«إيلاف» من القاهرة: اتهم والد مهاجم متحف اللوفر، اللواء رضا الحماحمي، السلطات في فرنسا وأميركا بتدبير ما وصفه بالحادث، من أجل "إدراج مصر ضمن الدول الراعية للإرهاب، وحظر مواطنيها من دخول أميركا".

وأضاف الحماحمي، وهو ضابط شرطة متقاعد في تصريحات خاصة لـ«إيلاف»، إن ابنه "عبد الله" بريء من تهمة الإرهاب، ولم يهاجم الشرطة الفرنسية، مشيرًا إلى أن القضية ملفقة.

وقال والد المصري المتهم بمهاجمة متحف اللوفر الفرنسي، إنهم يتواصلون مع ابنه "عبد الله" عبر أعضاء الجالية المصرية في باريس، مشيرًا إلى أن حالته الصحية خطرة، لاسيما أنه مصاب بطلق ناري في البطن وطلقين في الساق.

وأضاف في تصريحات لـ«إيلاف» أن الشرطة الفرنسية منعت أصدقاءه من التواصل معه، ولم يتمكن أحد من زيارته أو رؤيته، لافتاً إلى أن النائب العام الفرنسي سوف يعلن عن تفاصيل القضية اليوم الأربعاء.

وأفاد بأن وزارة الخارجية المصرية سوف تعيّن محاميًا للدفاع عن ابنه، كما أن أفراد الجالية المصرية في فرنسا سوف يعيّنون محاميًا آخر.

وذكر الحماحمي، أن ابنه "عبد الله" كان في زيارة إلى فرنسا من دون أسرته ضمن وفد من الشركة التي يعمل بها في الإمارات العربية المتحدة، مشيرًا إلى أن القول إنه حجز شقة للإقامة فيها قبل الحادث بثلاثة أشهر، مؤشر على أنه كان يخطط لارتكاب الجريمة "لا يمكن اعتباره دليلًا على شيء".

وقال إن المتعارف عليه لزيارة فرنسا، أنه يجب الحجز في فندق أو تقديم عقد إيجار شقة قبل الحجز للسفر بعدة أشهر، لافتاً إلى أن حجز الشقة ليس دليلًا على سوء النية.

تلفيق القضية

وحول العثور مع ابنه على "ساطورين" هاجم بهما الدورية الشرطية في المتحف، قال الحماحمي، إن ابنه لم يكن معه أية أسلحة أو سكاكين، متهمًا الشرطة الفرنسية بوضع "المطواة" بجواره عندما سقط بعد إطلاق النار عليه، من أجل تلفيق القضية، على حد قوله.

وأشار إلى أن ما كشف عنه لاحقًا كانت "مطواة جيب صغيرة، يمكن أن يحملها أي مواطن فرنسي، لاستخدامها في تقليم الأظافر أو تقشير البرتقال". حسب تعبيره.

وكان قائد شرطة باريس ميشال كادو، قال إن المهاجم اندفع بساطورين نحو دورية من أربعة عسكريين، فأطلق أحد العسكريين صوبه خمس رصاصات فأصيب المهاجم في بطنه، مشيرا إلى أن الشرطة أوقفت المهاجم وشخصا آخر "اشتبهت بسلوكه"، لكنه امتنع عن القول ما إذا كان هذا الشخص متورطا في الاعتداء وأن أحد العسكريين قد أصيب بجروح طفيفة في الرأس.

وقال المدعي العام الفرنسي مولاينس إن المهاجم لم يكن بحوزته أوراق هوية، ولكن بيانات هاتفه المحمول أظهرت أنه وصل إلى باريس في يوم 26 يناير الماضي بعد الحصول على تأشيرة سياحية لمدة شهر واحد من دبي، وكان يحمل حقيبة ظهر بها عبوات رش طلاء وليس متفجرات.

وفي ما يخص اكتشاف وجود عبارات تشير إلى اعتناقه أفكاراً جهادية، على حسابه عبر موقع التواصل الاجتماعي "توتير"، قال الحماحمي الأب، إن هذه التدوينات ملفقة أيضًا، منوهًا بأن السلطات الفرنسية دخلت على حساب نجله، بعد مصادرة هاتفه المحمول، وكتبت ما تريده، للإيحاء بأنه إرهابي. حسبما قال لـ"إيلاف".

وذكرت وسائل إعلام فرنسية، أن السلطات الأمنية رصدت بعض العبارات على حسابي المشتبه به، على موقعي التواصل الاجتماعي "تويتر" و"فيسبوك"، تشير إلى أنه يعتنق الفكر الجهادي، ومنها: "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة، يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون"، "بسم الله الرحمن الرحيم اللهمَّ إنَّ لنا إخوة مُجاهدينَ في سوريا وكل بقاع الأرض"، "لماذا يخافون من قيام دولة للإسلام؟!، لأن دولة الإسلام تدافع عن مواردها وأرضها وعرض المسلمين وكرامتهم، ترد الصاع صاعين"، "اصبري يا أماه فإنك على الحق! إن من ينظر بعين العقل والمنطق يرى أن ماشطة فرعون أهلكت نفسها وأولادها".

مؤامرة ضد مصر

وحول الأسباب التي تدعو فرنسا إلى تلفيق مثل هذه القضية الخطيرة لنجله، وصف الحماحمي، الحادث بـ"المؤامرة ضد مصر"، وساق ما اعتبره دليلًا من وجهة نظره، وقال إن الرئيس الأميركي كتب تغريدة على حسابه في توتير قبل وقوع الحادث بست ساعات، ذكر فيها أن إرهابيا متشددا هاجم متحف اللوفر.

وحسب وجهة نظر الحماحمي، فإن الهدف من تلفيق القضية لابنه، هو استغلال الحادث من أجل وضع مصر على قائمة الدول التي حظر ترامب مواطنيها من دخول أميركا، وقال: "من الواضح أن هناك تنسيقا بين فرنسا وأميركا في هذا الاتجاه، من إدخال مصر ضمن الدول المحظورة".

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كتب تدوينة تعليقًا على الحادث عبر حسابه على تويتر، وقال: "إرهاب إسلامي متشدد جديد هاجم للتو متحف اللوفر في باريس.. فرنسا في حالة توتر مجددا".

ويتبنى إعلاميون مصريون وجهة نظر والد الحماحمي، وقال الإعلامي عمرو أديب، خلال برنامجه "كل يوم" الُمذاع عبر فضائية "ON-E" إن التحريات الأولية توصلت إلى أن منفذ الهجوم مصري مقيم في الإمارات وذلك عقب فحص جميع ملفاته.

&وأضاف أن& جريدة "الميل أونلاين" ربطت بين الحادث ومرسوم ترامب بحظر دخول مواطني سبعة دول إسلامية، وليس من بينها مصر أو الإمارات.

واعتبر أديب أن الهدف من هذا الحادث، هو وضع مصر والإمارات ضمن هذه القائمة من الدول التي يحظر على مواطنيها دخول أميركا.

&

&