خاص إيلاف: نص الاعلان العالمي لحقوق الانسان على أن التحرر من الخوف والفاقة هو أسمى ما يصبو اليه الأفراد ولا يمكن ان يتحقق إلا بتوفير ظروف تتيح لكل فرد ان يتمتع بحقوقه.

الحرية

أعلنت المواثيق الدولية أن الحرية تعني الحرية من الفاقة أو حق الانسان الأساسي في ظروف معيشية لائقة تتوفر فيها خدمات أساسية مثل التعليم والعلاج الى جانب مستلزمات ضرورية مثل الغذاء والماء والملبس والمأوى، وبالاضافة الى ذلك القدرة على اتخاذ القرارات الشخصية وتحديد الخيارات في حياة الفرد. 

ونص الاعلان العالمي لحقوق الانسان على ان التحرر من الخوف والفاقة هو أسمى ما يصبو اليه الأفراد. 

واكد العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية والعهد الدولي للحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ان التحرر من الخوف والفاقة لا يمكن ان يتحقق إلا بتوفير ظروف تتيح لكل فرد ان يتمتع بحقوقه المدنية والسياسية فضلا عن حقوقه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. 

واعتبرت الوثيقة الختامية للقمة العالمية المنعقدة في 2005 ان الحرية قيمة أساسية في العلاقات الدولية بين القيم العالمية المشتركة مثل المساواة والتضامن واحترام حقوق الانسان للجميع واحترام الطبيعة. 

وأقر اعلان وبرنامج العمل بشأن ثقافة السلام بأن احترام الحريات الأساسية جزء من ثقافة السلام بوصفها مجموعة من القيم والمواقف والتقاليد وانماط السلوك على اساس احترام حقوق الانسان والحريات الأساسية للجميع. 

يضاف الى ذلك ان اعلان وبرنامج عمل فيينا أكد ان الانسان هو الهدف المركزي لحقوق الانسان والحريات الأساسية وبالتالي يجب ان يكون المستفيد الأول من هذه الحقوق والحريات وان يشارك في تحقيقهما بنشاط. 

وكما جاء في تقرير التنمية البشرية لعام 1994 فان القضايا التي كانت مطروحة في مجرى تأسيس منظمة دولية مثل الأمم المتحدة هي اولا الحفاظ على السلام والأمن في العالم، وثانياً، التحرر من الخوف والفاقة. 

 

 

لقراءة النص باللغة الانكليزية
Founding principles of the United Nations

 

وفي سياق مجلس حقوق الانسان في جنيف واللجنة الثالثة للجمعية العامة في نيويورك كان توضيح فكرة الحرية يجري تقليدياً في ثلاثة مضامير مختلفة هي الحق في حرية الدين أو المعتقد، وحرية التعبير وحرية التجمع السلمي. ويجب ان تُفهم ممارسة هذه الحريات الأساسية في ضوء الاعتماد المتبادل والروابط التي تعزز بعضها البعض بين جميع هذه الحقوق والحريات. 

ومن حق الأفراد ممارسة هذه الحريات منفردة أو مع بعضها البعض بصورة علنية في سياق الإطار القانوني القائم في البلد. والفرد في نهاية المطاف هو الذي يقرر إن كان يريد ممارسة هذه الحقوق وفي هذه الحالة ممارستها في مجاله الخاص أو المجال العام. 

المساواة

المساواة وعدم التمييز صيغتان، ايجابية وسلبية، لمبدأ واحد. فالمرء يُعامل معاملة متساوية حين لا يتعرض للتمييز ويكون معرضاً للتمييز حين لا يُعامل معاملة متساوية. وتُفهم المساواة وعدم التمييز على نحو أفضل بوصفهما معيارين متميزين في توتر خلاق مع احدهما الآخر بدلا من ادراجهما تحت مفهوم حقوق الانسان. وأساس ذلك هو الوضع الأخلاقي المتساوي الذي يتحقق من خلال حقوق الفرد الانسانية. 

وعملت مبادئ "الاعتبارات الأساسية للانسانية والكرامة الانسانية والمساواة امام القانون" على توسيع نطاق قانون حقوق الانسان وارتباطه بمجالات أخرى من القانون الدولي المكتوب وغير المكتوب. 

