إيلاف من لندن: ناشدت العشائر العربية في نينوى، مع بدء المرحلة الثالثة من عملية غضب الفرات، قوات النخبة السورية بالحفاظ على حياة الأسرى لدى داعش، وذلك خلال لقاء في كردستان العراق جمع يوم الأحد حمد العبود ممثل تيار الغد السوري مع الشيخ مزاحم أحمد الحويت الناطق باسم العشائر العربية في نينوى .

‎واعتبر الدكتور خالد الشاكر المتحدث باسم قوات النخبة السورية في تصريح خَص به "إيلاف" أن هذه المناشدة تأتي مع بدء المرحلة الثالثة لعملية غضب الفرات، والتي "كانت لقوات النخبة مشاركة فاعلة فيها، كما مشاركتها في المرحلتين الأولى والثانية".

واكد الشاكر أن التعويل على قوات النخبة السورية من قبل القبائل العربية في نينوى، وخاصة &"بشأن التنسيق لتحرير العوائل الأيزيدية ، وضمان عودتهم إلى أهلهم في الموصل لها معنيان أولهما اجتماعي: يتعلق بالروابط التاريخية بين أبناء القبائل وتمدد القبيلة الواحدة، بين سوريا والعراق، حيث تجمعها العادات والتقاليد وأواصر القربى الواحدة؛ والأهم من ذلك إرادة العيش المشترك تاريخياً بين جميع المكونات في المنطقة".

‎وأشار الى أن البعد الثاني&يأخذ منحىً سياسياً ‎أفرزته تداعيات تمدد داعش، حيث يتشارك أبناء قوات النخبة السورية مع أخوانهم الأيزيديين بوحدة الهم والدم، فقد شكل الطرفان نموذجاً &لأكثر الجماعات التي عانت من داعش، ‎إذ عانى الأيزيديون القتل والتشريد وسبي النساء، كما عانت عوائل قوات النخبة من القتل والمجازر&للشيوخ والأطفال، ومصادرة البيوت والممتلكات".

نواة التأسيس

وقال الشاكر إن&من هذه المعاناة "كانت النواة لتأسيس قوات النخبة قبل أن يصبح عددها يتحاوز الـ3000 مقاتل من أبناء المناطق ذات المكون العربي، وهي المقدمات التي حدت بالتحالف الدولي والبنتاغون الأميركي، للاعتراف بهذه القوة التي أصبحت تتقدم أولويات التحالف الدولي؛ لتحرير الرقة ودير الزور؛ بيد أبنائها من المكون العربي".

فيما قال حمد العبود عضو الأمانة العامة في تيار الغد السوري في تصريح خَص به "إيلاف" أيضا أنه في ظل المتغيرات السريعة على أرض الواقع في المعارك الدائرة في سوريا استطاعت قوات النخبة السورية بقيادة الشيخ أحمد الجربا رئيس تيار الغد السوري بالتقدم باتجاه الرقة بعدما استحوذت على الشرعية الدولية ضمن قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش وبفضل دعم وتأييد العشائر العربية في المنطقة الشرقية والجزيرة السورية لتلك القوات، فلقد بدأت بمحاصرة الرقة ضمن عمليات غضب الفرات وعزل الرقة عن دير الزُّور" .

واعتبر أنه جراء ذلك بدأت تخوفات العشائر العربية في نينوى على الأسرى الايزيديين والأسرى من مختلف الأديان ومصيرهم كون الرقة هي مركز سوق السبايا والسجون والمعتقلات لأسرى من العشائر العربية والايزيدية، وحرصاً على اواصر التعايش والتأخي والسلم الأهلي بين مختلف مكونات نينوى والعراق من العرب والكرد والايزيديين وباقي الأديان".

ونقل مناشدة الناطق باسم العشائر العربية في نينوى الشيخ مزاحم احمد الحويت في لقائه مع العبود عضو الامانة العامة لتيار الغد السوري في اربيل عاصمة اقليم كوردستان قوات النخبة السورية بقيادة الشيخ الجربا بالحفاظ على الأسرى المحررين من معتقلات داعش والعمل على تأمين عودتهم الى اهاليهم، وأكد بأنه يثق كل الثقة بقوات النخبة &كون النخبة تحظى بتأييد العشائر العربية في المنطقة.

