«إيلاف» من برلين: يسعى الطب حتى الآن، باستخدام البرمجة اليومية والحمية والرياضة، إلى وقف تقدم مرض السكري-2. لكن دراسة اميركية جديدة تقول ان من الممكن إعادة السكري-2 على أعقابه، بمعنى منح المريض حياة صحية بلا أعراض ومشاكل، وهذا أمل جديد لأكثر من سبعة ملايين ألماني يعانون من هذا الداء.

وتشير الدراسة التي ستنشر في " Journal of Clinical Endocrinology & Metabolism " إلى ان منح الحياة الصحية الاعتيادية لمرضى السكري ممكن، وان ليس لدى كل المرضى. ولكن هذه الإمكانية تتطلب الالتزام بـ"طريقة حياة" جديدة ونوعاً من برمجة التغذية والحمية ...إلخ

وعممت الكلية الطبية في جامعة مكماستر الكندية/أونتاريو، تقريراً يقول ان التزام برمجة معينة، مع استخدام الانسولين والأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم، لمدة أشهر قليلة، أعادت المرض على أعقابه لدى 40% من مرضى السكري الذين شملتهم الدراسة.

وشهدت السنوات الماضية عدة محاولات لعكس تقدم السكري، وتخليص المرضى من الأدوية، عن طريق تغيير نمط الحياة فقط. وحقق العلماء الاميركان مثل هذا الهدف قبل سنتين، ولكن في معالجة امرأة واحدة. كما توصل العلماء البريطانيون أيضاً إلى نتائج مماثلة باستخدام حمية معينة وبرنامج تغذية آخر، ولكن النتائج لم تستمر لفترة طويلة.

تجارب سريرية على83 مريضاً

وذكرت الدكتورة ناتاليا مكينيس، التي قادت فريق العمل، ان استخدام البرنامج لفترة اسبوعين إلى أربعة اشهر أثبت ايضاً فاعلية في وقف تقدم السكري، لكن الالتزام به لفترة أطول يضمن استعادة الحياة الطبيعية بلا انسولين.

وأجريت التجارب على83 مريضاً من الجنسين يعانون من داء السكري-2. وتم تقسيم المرضى في ثلاث مجموعات، نالت المجموعة الأولى برنامج تغذية جديد مع تمارين رياضية، ومع أدوية تؤخذ عن طريق الفم، ومع الانسولين طوال8 أسابيع. والتزمت المجموعة الثانية نفس البرنامج، ولكن طوال16 اسبوعاً. اما المجموعة الثالثة، التي اعتبرت مجموعة مقارنة، فقد عولج أفرادها بالبرامج التقليدية السائدة في علاج السكري-2.

ونصح الأطباء المرضى، بعد انتهاء فترة التجارب، بالتخلي عن الأدوية، كما شجعوهم على مواصلة نمط الحياة الجديد الذي اعتادوا عليه خلال الدراسة. وتقول مكينيس ان فكرة مواصل الحياة بلا أدوية، وبلا حقن الإنسولين، الهبت حماس الشاركين في الدراسة للمحاولة.

عودة تامة أو جزئية عن المرض في 40%

وبعد ثلاثة أشهر من انقضاء التجربة تبين ان11 مريضاً من مجموع27(40%) من المجموعة التي تلقت العلاج طوال16 اسبوعاً، أظهروا عودة تامة أو جزئية لأعراض السكري-2. وأظهرت نفس النتائج 6 مرضى من مجموع 28 مريضاً(16,8%) في المجموعة لتي تلقت الطريقة العلاجية طوال 8 أسابيع. ولم تخل مجموعة المقارنة من تحسن في النتائج، لأن 4 من مجموع 24 تخلوا عن العلاج بالأدوية طوال ثلاثة أشهر أعقبت انتهاء التجارب.

وكشف الدكتور هيرتزل غيرشتاين، من مجموعة العمل في جامعة مكماستر، انهم استخدموا عقاقير"ميتافورمين"و"اكاربوس" و"انسولين غلارغن" في التجربة، لعلمهم ان هذه الأدوية قادرة على وقف تقدم السكري. وأشار إلى أن الدراسة تثبت أيضاً ان نتائجها لم تتحقق بسبب العقاقير فقط، لأن البرنامج الغذائي والتمارين الرياضية تلعب دوراً اكبر، فالسكري مرض اضطراب في استقلاب السكر في الجسم.

ويرى غيرشتاين إمكانية استخدام عقاقير أخرى، قد تكون فعالة مع مرضى آخرين، لم تعينهم الأدوية الثلاثة المذكورة. وستكون هذه العقاقير موضع تجارب أخرى يجريها فريق العمل من جامعة مكماستر هدفها تحسين النتائج.

تعليقاً على التقرير، قال البروفيسور فولفغانغ موتس، رئيس قسم أمراض القلب والسكري، في مستشفى كارلسبورغ الألمانية، ان"السكري ليس مصيرياً، وطبيعي ان الشفاء منه ممكن، ولكن ليس لكل مريض". وأضاف الطبيب ان المفاتيح المهمة في الشفاء من السكري هي في يد المريض، وكلما كان اكتشاف المرض في وقت مبكر، والتحول إلى العلاج أبكر، كلما كانت فرصته أكبر في الشفاء. وحدد موتس هذه المفاتيح بطريقة التغذية والرياضة وتغير نمط الحياة.

&

&

&

&

&

&