إيلاف من نيويورك: طوت ولاية الاباما صفحة انتخابات مجلس الشيوخ بعد الإعلان رسمياً عن فوز المرشح الديمقراطي دوغ جونز بالانتخابات التي جرت يوم الثاني عشر من شهر ديسمبر الحالي.

الانتخابات الخاصة التي أحدثت هزة كبيرة بعد ان تمكن الديمقراطيون للمرة الأولى من الظفر بأحد مقاعد الولاية في مجلس الشيوخ، كشفت ان منافس جونز، القاضي المحافظ روي مور، لا يعترف بالهزائم التي تلحق بحملته رغم تكرارها في السنوات الأخيرة.

رجل لا يُهزم

مور الذي أسبغت شبكة سي ان ان وصف الحملات الصليبية على حملاته الانتخابية، لا يكل ولا يمل ولم تمنعه عثراته وهزائمه ونكساته عن الترشح للمناصب الرفيعة المستوى في الاباما، والأهم لا يقيم وزنًا لقرارات وقناعات الجميع، ما دام مقتنعاً في قرارة نفسه بأنه لا يُهزم.

وفي حين، اكد ثلاثة من كبار مسؤولي الحزب الجمهوري في الاباما ان دوغ جونز حقق انتصارًا واضحا في الانتخابات، بقي روي مور مصرا على الزعم بوجود عمليات تزوير ضخمة رغم رفض طلب الطعن الذي تقدم به.

مسيرة مثيرة للجدل

 ويعد القاضي المحافظ من الشخصيات المحافظة المثيرة للجدل في الولايات المتحدة الأميركية، وقالت السي ان ان "انه سبق له وان انتخب في مناسبتين رئيسًا للمحكمة العليا في ألاباما، ولكنه أقيل من منصبه لمرتين ، الأولى في 2003 أي بعد ثلاث سنوات من توليه المنصب وذلك بعد أن رفض إزالة تمثال ضخم يكرم الوصايا العشر من أحد المباني القضائية، والثانية في 2016 (أي بعد اربع سنوات من تسلمه المنصب مجددا) عندما رفض تطبيق قرار المحكمة العليا في الولايات المتحدة والمتعلق بتشريع زواج المثليين.

هزائم القاضي المحافظ لا تقف عند حدود الإقالة، فقد سبق له وان ترشح مرتين لشغل منصب حاكم الولاية، ففي عام 2006 سقط في الانتخابات التمهيدية امام منافسه بوب رايلي، بعدما حصل فقط على 33% من الأصوات مقابل 66% لمنافسه، وأعاد الكرة مجددا عام 2010 ولكنه خرج خالي الوفاض بعدما حل في المركز الرابع، وتكمن المفارقة في ان روي مور لم يعترف بهزائمه في المناسبتين.

مرحلة مبكرة من الهزائم

مشوار روي مور مع الهزائم تعود الى فترة مبكرة من حياته المهنية، فقد سبق له وان فشل في الحصول على منصب محامي مقاطعة اتواه بعد خسارته امام الديمقراطي جيمي هيدجيسبت عام 1985، كما اشارت نيويورك تايمز الى ان عدداً من القضاة رفعوا عام 1982 دعوى ضد مور بعد ادارته لحملة إعلانات سياسية حاولت الافتراء على القانون المحلي وتصويره على انه فاسد.

ويعتبر كثيرون ان مسيرة روي مور السياسية انتهت مع الاتهامات الموجهة اليه بالتحرش جنسيًا بقاصرات، وخسارته سباق الاباما الأخير، غير ان السي ان ان قالت،" لا ينبغي أن يتفاجأ أحد بحال قرر مور تحدي حاكمة الاباما كاي آيفي في الانتخابات التمهيدية عام 2018. أو انتظار عام 2020 لمنازلة دوغ جونز مجددًا، فحملة انتخابات مجلس الشيوخ الأخيرة قد انتهت بالنسبة للكثير من الناس، ولكن بالنسبة لمور فالحملة الانتخابية والحملة الصليبية، مستمرة على الدوام".