الحفاظ على الأسرى

وأشارالعبود الى أنهم "يعملون بجدية لتحرير المعتقلين من سجون داعش والحفاظ على حياتهم وان مثل هذه الاعمال الانسانية هي جزء من عمل قوات النخبة الى جانب محاربة داعش".

وفي اللقاء، هنأ الشيخ مزاحم قوات النخبة السورية بالاعلان عن بدء المرحلة الثالثة من معركة غضب الفرات.

وتمنى لهم النجاح بمهمتهم في عزل الرقة عن دير الزُّور.

وناشد من خلال لقائه تلك القوات وباعتبارها تشكل تجمعا من أبناء العشائر العربية في المنطقة بأن "يحافظوا على الأسرى الذين يحرورونهم من سجون داعش أثناء قيامهم بتحرير المناطق من رجس داعش، وأن يبحثوا عن العوائل الأيزيدية المخطوفين من قبل داعش أثناء غزوهم الموصل وشنكال".

وتمنى أن يقدموا لهم العون والمساعدة واعادتهم إلى أهلهم.

من جانبه، شدد العبود بأنهم حريصون على مثل هذه الاجراءات وقال إنهم مهتمون بها بشكل خاص، وحيث أن تلك الاعمال الانسانية ليست بجديدة على قوات النخبة السورية في حمايتهم للأسرى والمخطوفين من قبل داعش.

وناشدت العشائر العربية في نينوى قوات النخبة من العشائر العربية مراعاة المختطفين من قبل داعش مع بدء عمليات التحرير في تلك المناطق.

وقال الحويت، في بيان "إنه مع بدء انطلاق العمليات العسكرية في محافظات الرقة ودير الزور والحسكة، نناشد قوات النخبة من العشائر العربية بمراعاة المختطفين والمعتقلين من الأيزيديين وأبناء الديانات الأخرى على يد العصابات الاجرامية من أهالي الموصل وسنجار وباقي المناطق والموجودين هناك والعمل على إطلاق سراحهم قبل حصول ما لا تحمد عقباه".

طرد داعش من الرقة

وأضاف "أن العشائر العربية تثمن بطولات قوات النخبة التي قاومت وصمدت وقاتلت ضد عصابات "داعش" الاجرامية المدعومة من النظام السوري الاجرامي الذي سمح لتلك الشراذم احتلال تلك المحافظات كما سمح بعض ساسة العراق إبان وجود نوري المالكي على رأس السلطة باحتلال الموصل، وهي من قدمت دماء كثيرة وخاصة من أبناء عشيرة الشعيطات التي ارتكب بحقها أفظع الجرائم واستشهد&منهم اكثر من 3 آلاف شهيد".

وكان أحمد الجربا قد كشف في حوار مع وكالة رويترز وتصريح لواشنطن بوست الأسبوع الماضي تفاصيل حول اتفاقه مع التحالف الدولي لمحاربة داعش. وقال إن قوة عربية مؤلفة من ثلاثة آلاف مقاتل تحت قيادته تتلقى تدريبًا مع قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة استعدادًا للمشاركة في حملة عسكرية لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من معقله في مدينة الرقة.

ويقود الجربا قوات النخبة السورية التي وصفها الجيش الأميركي بأنها مكون هام في التحالف ضد الدولة الإسلامية. ‎فيما أكد أنه "الآن يبدأ التحضير لمعركة الرقة".

وأضاف: "هناك برنامج مع قوات التحالف للتدريب. سنكون حاضرين بهذه المعركة بقوة ونحن في طور التجهيز لها لتحرير بلادنا وتطهيرها من هذا السرطان الإرهابي".

كما أعلنت قوات سوريا الديمقراطية التي يسيطر عليها PYD حملة لطرد التنظيم المتشدد من محافظة الرقة الواقعة في شمال شرق سوريا في نوفمبر. واستهدفت المرحلتان الأولى والثانية من العملية انتزاع السيطرة على مناطق شمال الرقة&وغربها، فيما تهدف المرحلة الثالثة إلى السيطرة على باقي المناطق.