نصر المجالي: بعد حرب "التغريدات" التي اندلعت بين كبار المسؤولين الأتراك والإماراتيين، قررت بلدية العاصمة التركية أنقرة تغيير اسم الشارع الذي تقع فيه السفارة الإماراتية وتسميته على اسم القائد العسكري التركي فخر الدين باشا، والذي أثارت تغريدة عنه أزمة متفاقمة بين تركيا والإمارات.

وقالت وكالة الأنباء التركية الرسمية (الأناضول) إنه من المقرر تغيير الاسم (الشارع 613) بموجب قرار يتخذ في أول اجتماع ينعقد لمجلس بلدية أنقرة.

وذكرت الوكالة أن رئيس البلدية مصطفى طونا، أصدر تعليمات بإجراء تحضيرات من أجل تغيير اسم الشارع وتعليق لوحة باسم "شارع فخر الدين باشا".

وانتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان بعد قيامه بإعادة نشر التغريدة التي تتهم فخر الدين باشا الحاكم العثماني للمدينة المنورة بين عامي 1916 و1919 بارتكاب جرائم ضد سكانها وسرقة متعلقاتهم.

وكان فخري باشا قد اعلن استسلام المدينة المنورة بعد حصار دام نحو ستة أشهر من القوات الهاشمية وقوات الحلفاء. 

وقالت التغريدة "إن الأتراك سرقوا أغلب مخطوطات المكتبة المحمودية بالمدينة، فهؤلاء أجداد أردوغان وتاريخهم مع المسلمين العرب".

القائد العثماني فخرالدين باشا موضع النزاع

 

استدعاء القائم بالأعمال

واستدعدت الخارجية التركية القائم بأعمال الإمارات للاحتجاج الرسمي، كما كرر أردوغان انتقادات لاذعة في أكثر من تصريح لموقف الإمارات، قائلا: "حين كان جدنا فخر الدين باشا يدافع عن المدينة المنورة، أين كان جدك أنت أيها البائس الذي يقذفنا بالبهتان؟".

وأضاف مخاطباً الشيخ عبدالله بن زايد: "عليك أن تعرف حدودك، فأنت لم تعرف بعد الشعب التركي، ولم تعرف أردوغان أيضاً، أما أجداد أردوغان فلم تعرفهم أبدا".

كما غرد أردوغان في 20 ديسمبر الحالي "من الواضح أن بعض المسؤولين في الدول العربية يهدفون من خلال معاداتهم لـ #تركيا إلى التستر على جهلهم وعجزهم وحتى خيانتهم... نحن نعلم مع من يتعامل هؤلاء الذين يتطاولون على تاريخنا وعلى شخص فخر الدين باشا، وسنكشف ذلك في الوقت المناسب".

ويشار إلى أن التغريدة التي أعاد نشرها الوزير الإماراتي، هي لطبيب عراقي مقيم في ألمانيا يدعى علي العراقي، جاء فيها: "هل تعلمون في عام 1916 قام التركي فخري باشا بجريمة بحق أهل المدينة النبوية فسرق أموالهم وقام بخطفهم وأركبهم في قطارات إلى الشام واسطنبول برحلة سميت (سفر برلك) كما سرق الأتراك أغلب مخطوطات المكتبة المحمودية بالمدينة وأرسلوها إلى تركيا. هؤلاء أجداد أردوغان وتاريخهم مع المسلمين العرب".