يحاول مبتعثون سعوديون عبر منظمات طلابية أنشأوها في أميركا تصحيح صورة إعلامية خاطئة عن بلادهم، وذلك عبر انخراطهم في أعمال خيرية تصب في مصلحة المجتمع الأميركي، ومنها مثلًا إغاثة اللاجئين وإطعام المشردين.

إيلاف: زيارة دار العجزة أو تقديم الطعام والمشروبات الساخنة للمشرّدين، أو التطوع في المنظمات المهتمة باللاجئين.. هذه بعض مهام منظمات طلابية سعودية تنشط في الولايات المتحدة الأميركية بهدف نقل صورة صحيحة عن المجتمع السعودي وتصحيح الصورة السلبية التي تكوّنت لدى المجتمع الأميركي، بسبب الإعلام المضلل، إضافة إلى إقامة حلقة تواصل اجتماعي مع الشعب الأميركي، بحسب القائمين على هذه المنظمات.

صقل خبرات
تحظى هذه المنظمات الطلابية بحماية دستورية أسوة بغيرها من المنظمات الأميركية، وهي أيضًا معتمدة من السفارة السعودية في واشنطن، بحسب ما أوضح فيصل الشمري، نائب مدير الشؤون الثقافية بالملحقية.

السفير السعودي في أميركا الأمير عبد الله بن فيصل آل سعود بمعية أفراد من منظمة المبادرات الاجتماعية

وقال الشمري إن "هدف برنامج الابتعاث يصب في هذا الاتجاه"، مشيرًا في حديثه لـ"إيلاف" إلى أن الدراسة الأكاديمية ليست وحدها الغاية من إرسال السعوديين إلى الخارج، وإنما أيضًا اكتساب الخبرات والتجارب، من خلال العمل التطوعي، لذلك تقدم الملحقية إلى هذه المنظمات دعمًا ماليًا ولوجستيًا.

"هاند باي هاند" منظمة طلابية سعودية تأسست في واشنطن عام 2013، وهي مهتمة بمشاريع غذائية وإنسانية وتوعوية، ينفذها &طلاب سعوديون متطوعون لمصلحة المجتمع المحيط بهم.&

احتواء طاقات
يقول أكرم الغامدي، نائب رئيس المنظمة، لـ"إيلاف"، إن الخدمات الخيرية المقدمة إلى المجتمع الأميركي تتنوع، بحسب طبيعة المدينة، ووفقًا لاحتياجات المجتمع المحيط بهم، ووفقًا لإمكانات الطلاب، فهناك طلبة يقومون بزيارة دار العجزة لتلبية احتياجاتهم، وهناك طلبة يقومون بإطعام المشرّدين، إضافة إلى أعمال خيرية متعددة أخرى.
&
يوضح الغامدي أن الهدف من هذه الأعمال التطوعية هو احتواء الطاقات من الشباب والفتيات، الذين يرغبون في تقديم العمل التطوعي وتوفير البيئة المناسبة لهم، من خلال تنظيم مجموعة من الأنشطة التطوعية، التي تخدم المجتمع الأميركي بشكل احترافي وبعيدًا عن العشوائية.&

ويشير إلى أن الطابع الطلابي ساهم في ابتكار أعمال خيرية جديدة، وتقديمها بشكل مغاير، وهو ما سوف يساهم في نقل الصورة الصحيحة عن المجتمع السعودي، وتصحيح الصورة السلبية التي تكوّنت لدى المجتمع الأميركي عنه.

ثقافة العطاء
منظمة المبادرات الاجتماعية والعمل الإنساني نموذج آخر لمنظمة طلابية سعودية تنشط في أميركا، وهي مهتمة بمشاريع التثقيف والتدريب والتوعية، والتي تستهدف شريحة الشباب في أميركا من الجنسيات كافة، بحسب ما أوضح يحيى فقيهي، المدير التنفيذي للمنظمة.&

متطوعات سعوديات يقدمن فقرة ترفيهية في دار عجزة

وأوضح لـ"إيلاف" أن العمل الاجتماعي يساهم في إذكاء قيم العطاء، وهو وسيلة لإخراج مكنونات الإنسان من قدرات ومواهب، وهو الهدف الذي نسعى إلى تحقيقه، من خلال توفير هذه البيئة للطلاب المبتعثين.
&
يقول فقيهي إن المنظمة التي تأسست في مدينة أكرون في ولاية أوهايو، قامت على أيدي مجموعة من &المبتعثين المتطلعين إلى التغيير الإيجابي وإلى نشر مفهوم العطاء الإنساني.&

الثالثة عالميًا
وأشار إلى أن أعمالهم الخيرية تُقدم إلى الجميع بلا استثناء، وأن كل شخص يستحق المساعدة هو محل اهتمام المنظمة، مضيفًا أن قيمة العمل الخيري تكمن في قدرته على التأثير الإيجابي في سلوك الأفراد، وهو ما يخلق تقاربًا وبناء واعيًا بين المجتمعات. أما إذا كان العمل الخيري انتقائيًا، فهذا ينسف مفهومه من الأساس.
&
تجدر الإشارة إلى أن السعودية تحتل المركز الثالث في عدد المبتعثين في الولايات المتحدة الأميركية، حيث بلغ عدد الطلاب السعوديين في أميركا نحو 61 ألف طالب، من بينهم 1600 طبيب، و580 طالباً يدرسون في الجامعات العشر المرموقة، مثل جامعة هارفارد، وكولومبيا، وستانفورد، وبرينستون، هذا إضافة إلى مرافقي المبتعثين من الزوجات والأطفال، والدارسين على حسابهم الخاص، والموظفين المبتعثين، ليصل العدد إلى قرابة 125 ألف سعودي مقيم في أميركا.