وأقر اعلان وبرنامج عمل فيينا لعام 1993 مفهوم المساواة على انه مبدأ من مبادئ القانون الدولي باشارته الى التغيرات الكبيرة على الساحة الدولية وتطلعات الشعوب كافة الى نظام دولي قائم على المبادئ التي ينص عليها ميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك تدعيم وتشجيع احترام حقوق الانسان والحريات الأساسية للجميع واحترام مبدأ الحقوق المتساوية وحق الشعوب في تقرير المصير والسلام والديمقراطية والعدالة والمساواة وحكم القانون والتعددية والتنمية وتحسين مستوى المعيشة والتضامن. 

وأقر اعلان وبرنامج العمل بشأن ثقافة السلام لعام 1999 بأهمية المساواة بين الرجل والمرأة داعيا الى العمل على ضمان المساواة بين الجنسين وعدم التمييز في مجال التعليم وتربية الأطفال في سن مبكرة على قيم ومواقف وانماط سلوك وطرق حياة تمكنهم من حل أي نزاع بالطرق السلمية وبروح الكرامة الانسانية والتسامح وعدم التمييز. 

واعتبرت الوثيقة الختامية للقمة العالمية في 2005 ان المساواة قيمة اساسية في العلاقات الدولية مؤكدة من جديد "ان قيمنا الأساسية المشتركة ومنها الحرية والمساواة والتضامن والتسامح واحترام جميع حقوق الانسان واحترام الطبيعة والمسؤولية المشتركة كلها ضرورية للعلاقات الدولية". 

وفي هذا المجال اصدر مجلس حقوق الانسان في جنيف واللجنة الثالثة للجمعية العامة في نيويورك قراراً بشأن فرص التعليم المتساوية لكل فتاة داعياً سائر الدول الى تكثيف جهودها لتحقيق هذا الهدف باتخاذ الاجراءات المناسبة لاعطاء الأولوية الى التعليم في ميزانياتها وبناء انظمة تعليمية حديثة وتشريع قوانين وتنفيذ سياسات تقوم على مبادئ المساواة وحقوق الطفل. 

العدالة

العدالة من أهم المفاهيم الأخلاقية والسياسية. ويستند الجانب المتعلق بالحق أو القانون في مفهوم العدالة الى حقوق الفرد وواجباته. وبموجب المادة 29 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان فان "على كلِ فرد واجبات إزاء الجماعة، التي فيها وحدها يمكن أن تنمو شخصيته النمو الحر الكامل". 

وتعتبر الوثيقة الختامية للقمة العالمية ان العدالة مبدأ اساسي في العلاقات الدولية داعية الى الالتزام بحل النزاعات بالطرق السلمية وعلى اساس مبادئ العدل والقانون الدولي. 

وجاء في اعلان وبرنامج العمل بشأن ثقافة السلام ان العدالة جزء من ثقافة السلام مشيرا الى "ان ثقافة السلام هي مجموعة من القيم والمواقف والتقاليد وانماط السلوك وطرق الحياة قائمة على التمسك بمبادئ الحرية والعدالة والديمقراطية والتسامح والتضامن والتعاون والتعددية والتنوع الثقافي والحوار والتفاهم على كل مستويات المجتمع وبين الأمم، مع تنميتها باشاعة بيئة وطنية ودولية تساعد على تحقيق السلام". 
واصدر مجلس حقوق الانسان العديد من القرارات في مناسبات مختلفة بشأن تدعيم الحقيقة والعدالة. 

وشدد تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول حكم القانون والعدالة الانتقالية في المجتمعات خلال النزاع وما بعد النزاع على اهمية اعتماد مقاربة شاملة تتضمن اجراءات قضائية وغير قضائية بينها ملاحقة المتهمين قانونياً والتعويضات والبحث عن الحقيقة واصلاح المؤسسات وتدقيق سيرة حياة الموظفين والمسؤولين الحكوميين. 

واكد المقرر العام المعني بتعزيز الحقيقة والعدالة والتعويض وضمانات عدم التكرار اهمية مشاركة الضحية في محاسبة المتهمين لأنها تضع وجهاً انسانياً على النقاش حول العدالة الانتقالية. 

*ترجمة عبدالاله مجيد