اعتبر أحد أقرب مستشاري الرئيس الأميركي أن جذور التطرف لا تكمن في الجوع أو الفقر بل في أحكام الدين الإسلامي نفسه، ليأتي اعتقاده مخالفًا لتصورات أسلاف ترامب الذين كانوا يمّيزون بين الإسلام والجماعات المتشددة والإرهابية الخارجة عنه.

إيلاف: قال سبستيان غوركا، وهو بريطاني ذو أصل مجري، ومن أقرب مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم إن جذور التطرف لا تكمن في القمع أو الحروب أو الفقر، بل في أحكام الدين الإسلامي نفسه، بل في ما يسمّيه "الأقسام القتالية" من القرآن الذي يؤكد أنه قرأه مترجمًا. &

قاعدة أيديولوجية
وفي حين أن رؤساء سابقين، مثل جورج بوش وباراك أوباما، حرصوا على القول إن تنظيم داعش وتنظيم القاعدة وغيرهما من التنظيمات المتطرفة هي جماعات لا تمت بصلة إلى الإسلام، فإن غوركا يرى أن هذه الجماعات موجودة "بسبب الإسلام" نفسه، كما تنقل عنه صحيفة "دايلي تلغراف"، التي تسمّي غوركا "أقوى بريطاني في أميركا" يعمل بصفة نائب مساعد الرئيس.&

وبحسب الصحيفة التي أجرت مقابلة مع غوركا في البيت الأبيض، فإنه وفر الأساس الأيديولوجي لعدد من سياسات ترامب الأشد إثارة للجدل، مثل منع مواطني بلدان مسلمة من دخول الولايات المتحدة، والدعوة إلى إخضاع المسلمين الأميركيين للمراقبة. &

وقال غوركا في المقابلة: "إن الجهاد هو اختصاصي"، وإنه وجد في ترامب زعيمًا يدرك أن أميركا "في حرب". وأعلن غوركا البالغ من العمر 46 عامًا أن "حربنا هي مع الحركة الجهادية العالمية، وجذرها يكمن في النسخة المسيّسة من الإسلام". &

الردع خير من المكافحة
وذهب إلى أن الانتصار في هذه الحرب يتطلب أكثر من قصف "الجهاديين" من الجو. وقال غوركا "إن قتل الإرهابيين شيء عظيم. إذا لم تتمكن من القبض عليهم تقتلهم، ولكن في نهاية المطاف عليك أن تمنع الأشخاص من أن يصبحوا إرهابيين".&

وكان مستشاران للأمن القومي في الادارة السابقة كتبا في صحيفة نيويورك تايمز أن غوركا "نال سمعة بوصفه اسلاموفوبياً جاهلا". &

وحين سألته الصحيفة عن رأيه بهذا الوصف، قال باستهجان إن هؤلاء الأكاديميين "لا يعرفون الفرق بين ثكنة فورت براغ وحفرة في الأرض"، في إشارة إلى القاعدة العسكرية التي كان يلقي محاضرات فيها.&

سيرة وأصول
وكان والدا غوركا هربا عام&1956 من المجر الشيوعية إلى بريطانيا، حيث درس الفلسفة واللاهوت في جامعة لندن. وبعد التخرج سافر إلى بودابست، حين نال شهادة الدكتوراه، وعمل في وزارة الدفاع المجرية. &

بعد زواجه بأميركية انتقل إلى الولايات المتحدة للعمل فترة قصيرة في جامعة هارفرد. وفي عام 2012 أصبح نائب رئيس تحرير موقع برايتبارت اليميني، ونال الجنسية الأميركية. &

وفي صيف 2015 دُعي إلى شقة ترامب في برج ترامب في نيويورك، حيث قال: "تحدثنا عن الشرق الأوسط، وتحدثنا عن قضايا الأمن القومي".&

تحدث غوركا عن نظام ترامب في البيت الأبيض قائلًا: "إن الرئيس ينام من 3 إلى 4 ساعات في الليل"، وأعرب عن الأمل بأن تكون له طاقة ترامب حين يبلغ السبعين.&

حملة منظمة
وأكد غوركا أن ترامب وراء الأبواب المغلقة في البيت الأبيض هو نفسه ترامب الذي عرفه الجمهور الأميركي من برنامجه التلفزيوني الواقعي. وقال "ليس هناك اصطناع. فإن دونالد ترامب هو دونالد ترامب".&

وبحسب غوركا، فإن "هناك أشخاصًا في الإدارة السابقة حقًا لا يعتقدون أن الرئيس ترامب فاز في الانتخابات. وهم ذهنيًا لا يستطيعون استيعاب ذلك، ولهذا يفعلون كل شيء للهجوم علينا كل يوم".&

ومن وجهة نظر غوركا، فإن الديمقراطيين والنخبة الثرية والعديد من المنافذ الإعلامية يعملون معًا لتدمير ترامب. وقال "حين يقولون شيئًا، تنشر هفنغتون بوست وبوليتيكو بعد ساعات. فهذه حملة منسقة وحسنة التنظيم". &

لا هامشية
أضاف غوركا أن هذه القوى تحاول بصورة منهجية استهداف كبار المسؤولين في الإدارة، مثل كليآن كونواي مستشارة دونالد وستيف بانون كبير مخططيه الاستراتيجيين، وغوركا نفسه، الذي يُتهم بالإسلاموفوبيا ومعاداة السامية والفاشية.&

وقال غوركا في ختام المقابلة إن خصومه دائمًا يقولون إنه ينتمي إلى اتجاه هامشي خارج التيار الرئيس، ولكن من يجلس في البيت الأبيض كما يجلس هو اليوم لا يكون على الهامش.&

أعدّت «إيلاف» هذا التقرير بتصرف نقلًا عن «دايلي تلغراف». المادة الأصلية منشورة على الرابط الآتي:
http://www.telegraph.co.uk/news/2017/03/31/exclusive-powerful-briton-america-really-like-donald-trumps/