إيلاف من واشنطن: لا شيء قد صدم الناس أكثر من إحصائيات مثيرة للاهتمام، أشارت إلى أن غالبية الائتلاف المؤيد لترامب تتألّف من نساء ومن ذوي البشرة الملوّنة. أمر صادم؟... لكنها الحقيقة! 

الأرقام 

المصدر الرئيس لكيفية تصويت المجموعات الديموغرافية المختلفة هو استطلاع مقتضب أجرته شركة إديسون، واعتمدته كبرى وسائل الإعلام مثل نيويورك تايمز وواشنطن بوست وفوكس وسي أن أن وول ستريت جورنال وغيرها. الجدير بالذكر هنا أن تقارير استطلاعات ما بعد الاقتراع تقسم المجموعات الناخبة بحسب العرق والجنس، فتحدد نسبة الناخبين في كل مجموعة، ونسبة الدعم الذي تمّ تأمينه لترامب في كلّ مجموعة (مثلًا 34 في المئة هي نسبة الناخبين من الرجال البيض صوت 62 في المئة منهم لترامب، بينما تشكّل نسبة الناخبات ذوات البشرة الملونة 7 في المئة ومن ضمنها 4 في المئة لترامب). 

إذا تمّ ضرب نسبة الناخبين في كل مجموعة بالنسبة الداعمة لترامب فيها، يمكن احتساب عدد النقاط التي نالها ترامب من هذه المجموعة بالتحديد. وهكذا، في حالة الناخبين من الرجال البيض، ينبغي ضرب 34 في المئة بـ62 في المئة للحصول على 21.08، أي من أصل 46.21 نقطة نالها ترامب 21.08 نقطة مصدرها الرجال البيض، أما 25.13 نقطة الباقية فتأتي من النساء وأصحاب البشرة الملوّنة.

بعبارة أكثر وضوحًا، وفقا لاستطلاع إديسون، كان 45.6 في المئة من المصوّتين لترامب من الرجال البيض، أما 54.4 في المئة فكانوا من النساء وأصحاب البشرة الملوّنة.

في الأساس، تشكل النساء وأصحاب البشرة الملونة أكثرية في الحزبين الديمقراطي والجمهوري. وينبغي ألا يكون هذا مفاجئًا، كونهم يشكّلون الأغلبية الساحقة من سكان الولايات المتحدة.

المغزى

كُتبت مقالات كثيرة تدعو إلى عدم إعارة ناخبي ترامب أي اهتمام، وفي أسوأ الحالات، إلى تمنّي الأذى لهم (مثل مقال No Sympathy for the Hillbilly). 

لكن، هل يعني كتّاب هذه المقالات ناخبي ترامب كلهم، علمًا أن معظمهم من النساء وأصحاب البشرة الملونة؟ ألا ينبغي أن نبالي إذا كان مؤيد ترامب الأسود (وكان هناك البعض) يتعرّض لمضايقات بسبب سياسة التوقيف والتفتيش التي يؤيّدها ترامب؟ ألا ينبغي أن نهتم إذا حُرمت امرأة تدعم ترامب من رعاية الأمومة أو وسائل منع الحمل التي كانت تبدو احتمالًا مؤكدًا قبل انهيار قانون الرعاية الصحية الأميركية؟ هل هذا حقًا موقف أولئك المؤلفين؟

الجواب بالطبع هو "لا". فالنزعة الليبرالية عند هؤلاء المؤلفين تضمن أنهم لا يرغبون في (أو لن يكونوا غير مبالين تجاه) فرض قمع بحسب الجنس على النساء الذين أيدوا ترامب، كما لا يتمنّون (أو ليسوا غير مبالين تجاه) فرض القمع بحسب العرق على أصحاب البشرة الملونة الذين دعموا ترامب. الشيء الوحيد الذي يشعرهم بالراحة هو تمني القمع الطبقي على البيض الفقراء. وأتساءل لماذا؟

وفقًا للاستطلاع نفسه، شكل البيض غير الحائزين على شهادة جامعية 34 في المئة من الناخبين جميعًا، انتخب 66 في المئة منهم ترامب. وهذا يعني أنهم ساهموا بـ 22.44 نقطة من مجموع نقاط ترامب، وهي أقلية من نقاطه.

إذًا، عدا الواقع الذي تناولناه أعلاه، صحيح أن معظم المصوتين لترامب لا ينتمون إلى الطبقة العاملة البيضاء. هل يجب ألا نبالي بمؤيدي ترامب غير المنتمين إلى الطبقة العاملة البيضاء، أي معظم مؤيدي ترامب؟