يُصر الكُرد على إجراء الاستفتاء في شأن استقلالهم عن العراق، وتوافقَ حزباهما الرئيسان على أن يشمل الاستفتاء كركوك المتنازع عليها.


إيلاف من أربيل: يعتزم حزب الإتحاد الوطني والحزب الديمقراطي الكردستاني، الحزبان الرئيسان في إقليم كردستان، تشكيل لجنة خاصة بعملية الاستفتاء الشعبي للإستقلال في سبتمر المقبل، وكيفية تفعيل المؤسسات التشريعية، على أن تشمل عملية الإستفتاء الشعبي المناطق المتنازع عليها، بما فيها مدينة كركوك متعددة الإثنيات والغنية بالنفط.

أعلن ملابختيار، مسؤول الهيئة العاملة للمكتب السياسي للإتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني، خلال ندوة حزبية في مدينة حلبجة، أن الحزبين الإتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني إتفقا في إجتماعاتهما الثنائية على آلية إجراء الإستفتاء الشعبي،&الذي&سيجري في سبتمر من العام الحالي، موضحًا أنه على الرغم من الخلافات السياسية والآيديولوجية بين الأحزاب الكردستانية، غير أن الجميع متفقون على تنظيم الإستفتاء الشعبي للإستقلال ومصرون عليه، مشيرًا إلى أن مباحثات الحزبين متواصلة لتفعيل عمل البرلمان الكردستاني بشكل يخدم عملية الاستفتاء والاستقلال ووحدة الصف الوطني.

تهدئة التوتر

وفي ما يتعلق بالمواقف الدولية إزاء القضية الكردية، أكد ملابختيار أن مواقف أغلب دول العالم سلبية حيال قيام الدولة الكردية، لكنها لن تعارض ولن تتخذ موقفًا عدوانيًا إزاء القضية الكردية.

أشار مسؤول الهيئة العاملة للمكتب السياسي للإتحاد الوطني إلى أهمية إيجاد حلول للمشكلات والأزمات في إقليم كردستان، بهدف تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين، معلنًا أن الحزبين سيرسلان وفدًا إلى بغداد لتهدئة الأجواء المتوترة مع الحكومة المركزية، بعد قرارات مجلس محافظة كركوك في ما يتعلق برفع العلم الكردستاني إلى جانب العلم العراقي فوق المباني والمؤسسات الحكومية في المدينة.

في المقابل، أعلنت الجهات التركمانية والعربية في كركوك عن معارضتها الشديدة لإجراء الإستفتاء الشعبي في المحافظة.

وقال أرشد الصالحي، رئيس الجبهة التركمانية، لـ"إيلاف"، إن الأحزاب الكردستانية تشكل وفدًا لزيارة الأطراف السياسية في كركوك لمناقشة إجراء الإستفتاء الشعبي في المحافظة، مضيفًا أن المسألة ليست رأي جهة سياسية معينة، "فهذه القضية الحساسة تمس العراق أولًا، ومن ثم مكونات المناطق المختلطة ثانيًا، من التركمان والكرد والعرب والأقليات الدينية".

وأكد الصالحي أن الأحزاب الكردستانية تحاول ما سمّاه "تصدير مشكلات الإقليم الإقتصادية والسياسية إلى كركوك، خصوصًا في ما يتعلق برواتب الموظفين التي لا تصرف لهم، والخلافات السياسية الداخيلة بين الاحزاب الكردية".

أزمات الإقليم إلى كركوك

قال أحمد حميد العبيدي، منسق اللقاء العربي المشترك في كركوك، في بيان صحافي، إن موضوع الاستفتاء غير قانوني، لأن الولاية على كركوك هي للسلطة الاتحادية وليست للإقليم حتى نجري الاستفتاء، مضيفًا أن الاستفتاء في كركوك يشرع بقانون من قبل مجلس النواب لا على مزاج الاحزاب السياسية، بل من طريق مشروع يقدم إلى مجلس النواب العراقي.

أوضح البيان أن لدى الاحزاب الكردستانية في كركوك هدفين: الأول، إجراء الاستفتاء الخاص باستقلال كردستان في كركوك والمناطق المتنازع عليها؛ والثاني، إجراء استفتاء لتحديد مصير كركوك كما ورد في المادة 140 من الدستور.

دعت الاحزاب الكردستانية في كركوك في بيان مشترك إلى إجراء الاستفتاء الخاص بإستقلال كردستان في كركوك مع ضرورة أخذ رأي العرب والتركمان في الحسبان، من خلال تشكيل لجان ووفود تبدأ بالحوار والزيارات إلى الأطراف التركمانية والعربية.