صبري عبد الحفيظ من القاهرة: تجدد الحديث عن دعم روسيا العسكري للجنرال الليبي خليفة حفتر، وأعربت أميركا عن قلقها من هذا الدعم، وقال قائد القوات الأميركية في أفريقيا، إن ثمة صلة "لا يمكن إنكارها" بين روسيا والقائد العسكري القوي في ليبيا خليفة حفتر.

رغم النفي الروسي، إلا أن أميركا جددت اتهاماتها لحكومة الرئيس فلاديمير بوتين، بدعم الجنرال الليبي خليفة حفتر، وقال قائد القوات الأميركية في أفريقيا، الجنرال توماس وولدهاوزر، إن ثمة صلة "لا يمكن إنكارها" بين روسيا والقائد العسكري القوي في ليبيا خليفة حفتر.

وأضاف وولدهاوزر في مؤتمر صحافي أمس الجمعة: "يوجد روس على الأرض في المنطقة" معتبرًا أن المحاولات الروسية للتأثير في ليبيا مثيرة للقلق.

وتابع قائلًا: "إنهم (الروس) على الأرض ويحاولون التأثير على العمل ونحن نراقب ما يفعلونه بقلق بالغ وتعرفون أنه فضلاً عن الجانب العسكري في هذا شاهدنا بعض الأنشطة في الآونة الأخيرة في مشاريع تجارية."

ورفض الجنرال الأميركي، الرد على سؤال صحافي حول إذا ما كان الروس يعبرون من قاعدة في مصر إلى ليبيا، مكتفياً بالقول "هنالك روس على الأرض في المنطقة".

وكانت وكالة "رويترز" ذكرت في وقت سابق من مارس أن "روسيا نشرت قوات خاصة في قاعدة جوية مصرية بالقرب من مدينة سيدي براني، التي تبعد عن الحدود الليبية حوالى 100 كيلومتر، دعماً لقوات الجنرال خليفة حفتر". ونفت مصر وروسيا بشكل رسمي تلك الأنباء.

وقال وولدهاوزر أيضًا: "حسناً أعتقد أنه أمر معروف للجميع. الروس ورغبتهم في التأثير على الأنشطة داخل ليبيا.. أعتقد أن الصلة بين الروس وحفتر لا يمكن إنكارها في هذه المرحلة."

وأعلن وولدهاوزر أن الولايات المتحدة "ستبقي على قوة" في ليبيا من أجل جمع المعلومات والعمل مع الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس إذا اقتضت الحاجة مزيداً من التحرك لاستهداف الدولة الإسلامية، "داعش".

ومن جانبه، قال اللواء فؤاد حسين، الخبير العسكري، لـ"إيلاف" إن أميركا قلقة من تمدد النفوذ الروسي في منطقة الشرق الأوسط، لاسيما أنه على حساب النفوذ الأميركي، ما يمثل تهديدًا مباشرًا لمصالحها.

وأضاف أن حفتر يبحث عن مصلحة الشعب الليبي، ويسعى للحصول على أسلحة متطورة وتدريبات للجيش الليبي، من أجل مكافحة الإرهاب، والقضاء على الميليشيات المتشددة في ليبيا، وهذا حقه بالطبع.

ولفت إلى أن حفتر يتحرك في النور، وزار روسيا في نهاية العام الماضي، وطلب أن تزوده بالسلاح، لاسيما أن الجيش الليبي يعاني من فرض أميركا والغرب حظرا على توريد الأسلحة له، في حين أن الميليشيات المتشددة تحصل على السلاح من مصادر متعددة، وعبر دول كبرى.

ونبه إلى أن رغبة حفتر في الدعم الروسي، تتلاقى مع رغبة روسيا في بسط نفوذها في المياه الدافئة بالبحر المتوسط.

بينما استبعد اللواء نبيل فؤاد، الخبير العسكري، أن تكون روسيا لديها قاعدة عسكرية في مصر بالقرب من الحدود مع ليبيا.

وأوضح لـ"إيلاف" أن روسيا أصبح لديها قاعدة عسكرية في سوريا، وليست بحاجة إلى قواعد أخرى في أية منطقة، فضلًا عن أن مصر ترفض إقامة أية قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها.

