إيلاف من نيويورك: لا تقف مخاوف الرئيس الاميركي، دونالد ترمب عند حدود التحقيقات الخاصة بالتدخل الروسي بالانتخابات الرئاسية، فالرئيس الاميركي يخشى خيانة مسؤولي ادارته الذين قد ينقلبون عليه في لحظة مصيرية.

واذا كان التباين في المواقف يشكل عنوانا لعلاقة ترمب بوزارتي الخارجية والدفاع، فان الامور أسوأ بكثير مع وزارة العدل التي يقودها جيف سيشنز.

إختار الهروب باكرا

سيشنز سناتور الاباما السابق، واحد ابرز وجوه المحافظين، هرب من معركة التحقيقات مبكرا، فيوم كشفت وسائل الاعلام عن لقاءات جمعته بسفير روسيا السابق في واشنطن، سيرغي كيسلياك، لم يستطع مقاومة الضغوط وحيّد نفسه عن ملف التحقيقات تاركًا لنائبه رود روزنستاين مسؤولية ادار الدفة، مما فتح الباب امام ترمب الذي وجه انتقادات عنيفة الى سيشنز معتبرًا ان تعيينه كوزير للعدل كان خطأ كبيرًا.

قبل تحييد سيشنز نفسه، لم يكن روزنستاين شخصية مشهورة في واشنطن بالشكل الذي هو عليه الآن، خرج الاخير الى العلن رويدا رويدا قبل ان يوجه رسالته الشهيرة الى ترمب المطالبة بطرد جيمس كومي من منصبه كمدير لمكتب التحقيقات الفدرالي.

غطاء قانوني

واقعة طرد كومي خلقت تداعيات كبيرة، فعلى الرغم من ان ترمب استند الى رسالة روزنستاين لطرد مدير الافي بي اي، غير ان المعلومات تقول إن الامر دُبر في ليل من قبل جاريد كوشنر وايفانكا ترمب بالتعاون مع ستيف ميلر، واوكلت المهمة الى روزنستاين لتغليفها بغطاء قانوني.

صدمة كبيرة فجرها روزنستاين ليتبعها بعد ايام بواحدة اخرى بعد تعيينه لروبرت مولر في منصب المحقق الخاص بالتدخل الروسي واعطاه صلاحيات مكنته من فتح ملفات الجميع.

الدفاع عن مولر

خطوات روزنستاين السابقة، ودفاعه عن تحقيق روبرت مولر منذ ايام، جعلت الرئيس الاميركي يخرج عن طوره ويعبر عن غضبه حيال اداء وزارة العدل، فنائب سيشنز قال بشكل صريحانه لن يسمح بإقالة مولر دون مسوغات قانونية.

خطوات ترمب

نقلت واشنطن بوست عن مصادر قولها، إن الرئيس الاميركي يعتبر روزنستاين خطرًا على رئاسته، وتساءل هل هذا الرجل ديمقراطي؟

وبظل هذه الأجواء الملبدة، فإن الرئيس الأميركي قد يبادر الى اتخاذ قرار بطرد روزنستاين من منصبه قبل التحرك نحو جبهة مولر والتضيق اكثر عليه، خصوصا ان الشخصين القادرين على طرده من منصبه هما ترمب ونائب وزير العدل الذي كلفه بإدارة التحقيقات.