الكويت: تنعقد القمة الخليجية الـ38 اليوم في الكويت، وسط غياب لعدد من قادة الخليج، إذ يرأس وفد المملكة العربية السعودية للقمة وزير الخارجية عادل الجبير، فيما يرأس وفد الإمارات العربية المتحدة وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش، وهو ما عزز توقعات المراقبين بأن القمة لن تخرج بقرارات مؤثرة، خصوصًا حيال القضايا والملفات الساخنة في المنطقة عموما، والخليجية خصوصا.

 وأنهى وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي اجتماعهم التحضيري للقمة أمس (الاثنين)، وغادروا قاعة الاجتماع رافضين الحديث عما دار خلاله، بينما وعد وزير خارجية الكويت صباح الخالد الصباح بعقد مؤتمر صحفي، دون أن يحدد موعده. وكان اجتماع وزراء الخارجية يهدف إلى التحضير للقمة الخليجية التي من المقرر أن تستمر يومين، وهي الأولى منذ إعلان الدول الخليجية الثلاث (السعودية والإمارات والبحرين) إضافة إلى مصر قطع علاقاتها مع قطر، متهمة إياها بدعم الإرهاب والتدخل في شؤونها الداخلية. 

والتقى وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نظراءه في الدول الثلاث، للمرة الاولى منذ اندلاع الأزمة الخليجية القطرية في يونيوالماضي، وظهر الوزير القطري على مائدة اجتماع المجلس الوزاري، بحضور وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، والبحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، والعماني يوسف بن علوي، والكويتي الشيخ صباح الخالد، إلى جانب وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش.

وقال وزير الخارجية الكويتي في كلمة افتتح بها الاجتماع: «لست بحاجة إلى التأكيد على أهمية هذا اللقاء، الذي يدون حجم إرادتنا للعبور إلى فصل نجدد فيه طاقة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، لمواصلة مسيرة العمل بقوة وعزم، مستخلصين أفضل العبر من مجموع التجارب التي عشناها في مسيرة المجلس». وأضاف: «إن مجلس التعاون لدول الخليج العربية مشروع دائم تلتقي فيه إرادة الأعضاء لبناء مواطنة خليجية واحدة وقوية في مبادئها محافظة على استقلالها متطورة في تنميتها مستنيرة في تلازمها في التغيير منسجمة مع مسار الاعتدال العالمي وسخية في عطائها البشري والإنساني».

 وأكد أهمية الاجتماعات الخليجية لمواصلة مسيرة التعاون والعمل المشترك خدمة لمصالح الشعب الخليجي ولمواجهة التحديات التي تهدد أمن واستقرار المنطقة، مشددًا على ضرورة مسيرة التعاون، بوصفه الذراع الخليجية الجماعية للتعامل مع قضايا الغد، واصفاً إياه بـ«حضن المستقبل الواعد». من جانبه قال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني: «إن المجلس نجح في بناء شراكات إستراتيجية مع الدول الصديقة والحليفة والتكتلات الاقتصادية الدولية، الأمر الذي أكسبه موقعا مهما في الساحة الدولية ومكانة رفيعة ينبغي المحافظة عليها». وأوضح أن الظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة والتحديات السياسية والأمنية تفرض على مجلس التعاون تكثيف جهوده الخيرة لتعزيز التضامن والتكاتف وتحقيق آمال وتطلعات مواطنيه، الذين طالما آمنوا بأن هذه المنظومة هي الكيان الشامخ المجسد للروابط العميقة، التي جمعتهم عبر التاريخ.