«إيلاف» من بغداد: قال شباب عراقيون إن الحصول على سيارة أجرة (تاكسي) أفضل لديهم من المرأة في الوقت الحاضر، مشيرين الى أن فائدة السيارة أهم بكثير من الزوجة، حيث أن السيارة ترزقهم وتحفظ كرامتهم، بينما الزوجة تأخذ منهم وهم لا يستطيعون توفير احتياجاتها .

وفي ظل البطالة التي يشكو منها الشباب العراقي&سواء إن كانوا&خريجي جامعات& أو سواهم من الشباب، يعتقد الكثير منهم أن الحصول على سيارة أجرة سواء الصغيرة منها (التاكسي) الاعتيادية أو سيارات (الكيا) الموجودة بشكل كبير والعمل عليها وكسب الرزق اهم بكثير بالنسبة لهم من المرأة أو الزوجة، موضحين أنهم لا يستطيعون تحمل اعباء الزواج بسبب البطالة التي يعانون&منها، والتي تضرب عمق المجتمع العراقي.

فقد ارتفعت نسب البطالة بضعف مراحلها في العام 2017 عن العام 2016، وزادت معدلات الفقر في العراق لتتجاوز الـ30% خلال 2016، حسب احصاءات وزارة التخطيط، نظرًا لسياسة التقشف المالي التي تبنتها الحكومة، وتسببت في توقف تنفيذ مئات المشاريع في مختلف المحافظات.

وفي ضوء واقع الحال هذا، سألت «إيلاف» اكثر من 150 شابًا فكانت اجاباتهم واحدة، وهي أن السيارة اهم من الزوجة في الوقت الحالي، لان السيارة وسيلة للرزق الذي يمنعهم من الجوع على عكس الزوجة التي تريد من الزوج توفير الكثير من المتطلبات التي لايستطيع الزوج الشاب توفيرها في ظل عدم وجود عمل، كما أن هناك شباباً اكدوا انهم طلقوا زوجاتهم بسبب البطالة، فيما كان هناك موظفون اعلنوا ندمهم على الزواج، لان رواتبهم قليلة، علمًا ان العراق سجل& 52465 حالة طلاق رسمية في العام 2016 .

ومن جانبهن، اجابت بعض الفتيات على هذا الوضع بالقول إنهن يتوقنّ للزواج من رجال يستطيعون توفير معيشة جيدة لهم، مشيرات الى ان قطار الزواج فات الكثير منهن بسبب رفض الشباب للزواج لعدم وجود اعمال.

آخر الاهتمامات&

فقد اكد سليم نوري علي، خريج جامعة بغداد، عمره 27 عاما، ان المرأة صارت في آخر اهتماماته، وقال: “ اعتقد أن السيارة الان تخدمني اكثر من الزوجة، فأنا حاليًا بلا عمل ثابت، أي انني احصل على رزقي متقطعًا، وهذا مثلما لا يرضيني فهو بالتأكيد يجعل من الزواج مسألة صعبة، لان الزوجة تريد الكثير من الاشياء ومعنى هذا انني لا استطيع توفيرها لها وهذا زواج فاشل سيؤدي بالنتيجة الى الطلاق .

واضاف: “اتمنى فعلاً أن اعمل على سيارة تاكسي لانها في كل الاحوال توفر لي رزقًا واشعر بها انني اعمل”.

وتابع:“اعطِني سيارة ولا تقل لي تزوج، فأنا عاطل عن العمل منذ سنوات وبالكاد احصل على قوتي اليومي، وهنا اجد ان السيارة افضل بكثير من الزواج”.

الزواج تجارة خاسرة

اما كرم فاضل فقال: الزواج اصبح بالنسبة للشباب تجارة خاسرة والدليل أن الكثير منهم يباشر بإجراءات الطلاق بعد مدة قصيرة، لان المشاكل تكبر بسبب ان المرأة تريد والرجل لا يستطيع ان يوفر لها أبسط متطلبات العيش.&

واضاف: “ انا شخصيًا عندي السيارة اهم بكثير من المرأة حاليًا، فالسيارة تعطيني وتجعلني أحافظ على كرامتي التي أخسرها، حينما استدين من الآخرين أو اطرق الابواب بحثًا عن عمل ولا أجده أو حينما اجلس في البيت وأضع يدي على خدي وليست لي القدرة على شراء علبة سكائر واتحمل سخرية الاهل الذين يقولون لي ليس رجلاً من لا يعمل، بينما الزوجة تريد مني وانا عاطل عن العمل فمن اين آتي لها بالاموال”.

