بحث بارزاني اليوم مع مستشار الديوان الملكي السعودي عملًا مشتركًا لمساعدة النازحين العراقيين الفارّين من الحرب مع داعش.. فيما رفضت منظمة أوروبية تعنى بالحريات في العراق انتخاب هذا البلد عضوًا في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

إيلاف: جاء ذلك خلال اجتماع عقده رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني في مصيف صلاح الدين الشمالي مع عبدالله بن عبد العزيز بن محمد الربيعة المستشار في الديوان الملكي السعودي والمشرف العام على مؤسسة الملك سلمان للمساعدات الإنسانية والوفد المرافق له.

التعايش خيارًا
أبلغ الربيعة بارزاني خلال الاجتماع تحيات وتقدير العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، مؤكدًا التقدير لدور الإقليم المستمر في مساعدة وإغاثة النازحين واللاجئين، الذين قصدوا الإقليم هربًا من بطش الإرهاب.. وأشار إلى أنه يزور الإقليم للمشاركة في العمل الخيري والإنساني ولمساعدة وإغاثة النازحين.. مشددًا على أن بلاده ‏ترغب في عودة الإستقرار والهدوء إلى المنطقة.

من جانبه أشاد بارزاني بأعمال وأنشطة المملكة العربية السعودية من الناحية الإنسانية، وخصوصًا مؤسسة الملك سلمان. وأكد أن إقليم كردستان إستطاع إيواء الكثير من النازحين، بالرغم من خوضه حربًا صعبه ضد الإرهاب والأزمات والمشاكل التي يعانيها.&
وسلط الضوء على ثقافة التعددية والتعايش السلمي المشترك المتوافرة في كردستان، ‏وأشار إلى أنَّ شعب كوردستان، بالرغم من الإجرام الذي إرتكب بحقه من قتل جماعي وتصفيات جسدية، إلا أنه لم يجنح للثأر في إنتفاضة عام 1991، وإرتأى أن يفتح صفحة جديدة مع العراق، وهذا ما عمق ثقافة التعايش السلمي المشترك، كما نقل عنه بيان لرئاسة الإقليم إطلعت على نصه "إيلاف".

يأتي ذلك بعد أسبوع من زيارة تاريخية إلى العراق قام بها في الأسبوع الماضي وزير الخارجية السعودي عادل الجبير هي الأولى لمسؤول سعودي رفيع المستوى إلى العراق منذ عام 2003.. حيث أكد استعداد بلاده لدعم جهود إعادة الاستقرار في المناطق المحررة من تنظيم داعش. &

لا تمييز
وكان العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز قد أمر في منتصف عام 2014 بتقديم 500 مليون دولار كمساعدة إنسانية للشعب العراقي المتضرر من أحداث الحرب مع الإرهاب، بمن فيهم النازحون، بغضّ النظر عن انتماءاتهم الدينية أو المذهبية أو العرقية.&

وقال مصدر في وزارة الخارجية السعودية إنه تم إبلاغ أمين عام الأمم المتحدة بهذه المساعدات، حيث إن تقديمها سيتم عبر مؤسسات الأمم المتحدة إلى الشعب العراقي فقط، وتتابع المملكة هذه الجهود لضمان وصول المساعدات إلى المتضررين من جميع أطياف الشعب العراقي.&

جاءت هذه التطورات الإيجابية على صعيد العلاقات بين بغداد والرياض، فيما تواصل القوات العراقية هجومها الواسع الذي أطلقته قبل أسبوعين لتحرير الأحياء الغربية لمدينة الموصل من قبضة داعش.
&
رفض لانتخاب العراق عضوًا في المجلس الأممي لحقوق الإنسان
رفضت منظمة أوروبية تعنى بالحريات في العراق انتخاب هذا البلد عضوًا في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وأكدت المنظمة الأوروبية لحرية العراق، التي يترأسها إسترون إستيفنسون، أنها ترفض بشدة انتخاب العراق عضوًا في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، لأن ذلك يلحق ضررًا بالغًا بقضية حقوق الإنسان في العالم، "نظرًا إلى أن العراق اليوم يعد عمليًا تحت سيطرة الديكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران وفقًا لتقارير الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لحقوق الإنسان، حيث يتأثر قضاؤه من قبل المجموعات الميليشياوية، ويتم تنفيذ الإعدام التعسفي على أساس يومي، كما إنه على الساحة الدولية فإن العراق يدعم باستمرار جرائم النظام الإيراني"، كما قالت في بيان صحافي الاثنين أرسلت نسخة منه إلى "إيلاف".

وأشارت إلى أن عباس عراقجي مساعد وزير خارجية النظام الإيراني أشاد في لقاء مع وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري على هامش مجلس حقوق الإنسان الأخير "بمواقف العراق في معارضة القرارات المناهضة لإيران الصادرة من الجمعية العامة ومجلس الأمن الدولي".. في المقابل قال الجعفري إن "الحكومة والشعب الإيراني هما ضحية للإرهاب، خاصة من مجاهدي خلق".. موضحة أنه موقف يعارض التحركات السياسية المناهضة لإيران في مجال حقوق الإنسان.

"خلق" ضحية
أضافت أن الجعفري يتهم منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة بالإرهاب، في حين أن هذه الحركة نفسها قد كانت أكبر ضحية لإرهاب الدولة في إيران والعراق والحكومة العراقية، وبناء على طلب من طهران قتلت في ثلاث هجمات دامية على المعارضين الإيرانيين العزل في مخيم أشرف في شمال شرق بغداد، وأربع هجمات مميتة على معسكر ليبرتي في ضواحي بغداد عددًا كبيرًا من أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.

وأشارت إلى أن العراق نقل ممتلكات سكان أشرف وأموالهم التي تزيد قيمتها على 550 مليون دولار وعشرات الملايين من الدولارات من معسكر ليبرتي بالرغم من وعود من الولايات المتحدة والأمم المتحدة بالحفاظ عليها، ولم يسمح ببيع حتى بدولار واحد من الممتلكات، وكل هذه الأموال تم نهبها وسرقتها من قبل السلطات العراقية.

ودعت المنظمة الولايات المتحدة والأمم المتحدة اللتين كانتا مسؤولتين عن سلامة وأمن سكان أشرف وليبرتي إلى إقناع العراق على إعادة ممتلكات السكان أو ما يعادلها لهم، حتى يتمكنوا من تغطية تكاليف المعيشة الثقيلة الباهظة في ألبانيا.

وشدد المنظمة الأوروبية في الختام على أن الحرب وانعدام الأمن في المنطقة قد بدأ مع فتح أبواب العراق على حكام إيران بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003، وبلغت ذروتها مع تقديم العراق إلى حكام إيران على طبق من الذهب. وأكدت أنه اليوم لا يمكن للولايات المتحدة إعادة السلام والهدوء إلى المنطقة إلا من خلال تخليص العراق من براثن الطغاة الإيرانيين، وإعادته إلى الشعب العراقي.

&يذكر أن إسترون إستيفنسون كان عضوًا في البرلمان الأوروبي بين عامي 1999 و2014، كما إنه كان بين عامي 2009 و2014 رئيسًا للجنة العلاقات مع العراق في البرلمان الأوروبي، وهو حاليًا رئيس المنظمة الأوروبية لحرية العراق.


&