«إيلاف» من الرباط: أعادت جمعية أهلية مغربية فتح موضوع المساواة في الإرث بين الرجال والنساء بالمغرب، لكن هذه المرة من خلال المسرح. وأعلنت جمعية إسيل للمسرح والتنشيط الثقافي أنها بصدد تنظيم "قافلة التحسيس بالمساواة في الإرث"، والتي ستعرض خلالها مسرحية تحمل عنوان "القسمة"، تتلوها ندوات بمشاركة خبراء قانونيين وسياسيين ورجال دين. 

وأشارت الجمعية الى أن جولة قافلتها، التي تنظم بدعم من مؤسسة فريديريتش إيبر الالمانية، ستشمل 6 مدن مغربية، وهي الرباط ومراكش والدار البيضاء ومكناس وتطوان وطنجة.

وأوضح سعيد أيت باجا، ممثل ورئيس جمعية إسيل، في تصريح ل" ايلاف المغرب" أن طرح الموضوع يأتي في سياق النقاش الدائر في المغرب حول إشكالية توريث النساء، وذلك عقب إصدار المجلس الوطني لحقوق الإنسان توصيات بهذا الشأن قبل شهور. وأضاف "نعرف حساسية الموضوع لذلك تعاملنا معه بحذر شديد. وحاولنا من خلال فصول المسرحية عرض حالات اجتماعية تجسد حرمان النساء من الإرث بشكل فني كوميدي، والتي تبين أن النساء في مجتمعنا لا ينلن حتى نصف حظ الذكور الذي نص عليه الشرع، فما بالك بالمساواة في الإرث. وبعد عرض المسرحية سنفتح نقاشا عاما حول الموضوع بمشاركة متخصصين في المجالات الدينية والقانونية وسياسيين".

وتحكي مسرحية "القسمة"، وهي من تأليف عصام يوسفي وإخراج مسعود بوحسين وسينوغرافيا رشيد الخطابي وتشخيص فضيلة بنموسى وبنعيسى الجيراري وفريد الركراكي وسعيد أيت باجا، ثلاث قصص لأسر تعاني من مجموعة من الخلافات والتوترات حول قسمة الإرث. وتصور الحكاية الأولى صراع أم شابة لها بنتان، فقدت زوجها ووجدت نفسها في صراع مع شقيق زوجها الذي يطالب بنصيب من إرث أخيه المتوفى. وتتضامن أم الزوج وأخته مع الأرملة الشابة. أماالحكاية الثانية فتدور وقائعها في الوسط القروي، وتجسد قصة أرملة مع طفليها القاصرين في صراعها مع عائلة زوجها المتوفي حول الثروة الزراعية التي تركها، وتهديد عائلته للأرملة بانتزاع طفليها إن أصرت على المطالبة بنصيبها من الإرث. فيما تتعلق الحكاية الثالثة بخلاف عائلي ناتج عن حق أبوين في إرث السدس من تركة ابنهما المتوفي، والذي كان يملك منزلا مناصفة مع زوجته التي خلفت منه إبنا. وللاستفادة من حقهما قرر والداه الانتقال للسكن والعيش في المنزل المشترك.

وأثار النقاش حول المساواة في الإرث بين الرجال والنساء جدلا كبيرا في المغرب عندما تعرض له إدريس لشكر، الأمين العام للإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، قبل سنة خلال لقاء حزبي. وأصدر بعض المتشددين آنذاك فتاوى تكفر لشكر.