لندن: قال علماء من جامعة برينستون الاميركية إن طائرًا أطلقوا عليه اسم "الطائر الكبير" بعد اكتشافه في جزيرة نائية من أرخبيل غالاباغوس في المحيط الهادئ، يؤكد إمكانية نشوء أنواع حية جديدة على سطح الأرض. ولفتوا في دراسة جديدة إلى أن هذا "الطائر الكبير" ظهر بوصفه نوعًا جديدًا تطور وصار جنسًا جديدًا في جيلين فقط.

وبسبب عزلة الأرخبيل إذ يبعد نحو 1000 كيلومتر قبالة ساحل الإيكوادور، تمكن الباحثان بي. روزماري غرانت وبيتر غرانت من أن يشهدا عملية نشوء هذا الطائر عن كثب، ومعاينة قدرات الطبيعة بأم العين، إذ راقبا عملية النشوء هذه في جزيرة دافني ميجور الصغيرة على امتداد أربعة عقود.

عن كثب

قالت روزماري غرانت، أستاذة البيولوجيا النشوئية: "الجديد في هذه الدراسة هو إننا نستطيع متابعة ظهور أنواع جديدة في الطبيعة البرية عن كثب، وفي أثناء عملنا في جزيرة دافني ميجور، تمكنا من مراقبة تزاوج طيرين ينتميان إلى فصيلتين مختلفتين، ومتابعة نشوء نوع جديد من الطيور".

بدأ هذان العالمان بحثهما في عام 1981، عندما لاحظ أحدهما يوم كانا طالبين طيرًا ذكرًا زقزقته مختلفة قليلًا وجسمه أكبر كثيرًا ومنقاره أطول من الأنواع الثلاثة المتوطنة في الجزيرة. قال بيتر غرانت، استاذ علم الحيوان والبيولوجيا النشوئية إن الطير لم يُشاهد قادمًا من البحر، "لكننا لاحظناه بعد فترة قصيرة على وصوله وكان مختلفًا عن الطيور الأخرى، وعرفنا أنه لم يخرج من بيضة في جزيرة دافني ميجور".

أتاحت عينات من الدم والحمض النووي للعالمين أن يكتشفا أن الطائر الجديد هو في الحقيقة العصفور الدوري المغرد الكبير من جزيرة إسبانيولا التي تبعد أكثر من 100 كيلومتر عن جزيرة دافني ميجور. وان هذا "الطير الكبير" تزاوج مع العصفور الدوري المتوسط لإنجاب نسل جديد تمامًا من "الطيور الكبيرة". وحدث هذا لأن الدوري الكبير لم يتمكن من الطيران مسافة طويلة للعودة إلى موطنه، فأُجبر على اختيار شريكة له من أنواع أخرى من طيور دافني ميجور بدلًا من نوعه هو.

لا يستغرق وقتًا

قال الباحثون المشاركون في الدراسة إن مثل هذا النشوء الاستثنائي والسريع لنوع جديد من الكائنات الحية كان ممكنًا فحسب بسبب العزلة التناسلية التي تشكل خطوة حاسمة في نشوء نوع جديد من تزاوج نوعين مختلفين.

قبل هذا الاكتشاف، كان المتعارف عليه أن نشوء نوع جديد يستغرق وقتًا طويلًا للغاية. لكن بسبب الظروف الفريدة والبيئة التي يوفرها هذا الأرخبيل المعزول، أثبت هذا "الطائر الكبير" للعلماء أن نشوء انواع جديدة ممكن في غضون جيلين لا أكثر.

مع تفاقم التلوث والتغيّر المناخي، اكتشف الباحثون أن نشوء انواع جديدة يمكن أن يحدث في زمان ومكان غير متوقعين على الاطلاق. وإلى جانب حالات استثنائية تنتجها الطبيعة مثل "الطير الكبير" فإن النشاط البشري يمكن أن يدفع عملية النشوء بقوة. وفي مواجهة ما نضعه في الجو والطريقة التي نستخدمها في نشر البيئات المدينية، فإن حيوانات في سائر أنحاء العالم تتكيّف مع الوضع بل وتنشأ أنواع جديدة.

 

أعدّت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن موقع "فيوتشريزم". الأصل منشور على الرابط التالي:

https://futurism.com/new-species-evolving-unbelievable-rate/