات، والتحقيق الذي يشرف عليه المحقق الخاص روبرت مولر.

اخبار غير سارة

خطوة فلين ومحاميه، نزلت كالصاعقة بدون ادنى شك، خصوصًا انه لا يمكن وضع استنتاج معين للخطوات القادمة، فالجنرال السابق قد يكون ابرم الصفقة مع المحقق الخاص، او انه بصدد التفاوض عليها، وقد تنجح المفاوضات او تفشل، لكن كل هذه الفرضيات والتخمينات لا تصب مطلقا في صالح الرئيس الأميركي، ولا يمكن انتظار أي مؤشرات إيجابية ستنتج عنها.

يريد رأس ترمب

في الولايات المتحدة أصبح هناك شبه اجماع على اقتراب موعد توجيه اتهامات لمايكل فلين ونجله، ولكن المحقق الخاص لا يريد رأس مستشار الامن القومي السابق بقدر سعيه للإيقاع بالرئيس، وهو استفاد من صلاحياته المطلقة لملاحقة المقربين من ترمب سعيا لإيجاد ممسك قانوني عليهم يسمح له بنهاية المطاف في وضع أوراقه على الطاولة ومواجهتهم ومفاوضتهم سعيًا لمعرفة معلومات اكثر في قضية التواطؤ مع روسيا.

قضايا شائكة

جنرال الامن القومي السابق الذي امضى 24 يوما فقط في البيت الأبيض يواجه قضايا شائكة، مثل عدم الكشف عن أموال اجنبية تلقاها من مصادر روسية وتركية، وعدم تسجيل أسماء العملاء الذين عمل لصالحهم في مجال التأثير والضغط في اميركا، وتوقيفه لعملية عسكرية بسبب معارضة انقرة لها، والمزاعم حول تورطه ونجله بالتحضير لعملية اختطاف فتح الله غولن من اميركا وتسليمه الى تركيا مقابل 15 مليون دولار، واخفاء معلومات عن نائب الرئيس مايك بينس تتعلق بتواصله مع سفير روسيا السابق، سيرغي كيسلياك، والجدير بالذكر ان القضية الأخيرة فتحت أبواب الجحيم أمام فلين وجعلته يستقيل من منصبه، ولكنها اليوم لا تكاد تجد مكاناً بين الاتهامات الأخرى.

أسباب الاشتباه به

سببان جعلا فلين في موقف صعب، فلين نفسه والرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأخير ضغط على مدير مكتب التحقيقات الفدرالي السابق، جيمس كومي، ليغض النظر عن مستشار الامن القومي السابق، والأخير خرج يقدم عروضًا تنص على الحصول على حصانة من الملاحقة مقابل تقديم كل ما يملك من معلومات حول التدخل الروسي، مما رفع من مستوى الشكوك المرسومة حوله.

لماذا سينقلب؟

في الأيام الماضية، طرح سؤال كبير، لماذا سينقلب فلين على ترمب ما دام الرئيس باستطاعته إعطاء العفو لمستشار الامن القومي السابق ونجله؟

الإجابة على هذا السؤال بسيطة، الرئيس الأميركي يمكنه إعطاء عفو للمتهمين او المدانين في ارتكاب جرائم ضد الدولة، ولكن الدستور لا يخوله إصدار عفو في الجرائم المرتكبة ضد الولاية، ولذلك يخشى فلين بأن تكون الاتهامات الموجهة ضده و/أو ضد ابنه مايكل فلين جونيور، تتعلق بارتكاب جرائم ضد الولاية، فسارع الى عقد صفقة مع المحقق الخاص تخفف من وقع الاتهامات المتوقعة وتضمن تساهلاً أكثر معه.