إيلاف من بغداد: تعرض كاتب ومخرج برنامج تلفزيوني عراقي ساخر الى تهديدات بالقتل، حيث تعرض منزله إلى هجوم مسلح من مجهولين بعد ايام من تعرض البرنامج الى التوقف بسبب تهديد عشائري لعرضه موقفًا تمثيليًا سخر&فيه من أحد الأعراف العشائرية، فيما اتهم المخرج جهات حكومية بتهديده.

وهاجم مسلحون مجهولون منزل كاتب وممثل ومخرج برنامج (ولاية بطيخ) الساخر، الذي يعرض مساء كل يوم خميس على شاشة قناة (هنا بغداد)، وأمطروه بالرصاص، بعد تهديد عشائري للبرنامج وللقناة أدى إلى توقف عرضه، فيما أحدث ذلك ضجة في الوسط الإعلامي.

&وقد وجه ناشطون إعلاميون ومنظمات مدنية عدة، انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب عملية الاعتداء على الإعلامي واستهداف الصحافيين العراقيين المتكرر، مطالبين الحكومة والأجهزة الأمنية بوضع حد لظاهرة انتشار السلاح بين المواطنين، موضحين أن بعض السياسيين صار يستعين بعشيرته لمواجهة الصحافيين والاعلاميين الذين يوجهون الانتقاد اليهم.

وانتقدت لجنة الثقافة والاعلام النيابية التهديد، مؤكدة أن غياب دور القانون وعدم تطبيقه فسح المجال امام العشائر وغيرها من جهات لتهديد الصحافيين والبرامج الإعلامية، كما دعت الحكومة الى القيام بواجبها من خلال توفير الحماية لجميع العراقيين، بمن فيهم الاعلاميون.

وبرنامج "ولاية بطيخ" .. كوميدي عراقي سياسي ساخر يتناول المواضيع العراقية السياسية بنكهة فكاهية ساخرة، ويقدم هذا البرنامج مجموعة من الفنانين الشباب منهم علي فاضل، غسان اسماعيل، اثير كشكول، اوس فاضل، امير عبد الحسين، ابو الهيل واوس فاضل، يبث البرنامج على قناة هنا بغداد الفضائية في الموسم الأول والثاني، ويعتبر من أكبر وأشهر البرامج العراقية الكوميدية مشاهدة على يوتيوب، وعلى مستوى الشاشة العراقية، بثت أول حلقة في عام 2015 ومدة عرض الحلقة تراوحت ما بين 30 دقيقة الى ساعة.

المخرج: سيارات حكومية &
&&
واكد قائد الفريق، الكاتب والمخرج وأحد نجوم البرنامج علي فاضل، استهدافه من قبل جهات معلومة، وقال: "مضى على عملنا في البرنامج لاكثر من سنة وتناولنا اغلب المشاكل السياسية والاجتماعية التي مرت بنا، ولكن منذ مدة ونحن نتعرض الى تهديدات وما كنا نريد أن نطرح الموضوع لأننا وضعنا هذه المرحلة امامنا وفي حياتنا، ولكن عندما اشتد الموضوع وصرنا نسمع أن هناك سيارات تابعة لجهات حكومية تدور في المنطقة التي فيها بيتي وتسأل عنه، هذه طريقة من يريد أن يفعل فعلاً سيئًا، لأن من يريد ان يجدني فأنا موجود في قناة (هنا بغداد) طيلة الوقت ومتواجد في مكتبي ومن يريدني عليه أن يأتيني الى القناة".

واضاف: "نحن نقول لهم اهلاً بكم فنحن لا نخاف من شيء، لا خفنا سابقًا ولا نخاف الآن ولن نخاف في المستقبل، وان كان الموضوع متعلقًا بعلي فاضل فبالتأكيد إن ذهب علي فاضل سيأتي مئة غيره، فالشباب فيهم الخير والبركة".

