يبدأ الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز جولته الآسيوية في الأيام المقبلة، ويقوم خلالها بزيارة تاريخية إلى إندونيسيا، هي الأولى منذ 46 عامًا، يرافقه فيها وفد كبير في عداده 10 وزراء.
 
جاكرتا: قال مسؤولون إندونيسيون إن الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز سيزور إندونيسيا أثناء جولته الآسيوية مطلع مارس المقبل، ترافقه حاشية تتألف من 1500 شخص. وصرح برامونوا أنونج، أمين عام مجلس الوزراء الإندونيسي، أن زيارة الملك سلمان ستتم في 9 مارس المقبل، وأن الرئيس الاندونيسي جوكو ويدودو يأمل في أن تجلب الزيارة استثمارات سعودية تصل إلى 25 مليار دولار.
 
جذب الاستثمار
 
من المقرر أن تشمل جولة الملك سلمان خمس دول: الصين واليابان وماليزيا والمالديف وإندونيسيا، وتستهدف تنويع شراكات المملكة الإستراتيجية، وتقوية علاقاتها الثنائية مع دول الشرق الآسيوي. ويتوقع مراقبون أن يكون لهذه الجولة دور محوري مؤثر في مسار علاقات المملكة بالدول الخمس في المجالات المختلفة، لافتين إلى أهميتها الاقتصادية والسياسية، إذ تشكل "رؤية السعودية 2030" فرصًا لزيادة حركة التجارة والاستثمار بين المملكة والدول الخمس.
 
وتأمل إندونيسيا في أن تساعد الزيارة في تعزيز العلاقات بين شركتها للطاقة المملوكة للدولة (برتامينا) وشركة أرامكو السعودية، اللتين تعملان معًا لتحديث مصفاة "سيلاكب"، أكبر مجمع لتكرير النفط في إندونيسيا، بينما تتطلع إلى مشروعات أخرى للتطوير.
 
وقال توماس ليمبونج، رئيس هيئة تنسيق الاستثمار في اندونيسيا، للصحافيين: "نحن نستهدف جذب الاستثمارات". وتتوقع اندونيسيا توقيع اتفاقيات مع السعودية لزيادة وتيرة الرحلات الجوية من الشرق الأوسط إلى اندونيسيا وزيادة أعداد الزائرين.
قدرة على التعاون
 
أعلنت الحكومة الإندونيسية في وقت سابق أن العاهل السعودي سيلتقي خلال زيارته، التي ستستمر أسبوعًا، الرئيس الإندونيسي، وفقًا لما أوضحه وزير الشؤون الدينية الإندونيسي لقمان حكيم سيف الدين.
 
ومن المقرر أن تناقش القمة السعودية - الإندونيسية التعاون الثنائي في قطاع الأعمال، خصوصًا أن البلدين عضوان في مجموعة العشرين، ويملكان قدرة كبيرة على التعاون في قطاع الطاقة.
 
وكان الملك سلمان التقى الرئيس ويدودو في خلال زيارته للسعودية في سبتمبر 2015، واستعرضا العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات، وبحثا مستجدات الأوضاع على الساحات الإسلامية والإقليمية والدولية.
 
وقلد العاهل السعودي الرئيس الإندونيسي "قلادة الملك عبدالعزيز"، وهي أعلى الأوسمة السعودية وتمنح لكبار قادة دول العالم وزعمائها.
 
تعد هذه الزيارة هي الأولى لملك سعودي إلى إندونيسيا منذ نحو 46 عامًا، عندما زار الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز الأرخبيل.
 
وقال عبد الرحمن فاخر، نائب وزير الخارجية الاندونيسي، إن أطول مرحلة في رحلة الملك سلمان إلى آسيا هذا العام ستكون في اندونيسيا. أضاف قائلًا: "هذا ترويج في حد ذاته، ونأمل في أن يزيد هذا أعداد السائحين الذين يصلون من الشرق الأوسط إلى بلادنا".
 
وتريد إندونيسيا أن تستغل الزيارة الملكية السعودية لزيادة حصتها السنوية من الحجاج إلى العتبات المقدسة في السعودية، والفوز بتعهدات لتحسين صحة وسلامة الحجاج والاندونيسيين الآخرين في المملكة.
 
وقال عبدالله بن محمد بن ابراهيم آل الشيخ، عضو مجلس الشورى السعودي، إن الملك سلمان يولي إندونيسيا عنايةً خاصة، بصفتها واحدة من الدول الإسلامية المهمة في العالم.
 
اليابان
 
بدورها، نقلت صحيفة نيكي اليابانية عن مصادر حكومية يابانية إعلانها عن عزم الملك سلمان زيارة دولة اليابان في مارس المقبل.
 
ويتوقع مراقبون أن تكون زيارة الملك سلمان إلى اليابان ذات أثر كبير على الاقتصاد السعودي، إذ يبدو أن الرياض اختارت طوكيو لتكون شريكاً أساسياً في خطة المستقبل السعودية، التي ترتكز على التقنية والتكنولوجيا والاستثمار في الشركات ذات العلاقة.
وكان ولي ولي العهد السعودي، زار اليابان واجتمع مع امبراطورها في سبتمبر الماضي، في ظل سعي السعودية إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع اليابان.
الصين
يتوقع مراقبون أن يكون لهذه الجولة دور محوري مؤثر في مسار علاقات المملكة بالدول الخمس في مختلف المجالات خصوصًا مع الصين. فتسارع نمو العلاقات السعودية - الصينية بوتيرة متصاعدة، وفقًا لإحصاءات تجارة السلع الرئيسية في الأمم المتحدة، بلغ مداه، فوصل حجم التبادل التجاري بين السعودية والصين نحو 51 مليار دولار في عام 2015، ونحو 21 مليار دولار في النصف الأول من 2016. ويسعى الصينون إلى تعزيز العلاقات مع السعودية في مجالات الأمن والطاقة والاقتصاد.
 
برنامج جولة الملك سلمان
 
تبدأ جولة الملك سلمان الآسيوية من ماليزيا، حيث سيمكث 3 أيام، يشهد خلالها تفعيل وتوقيع اتفاقات ومذكرات تفاهم وتعاون.
 
ومن كوالالمبور يزور العاهل السعودي إندونيسيا، في ثاني زيارة لعاهل سعودي لهذه الدولة المسلمة منذ الزيارة التي قام بها العاهل الراحل الملك فيصل بن عبدالعزيز لجاكرتا قبل 46 عاماً.
 
وتستغرق الزيارة، التي وصفها أمين مجلس الوزراء الإندونيسي برامونو أنونج أمس الأول بأنها «تاريخية»، 12 يوماً.
 
ومن جاكرتا ينتقل الملك سلمان إلى الصين التي يمكث فيها 4 أيام، ثم إلى اليابان حيث يقضي 3 أيام، في ثاني زيارة يقوم بها عاهل سعودي لليابان.
 
ويختتم خادم الحرمين جولته الآسيوية بزيارة جزر المالديف التي يغادرها إلى الأردن في 27 مارس القادم في زيارة رسمية لحضور القمة العربية، والعودة بعد اختتامها إلى أرض الوطن.