«إيلاف» من لندن: بدأت اوساط امنية وسياسية عراقية تتحدث عن ظهور جماعة مسلحة جديدة تتنقل بين مناطق شرق وشمال شرق بغداد تضم مئات المسلحين وتقوم بتنفيذ هجمات مسلحة اختلفت الروايات حول انتماءاتها الفكرية واهدافها بين كون عناصرها من بقايا تنظيم داعش او بعثيون او اكراد .

وبدأ هذا التنظيم الجديد بعمليات مسلحة بمحافظة ديالى (65 كم شرق بغداد) وفي مناطق من محافظة كركوك (226 كم شمال شرق بغداد) ويتحركون عبر سلسلة جبال حمرين بين المحافظتين ضد اهداف للجيش العراقي والحشد الشعبي عقب استعادة القوات العراقية لمدينة كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها من سيطرة قوات البيشمركة الكردية.

وتمتد سلسلة جبال حمرين بين محافظتي ديالي وكركوك وهي غنية جداً بالموارد الطبيعية التي لم يتم الاستفادة منها بشكل جيّد، بالإضافة الى وجود عدّة قنوات مائية تمر فيها.

بقايا داعش

ورصدت القوات الامنية قبل ايام ظهور هذا التنظيم المسلح في محافظة ديالى بعد الاعلان عن النصر النهائي على تنظيم داعش السبت الماضي واشارت الى ان عدد عناصر هذا التنظيم يتراوح بين 300 و500 عنصرا وسط مخاوف من ارتفاع هذا العدد خلال الايام المقبلة.

ويعتقد مسؤولون امنيون في محافظة ديالى ان عناصر هذا التنظيم الذين اطلقوا على انفسهم جماعة "الرايات البيض" هم من بقايا عناصر داعش . ويقولون ان شخصا كان ينشط ضمن تنظيم داعش اسمه "أحمد حكومة" يقود هذه الجماعة المسلحة التي تتحرك في منطقة جمال حمرين بمحافظة ديالى وبين القرى والبساتين التي كان يسيطر عليها داعش في المحافظة حيث اشار رئيس مجلس محافظة ديالى علي الدايني الى وجود ثغرات امنية في مناطق شمال شرقي المحافظة اصبحت مصدر رعب وخوف للأهالي نتيجة تسلل عناصر التنظيم الجديد اليها . 

ومن جهته يؤكد عضو بمجلس محافظة ديالى ان عناصر التنظيم الجديد هم من بقايا مسلحي داعش موضحا ان هدف جماعة "ألرايات البيض" هو اشغال اجهزة الدولة والحكومة بعد اندحار تنظيم داعش في العراق.

كما يشير القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني غياث السورجي الى ان من يسمون بأصحاب "الرايات البيض" هم بقايا من فلول داعش. واكد وجود معلومات امنية تؤكد بان بقايا الدواعش هؤلاء موجودون بحوض جمال حمرين والمناطق المحيطة بطوز خورماتو جنوب كركوك بعد ان اعادوا تنظيم انفسهم .

شعار الرايات البيضاء

بعثيون

ومن جهته قال رئيس اللجنة الامنية في مجلس محافظة ديالى صادق الحسيني ان التنظيم المسلح الجديد ينتمي الى حزب البعث المنحل موضحا ان عناصره يحملون رايات بيضاء يتوسطها صورة رأس اسد.

واشار في تصريحات اطلعت عليها "إيلاف" الى ان الحزب يقوم بتجميع مؤيديه ونقلهم بشكل سري الى مراكز تدريب لغرض تشكيل فصائل ومفارز مسلحة منهم. وتوقع ان يقوم التنظيم الجديد بعمليات ارهابية

في اي وقت في ظل وجود نشاط للحزب المنحل في بعض المناطق.

أكراد

ومن جانبه اشار القيادي في منظمة بدر عن المكون التركماني محمد مهدي البياتي الى ان من يسمون بأصحاب "الرايات البيض" هم نوع جديد من الارهاب وقال في مقابلة مع قناة الفرات الفضائية تابعتها "إيلاف" ان هناك تحالفا حصل بين حزب العمال الكردستاني التركي ومجموعات عراقية كردية وظهروا بهذا الشعار لاشعال المنطقة بالفتنة الطائفية وقاموا مؤخرا بأحراق شاحنات وقتل سائقيها.

وكانت هذه الجماعة قد اشتبكت مع قوات الحشد الشعبي في مناطق جنوب كركوك حيث يتهم الاكراد الحشد بانتهاكات ضد مواطنيهم في كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها اثر مشاركته الجيش العراقي في السيطرة على هذه المناطق في 16 من اكتوبر تشرين الاول الماضي.

وتعقيبا على ذلك يقول الخبير الامني العراقي هاشم الهاشمي في تصريحات صحافية ان جماعة "الرايات البيض" ليست من بقايا داعش لان الجماعات المتطرفة لاتتخذ من اللون الابيض شعارا لها كما انها تعتبر كل ذي روح محرمة صورته اضافة الى ان صورة الاسد لاعلاقة لها بالمبادئ والشعارات التي ترفعها الجماعات الاسلامية .

ويعتقد الهاشمي ان عناصر هذه الجماعة كردية متمردة على الحكومة المركزية وتقوم بعمليات ضدها بعد استرجاع قواتها لكركوك والمناطق الاخرى المتنازع عليها التي يطالب الاكراد بضمها الى اقليمهم الشمالي. ويوضح ان عناصر هذه الجماعة ينتمون الى حزب العمال الكردستاني التركي واخرين تابعين لرئيس الاقليم السابق رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني لمهاجمة اهداف عسكرية للجيش العراقي ومقرات وتجمعات عناصر الحشد الشعبي.

وفي غياب اي موقف حكومي من المعلومات التي بدأت تظهر عن هذه الجماعة المسلحة وانتمائها وفكرها تبقى التخمينات مختلفة حول هويتها الى ان تعلن هي بنفسها عن وجودها واهدافها وفكرها الذي تنتمي اليه.

علاوي وسيليمان يحذران

واليوم حذر نائب الرئيس العراقي رئيس ائتلاف العراقية ايا علاوي من ان المعركة ضد الارهاب ستطول ولن تنتهي لانها ستأخذ وجها آخر ليس وجه الصراع المسلح بل الخلايا النائمة التي تنفث السموم في جسد العراق .

وقال علاوي في خلال مشاركته في مؤتمر الشباب المدني الذي عقد بمدينة النجف اليوم ان "هذا الموضوع لن ينتهي الا بتغيير البيئة السياسية".
وكان السفير الاميركي في العراق دوغلاس سيليمان قد حذر في الخامس من الشهر الحالي من امكانية ظهور منظمة مسلحة متمردة جديدة في العراق بعد القضاء على داعش واندلاع معركة ذات "طابع جديد" بعد انتهاء صفحة التنظيم وذلك بانبثاق منظمة تمرد جديدة في العراق تهدف الى خرق الامن والاستقرار من خلال احداث تفجيرات هنا وهناك. واشار الى ان العراق دخل مرحلة جديدة تتطلب عملا كثيرا بعد زوال داعش.