وتابع: "نحن لا نخاف وسنظل نتحدث عن الناس الفاسدين، هذه المرة نتحدث (مشفرًا)، لأن الهدف واضح والذي يهدد نعرفه، ولكن في المرة المقبلة سنقول الأسماء والعناوين والمكالمات وتفاصيلها".

لجنة برلمانية تدعو الحكومة لحماية الاعلاميين

من جانبها، اكدت لجنة الثقافة والإعلام البرلمانية أن غياب دور القانون وعدم تطبيقه فسحا المجال امام العشائر وغيرها من جهات لتهديد الصحافيين والبرامج الإعلامية، كما حصل مع برنامج "ولاية بطيخ"، فيما دعت الحكومة الى القيام بواجبها من خلال توفير الحماية لجميع العراقيين، بمن فيهم الإعلاميون.

وقال عضو اللجنة شوان داودي &إن "غياب دور القانون وعدم تطبيقه فسحا المجال امام العشائر وغيرها من جهات لتهديد الصحافيين والبرامج الاعلامية، كما حصل مع برنامج “ولاية بطيخ”، مشيراً الى ان “تلك الحالات قد تصاعدت مؤخراً لعدم وجود رادع حقيقي".

واوضح داودي ان "الحكومة مدعوة الى القيام بواجبها من خلال توفير الحماية لجميع العراقيين، بمن فيهم الاعلاميون"، مبيناً بأن "الدستور العراقي ينص على ان الحكومة مسؤولة عن توفير العيش الكريم والامن والسلام لجميع المواطنين”.

سقوط هيبة الدولة&

الى ذلك استنكر المخرج التلفزيوني علي السومري ما يتعرض له المخرج والبرنامج من تهديدات، وقال: عندما تهدد عشيرة ما وبسبب مشهد تمثيلي، فنانًا وإعلاميًا وقناة فضائية أمام الدولة بسلطاتها الثلاث، وأمام مؤسساتها القضائية، وقواتها الأمنية، باللجوء إلى القوة والسلاح وربما القتل، ولا تفعل الحكومة أي شيء، حتى وصل الحال بتنفيذ هذه العشيرة لتهديدها بالهجوم والاعتداء على بيت الفنان والزميل علي فاضل مخرج وممثل في ولاية بطيخ، وعائلته.

واضاف: "عند هذا الحد تسقط الدولة و(هيبتها) فعلاً، وليس بتحريك (قنفة) في مجلس (النواب) اللصوص!".

العشائرية علامة فارقة

اما الناشطة المدنية ندى عباس، فقد اكدت ان العشائرية باتت العلامة الفارقة للمجتمع العراقي حاليًا، وقالت : كنت اتوقع أن لا يمر ما يقدمه البرنامج بسلام، خاصة أن فضحه للفساد والمفسدين كان جريئًا جدًا وكان يضرب دون هوادة، ويمكن اعتباره اقوى برنامج ساخر خاصة أنه تمثيلي، وقد استقطب ملايين الناس اليه، خاصة ان ممثليه اصبحوا نجوماً في الشارع العراقي وأسسوا لهم مسرحهم الخاص.

واضافت: العشائرية باتت العلامة الفارقة في المجتمع العراقي، وللاسف اصبح المفسدون يلجأون الى عشائرهم للاحتماء بها، اعتقد أن هذا خطر محدق خاصة أن بعض العشائر للاسف تبحث عمّا يسمى (الفصل العشائري) من اجل الحصول على الاموال.

وتابعت: "انا كناشطة مدنية أرفض أي تهديد ضد أي اعلامي أو برنامج يفضح الفاسدين، لاننا بحاجة الى اصوات قوية تحتج على الخراب الذي حل بالعراق، وستقف مع البرنامج والقناة والمخرج علي فاضل ضد أي تهديد، ويجب أن نرفع اصواتنا لتصل الى المنظمات العالمية بعد ان شعرنا باليأس من الرئاسات الثلاث".