برزت مواقف عدة مندّدة للإعتداء الذي تعرّض له تلفزيون الجديد أمس، على خلفية برنامج تلفزيوني اعتبر المحتجون أنه يسيء للإمام موسى الصدر.

إيلاف من بيروت: بعد اعتصام عدد من مناصري حركة "أمل"، مساء أمس أمام مبنى تلفزيون "الجديد" في وطى المصيطبة، وسط انتشار أمني، احتجاجًا على ما اعتبروه إساءة للامام المغيب موسى الصدر في برنامج "دمى كراسي"، تعرّض مبنى "الجديد" إلى اعتداء من قبل المناصرين تم إيقافه بعد تدخل رئيس الجمهورية ميشال عون.

وهي ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الإعلام في لبنان للإعتداء والتهديد والوعيد. أكد وزير الإعلام ملحم الرياشي "أن الاعتداء على أي وسيلة إعلامية عمل سيئ ومرفوض"، وأعلن أنه طلب من قائد الجيش العماد جان قهوجي التدخل للحد مما يحصل أمام مبنى الجديد، داعيًا إلى التزام الهدوء وعدم اللجوء إلى هذا النوع من العنف غير المبرر، مشيرًا& إلى أنه سيعمل ما في وسعه لمنع هذه المخالفات في المستقبل.

مرفوض كتائبيًا
كما أكد مجلس الإعلام في حزب الكتائب أن الاعتداء الذي تعرض له الجديد مرفوض ومستغرب ومدان، وقال إن أي اعتداء على أي مؤسسة إعلامية يشكّل انتهاكاً للحرية الإعلاميّة التي يكفلها الدستور ويصونها النظام الديمقراطي الحر الذي يحترم الرأي والرأي الآخر، وقال إن مسؤولية القوى السياسية والأمنية صونُ الحريات الإعلاميّة التي هي أساس الحريات العامة، وحماية هذه المؤسسة وكل مؤسسة إعلامية وعدم التعرض لها والاحتكام إلى القضاء وحده ليكون هو المرجع الصالح لا اللجوء إلى العنف.

كما استغرب النائب السابق حسن يعقوب& التصريحات غير المسؤولة وغير الدقيقة والتحركات الغوغائية تحت ذريعة التعرض للإمام موسى الصدر، وقال إن حفظ شخص الإمام الصدر والمغيّبين والقضية حاصلٌ حكمًا ولا يقبل المزايدات ومراجعة الحلقة التلفزيونية متوافرٌ وسهل ولا يمكن التضليل في هذا الأمر، لافتًا إلى أن الخلط والمزج بين شخصية الإمام الصدر والرئيس نبيه بري أمرٌ غير منطقي وسوقه بهذا الأسلوب لا يهدف إلى الإصلاح والحق، والتصرفات الغوغائية والمزايدات والتشبيح لا تمت إلى قيم حركة المحرومين، ولا تتناسب مع الأخلاق الرفيعة التي يتميز بها المؤسسون فكيف للأصيلين السكوت عن تصرفات اليافعين وترك الأمور على غاربها.

مواقف متضامنة
وفي المواقف المتضامنة مع الجديد، أعلن المكتب الإعلامي لرئيس "الإتحاد العالمي لعلماء المقاومة" الشيخ ماهر حمود أن الأخير أجرى سلسلة إتصالات "لمتابعة مسألة الحالة الإحتجاجية أمام مبنى قناة الجديد"، شملت رئيس مجلس النواب نبيه بري والمدير العام لقناة "الجديد" إبراهيم الحلبي.
وأكد حمود "ضرورة إحترام حرية الإعلام، مع التأكيد على ضرورة وعي وسائل الإعلام لدى تناول المواضيع الحساسة".
كما صدر عن نادي الصحافة البيان الآتي:

"بأسف شديد توقف نادي الصحافة عند الأحداث التي جرت أمام مبنى تلفزيون الجديد، وما تعرضت له المحطة من عمليات تخريب من قبل محتجين تجمعوا أمامها للتعبير عن سخطهم مما ورد في برنامج تلفزيوني.

إن نادي الصحافة يدين بأشد العبارات التعدي على هذه المحطة التلفزيونية، ويعتبر لجوء أي مواطن أو مجموعات من المواطنين إلى العنف من أجل الرد على ما قد يعتبرونه إساءة ضدهم، أمرًا مرفوضًا بموجب القانون والإنتظام العام، ويدعو المسؤولين المعنيين والأجهزة المعنية إلى منع تكرار هكذا أعمال تشرع الفوضى ومحاسبة القائمين بها.

ويؤكد نادي الصحافة أن القضاء والقانون هما الوسيلتان المتوفرتان فقط للإعتراض على أي إساءة، كما أن حق الرد يكفله القانون، وبالتالي فإن الاعتداء على أي صحافي أو وسيلة إعلامية هو من الأمور المرفوضة جملة وتفصيلاً، وإن مسؤولية عدم تكرارها تقع على عاتق السلطات السياسية والأمنية التي أصبحت ملزمة بمعالجة هذه الظاهرة التي تستفحل يومًا بعد آخر.