اهتمت صحف عربية بسقوط عدد من المتظاهرين الفلسطينين خلال فعاليات "جمعة الغضب" الثانية دعماً للقدس.

وأبرزت صحف عدة صورة الشاب الفلسطيني المقعد إبراهيم أبوثريا رافعاً العلم الفلسطيني قبل مقتله هو وثلاثة آخرين علي ا لأقل برصاص القوات الإسرائيلية خلال مظاهرات في قطاع غزة والضفة الغربية.

تمتدح القدس الفلسطينية في افتتاحيتها "الدماء الطاهرة التي روت أمس أرض الوطن من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه".

تقول الصحيفة إن هذه الدماء "تشكل رسالة واضحة لهذا الرئيس الاميركي أنه يتحمل المسؤولية المباشرة عن هذا التصعيد الاسرائيلي الخطير، بدعمه اللامحدود للاحتلال الاسرائيلي".

وفي السياق ذاته، تقول القدس اللندنية: "قدّم أبو ثريا أمثولة جديدة ليس للفلسطينيين فحسب بل للعالم أيضاً ليس لأنه تحدى القتلة المجرمين، المدججين بأنواع الأسلحة والمغترّين بحواجزهم العالية وعرباتهم المدرعة وأسلحتهم الفتاكة، بإعاقته الافتراضية وكشف عجزهم غير المحدود والمستمر على مدى أكثر من سبعين عاماً عن وأد الروح الفلسطينية وتكبيلها بالقيود".

وتعرب الصحيفة عن أسفها لما تصفه ب"ترهّل وعجز الفصائل الفلسطينية على خلفية الاستقطاب الكبير بين حركتي فتح وحماس والدوران ضمن هذين الاتجاهين السياسيين، بالنقد أحيانا والمزاودة أحيانا أخرى، ووصول خياري التسوية والمقاومة المسلحة إلى أوضاع معقدة ما أدى إلى تآكل آفاق مشروع وطني فلسطيني جديد قادر على إلهام أبناء الشعب الفلسطيني وتحويل بطولاتهم إلى انتصارات سياسية".

يدعوا فيصل أبوخضر بنفس الصحيفة السلطة الفلسطينية إلي عقد اجتماع قمة عربية من أجل "الإعلان صراحة بأن أمريكا لم تعد وسيطاً نزيهاً لحل القضية الفلسطينية... واعتبار الولايات المتحدة عدواً للعرب والمسلمين، ويجب معاقبتها بالطرق القانونية المتاحة... وخفض أو مقاطعة البضائع الاميركية والتعويض عنها بالشراء من الدول التي تؤيد الحق الفلسطيني".

يشير ماهر أبوطير في الدستور الأردنية إلي "حالة اختطاف للوعي العام العربي والاسلامي ... وإعادة تحويل لبوصلة الرأي العام".

يقول: "اختطاف الوعي، يجري عبر عملية استدراج اسرائيلية متواصلة خلال عقود، فاليوم يثور الغضب على اعتبار القدس عاصمة لاسرائيل، ولايتحدث كثيرون عن وجود اسرائيل ذاتها، وكأن الخلاف فقط على موقع العاصمة، فيما الاحتلال ليس هو المشكلة، وكأن الوعي العام العربي والاسلامي، انطبع بما تريده جهات كثيرة، حول ان لا احد يناقش شرعية اسرائيل ذاتها بل شرعية العاصمة وموقعها".

دور أوروبي-عربي

القدس
AFP

كذلك يرى عبدالرحمن شلقم في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية أن "الممكن هو موقف عربي موضوعي يقدم حلاً لمشكلة القدس. حشد تكتل دولي يكون الاتحاد الأوروبي قوة أساسية فيه. لنقل الحقيقة الحارقة، إننا كعرب لسنا في موقف يجعلنا نفرض حلاً، ولسنا أيضاً في حالة تقبل أن يفرض علينا حلاً".

يقول برهوم جرايسي في الغد الأردنية: "إن مصداقية موقف الدول الأوروبية هو بالأفعال، وبأشكال الضغط على الكيان الإسرائيلي، خاصة في هذه المرحلة، التي تتيح لأوروبا أن تتخذ مواقف أكثر استقلالية، في ظل الإدارة المسيطرة على البيت الابيض".

تقول الخليج الإماراتية في افتتاحيتها إنه "عندما ينتقل العرب والمسلمون من الكلام إلى الفعل؛ عندها يمكن للولايات المتحدة وإسرائيل أن تُراجعا حساباتهما، وتأخذا الأمر بجدية".

يدعوا عبدالعليم محمد في البيان الإماراتية الدول العربية والشعب الفلسطيني إلي "إعادة تقييم الاستراتيجيات المتبعة حتى الآن، والبحث جدياً في تعظيم وتعزيز القوة المعنوية والمادية والدبلوماسية في إطار الاختيار الجديد، واستناده إلى قوة فعلية على الأرض في المواجهة الإسرائيلية الفلسطينية العربية".

ويرى أن ذلك "لن يتأتى إلا عبر المقاومة الذكية والطويلة للاحتلال وإجباره على دفع الثمن بكل الوسائل والأساليب التي أصبحت جميعاً مشروعة في مواجهة الموقف الراهن".

يدعوا خالد عمر في العرب اللندنية إلى "إعادة تفعيل دور لجنة القدس" لأنه "على الصعيد العملي لا يمكن اليوم مواجهة الموقف الأميركي من القدس دون الرجوع إليها، لأن الهدف الأساس لإنشائها هو حماية القدس من المخططات والمؤامرات الصهيونية وخطط تهويدها".

دفاعا عن مواقف عربية

دافع عدد من الكتاب عن مواقف دولهم من قضية القدس والتطورات الأخيرة بعد قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلي القدس.

يقول محمد آل سلطان في عكاظ السعودية إن "السماح بتنظيم زيارة للمسجد الأقصى هو أكبر رد ليس علي نقل السفارة الأمريكية فقط بل لو نقلت كل سفارات الأرض إلي القدس".

ويرى الكاتب أن "زيارة القدس والمسجد الأقصى ليست خيانة ولا تطبيعاً بل هي واجبة علي كل عربي ومسلم وعملية إنقاذ شجاعة لا تعطي أي اعتبار لشعارات المزايدين والأغبياء".

كما يدافع محمد داودية في الدستور الأردنية عن تعامل ملك الأردن مع قضية القدس.

يرى الكاتب أن "التحرك الممكن المؤثر، هو التحرك المنظم العميق الذي يقوده الملك، لا التحرك الممكن الاستفراد به وتطويقه وإثخانه بالاصابات. وهو التحرك من خلال المنظومتين العربية والاسلامية هائلتي القوة والتأثير".