للسيارة فوائد كثيرة&

وقال علاء باسم: “ السيارة في وضعنا العراقي الحالي اهم بكثير من المرأة، ليس بالنسبة لي فقط بل لكل العاطلين عن العمل، لان السيارة لها فوائد كثيرة من اهمها انها ترفع عني صفة عاطل عن العمل وتجعلني أعيش، فهي مصدر رزق افضل من الكثير من المهن التي يمارس أصحابها الاستجداء للحصول على رزقهم ورزق عوائلهم .

واضاف: “لا اعتقد انني امتلك مؤهلات الزواج، ولو كان عندي المبلغ الذي يمكنني من الزواج صدقني لن اتزوج، بل سأشتري سيارة واعمل عليها، فأنا اؤمن بالمثل القائل انا اعمل اذن انا موجود، وليس انا متزوج انا موجود”.

السيارة رمز العطاء

من جانبها، قالت زهراء علي جاسم: “ اصبحت العنوسة في العراق كبيرة جدًا والسبب ليس خافيًا، لان الشاب العراقي لا يحصل على عمل مناسب، والمرأة العراقية ليست بالسهولة ان تحصل على عمل، واصبحنا نسمع شكاوى مأساوية عن البطالة، وهذه البطالة اصبح الشاب يشعر بالذل بسببها لانه لايجد ما يلبس وما يأكل وما يشرب فكيف نريد منه أن يتزوج ليؤسس أسرة حقيقية”.

واضافت: “ الشاب من حقه ان لا يفكر بالمرأة كونها رمز العطاء، وان يفكر بالسيارة لتكون حبيبته وزوجته ومصدر العطاء لديه، ثم هل تقبل الشابة ان تتزوج شابًا بلا عمل، هذا غير ممكن، وإن حدث بتأثيرات الاهل فالنهاية معروفة وهي الطلاق . &

شباب غير مطمئنين على مستقبلهم

الى ذلك اكد علي خلف، رجل دين، ان الحكومة تتحمل مسؤولية ما يحدث للشباب، والفقر الذي اصبح حالة مأساوية، وقال: من حق الشاب ان يقول إن السيارة عنده افضل من المرأة، ولا يفكر في الزواج، حينما لا يجد في نفسه القدرة، لأن الزواج مؤسسة قائمة بذاتها ومن لا يستطيع عليها لايمكنه مجرد التفكير بها، واعتقد ان حالات الطلاق الكثيرة جدًا في المجتمع العراقي سببها الفقر وعدم وجود عمل، ونحن نعلم ان التعيينات في مؤسسات الدولة غير موجودة، وإن وجدت فهي للاحزاب نفسها، بينما القطاع الخاص ميت تماماً، لذلك كثر الباعة الجوالون الذين لا اعتقد انهم يحصلون إلا على ما يقوت يومهم بجهد يبذلونه بتعب .

بطالة تشعرنا بالرعب&

من جانبه، اكد علوان علي الصافي، مختص في الاجتماع، ان اسوأ المراحل عند الشباب حين لا يجدون عملاً، وقال : حينما يدخل الشاب الجامعة يحلم ان يتخرج منها ليجد عملاً ويؤسس أسرة ويعيش بكرامة ويكون فردًا فاعلاً في المجتمع ، ولكنه للاسف الآن صار يصطدم بصخور صماء تحطم كل احلامه تتمثل في انه لا يجد العمل اللائق به، ولا حتى العمل الذي يكسب منه قوته بشرف فتراه يشعر بالضياع وهو الضياع يجعله في اسوأ احواله النفسية والحياتية .

واضاف: لا استغرب أن لا يهتم شباب اليوم للزواج، لأن الذي من دون عمل لا يمكنه ان يتزوج ويبني اسرة، كما لا استغرب أن يرى شباب اليوم أن السيارة اهم لديهم من المرأة، فما نفع عاطل عن العمل للزوجة، اعتقد انهم حين يفضلون السيارة فهذا لم يأتِ من فراغ، بل لان السيارة التي يعمل عليها لها تأثير ايحابي في حياته، فهو بها غير عاطل ويشعر انه انسان.

واضاف: "هناك جيوش من العاطلين عن العمل، وهناك اعداد هائلة من العوانس مثلما افرزت الحروب أعداداً كبيرة من الارامل، وهناك آلاف الحالات من الطلاق، واغلبها لشباب بعمر الورد، واعتقد أن العلاقة بين البطالة والطلاق جوهرية".

&وتابع: "أحمّل الدولة مسؤولية كل ما يحدث في المجتمع العراقي من تفكك، فليس من المعقول في بلد من اغنى دول العالم تصبح نسبة الفقر ثلث عدد السكان ونسبة البطالة مما يشعرنا بالرعب". & &

&