وأشار إلى أن روسيا يمكنها أن تقدم الدعم مباشرة إلى حفتر من دون أي وسطاء، مشيرًا إلى أنها يمكنها أن توصل الدعم العسكري والتدريبات عبر قاعدتها في سوريا.

ولفت إلى أن حفتر زار روسيا مرتين خلال العام الماضي، وتحدث عن حاجته لدعم عسكري، في صورة أسلحة متطورة وتدريب للجيش الليبي، منوهًا بأن تحركات حفتر باتجاه روسيا جاءت ردًا على الغرب بقيادة أميركا، الذي يعمل على استمرار التوتر والصراع في ليبيا، دون أن يقدم أية خطوات حقيقية لعقد مصالحة أو إنهاء سيطرة الميليشيات المسلحة على مناطق واسعة من ليبيا.

وزار الفريق خليفة حفتر، العاصمة الروسية موسكو في نهاية شهر نوفمبر الماضي، طلبًا للدعم العسكري الروسي، وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، وقتها أن "حفتر زار حاملة الطائرات الروسية "الأدميرال كوزنيتسوف"، وذلك خلال عبورها المياه الإقليمية الليبية في طريق عودتها من سوريا إلى روسيا".

وأضافت أن "حفتر أجرى جولة على متن حاملة الطائرات وسلمه الجانب الروسي خلالها دفعة من الأدوية الضرورية للجيش الليبي والسكان المحليين".

وذكرت وزارة الدفاع الروسية، أنه "بعد إنهاء جولة حفتر على متن حاملة الطائرات، أجرى مباحثات مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، تناول خلالها جملة من القضايا الملحة المتعلقة بمكافحة الإرهاب الدولي في منطقة الشرق الأوسط".

في أعقاب زيارة حفتر لموسكو، سارع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى إعلان ضرورة حث جميع الأطراف في ليبيا على البحث عن حلول مقبولة من الجميع لتسوية الأزمة في البلاد.

ذكّر لافروف بأن روسيا أصرت- أثناء إقرار مجلس الأمن الدولي اتفاق الصخيرات- على أن يضم قرار المجلس بندًا ينص على ضرورة ألا يقتصر الحوار على الأطراف التي حضرت اجتماع الصخيرات، وإنما أن يشمل سائر القوى السياسية الليبية، بما فيها اللواء خليفة حفتر.

وقال لافروف إن اللواء حفتر زار موسكو، حيث تم إطلاعه على المواقف الروسية، مضيفا: «نعتبر أن ثمة إمكانية بل ويجب أن يصبح جزءا من الاتفاق السياسي العام»،&

ولفت إلى أن روسيا على اتصال مع جميع الزعماء الليبيين، بمن فيهم رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج، ورئيس مجلس النواب الليبي في طبرق عقيلة صالح، مشيرًا إلى أن موسكو تتفهم قلق إيطاليا والدول الأوروبية الأخرى إزاء أزمة المهاجرين المتدفقين عبر المتوسط.

وقالت صحيفة "تايمز" البريطانية في تقرير لها بداية العام الجاري، أن روسيا تخطط لتسليح اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي يقاتل حكومة طرابلس المدعومة من الغرب.

ونقلت عن معاونين لحفتر، قولهم إن "هدف زياراته إلى روسيا تأمين التدريب والأسلحة، لأن المقاتلين كانوا يحاربون في ظل الحظر الذي فرضته الأمم المتحدة أثناء الثورة ضد القذافي".

وأشارت الصحيفة نقلًا عن معاوني حفتر، أنه "تلقى وعدًا من موسكو، بالضغط في الأمم المتحدة لإسقاط حظر الأسلحة، في حين قدم حفتر قائمة بالمعدات التي يحتاجها رجاله".

وقال أحد معاوني حفتر في بنغازي إن "روسيا تعتبر ليبيا بلدا إستراتيجيا في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، والقضاء على تنظيم "داعش" هنا سيساعد في تأمين المنطقة والبحر المتوسط، كما أن أمن ليبيا حيوي لموسكو".