نصر المجالي: لاحظ مراقبون أن ردات فعل غاضبة صدرت من جهات قيادية في دولة الإمارات العربية المتحدة على قرار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بإعفاء صاحب النفوذ الأمني الأول في عدن وزير الدولة المثير للجدل هاني بن بريك وإحالته إلى التحقيق.&

وجاء إعفاء بن بريك في إطار تعديل وزاري أجراه الرئيس اليمني يوم الخميس شمل أربع حقائب في حكومة أحمد بن دغر، هي وزارات العدل والأشغال العامة والشؤون الاجتماعية وحقوق الإنسان.

وكان هادي أطاح في قرار سابق، بحاكم مدينة عدن، اللواء عيدروس الزبيدي، من منصبه وعين مستشاره عبد العزيز المفلحي بديلا عنه. كما عين أعضاء جددا في مجلس الشورى.&

ولوحظ أن هاني بن بريك لم يتناول قرار إطاحته على صفحاته الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتقول التقارير إن دولة الإمارات تشرف على إدارة محافظة عدن، في جنوب&اليمن، وكان هاني بن بريك، أحد أبرز المسؤولين اليمنيين الموالين لها، والذي أوكلت إليه قيادة قوات (الحزام الأمني)، التي تسيطر على العاصمة الموقتة، والمدعومة إماراتيا.

تغريدات

وفي إطار رد الفعل الإماراتي الغاضب، انتقد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، امس الجمعة، ضمنيا إعفاء "بن بريك" من منصبه، ونقلت وكالة أنباء (الأناضول) عن قرقاش قوله في تغريدة على حسابه بموقع تويتر "تعليقي على ما أراه: المشكلة الحقيقية هي في تغليب المصلحة الشخصية والأسرية والحزبية على مصلحة الوطن، وهو في مفصل حرج في معركته المصيرية"، في إشارة إلى قرار هادي.

أما علي النعيمي، مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، فقد وصف في تغريده عبر حسابه على تويتر، الوزير المقال بأنه "بطل المقاومة الحقيقي".&

وقال النعيمي "بطل المقاومة الحقيقي هاني بن بريك، ساحات المعارك تشهد له وميادين العز تفخر به، بينما كان غيره يقاتل عبر القنوات الفضائية ويتخندق في الفنادق"، في إشارة إلى حكومة الرئيس هادي.

الوزير المعزول هادي بن بريك&

&

الأقوى على الأرض

وتقول (الأناضول) في تقرير لها إنه فيما لم يصدر أي تعليق رسمي من الوزير المقال، على قرار إعفائه، نشر موقع "فرسان الإمارات"، المقرب من دائرة القرار في الإمارات، تصريحا منسوبا للرجل، يشير فيه الى أنه "الأقوى على الأرض".

وقال "بن بريك"، الذي يتواجد في أبوظبي في التصريح "لم نختر الحرب ونتمنى إنهاءها، فبإطالتها لا يستفيد إلا بائعو&الأوطان (..) نحن الأقوياء على الأرض ونريد إنهاء هذه الحرب رحمة بأناس لم يرحمهم أهلهم".

وباستثناء تصريحه بأنه "الأقوى على الأرض"، لم تصدر أي ردود فعل رسمية من "بن بريك"، تشير إلى رفضه قرار إقالته، رغم أن صفحته الرسمية على "تويتر" ما زالت حتى مساء الجمعة، تعرّفه بأنه "وزير الدولة ـ عضو مجلس الوزراء اليمني"، وذلك بعد مرور 24 ساعة على إعفائه.

ضاحي خلفان

وعلى هذا الصعيد، قال الفريق ضاحي خلفان نائب شرطة دبي، والمقرب من الشيخ محمد بن زايد، معلقا على إقالة عيدروس الزبيدي وهاني بن بريك: إن تغيير هادي ضرورة ملحة لأمن اليمن والمنطقة بأسرها".

وأضاف في تغريدات له على حسابه في توتير، قال خلفان: "اسمحوا لي بان اقول كلمة حق...شرعية اليمن أثارت الشمال قلنا معها حق..لكن ما رأيكم بإثارتها للجنوب!!& مستدركا :والله أن هادي لم يعد مقبولا شمالا وجنوبا".

وأضاف خلفان: "لا يجوز أن يعطل هادي المنطقة بأسرها لجهل فيه" مضيفا: أن: اليمن بحاجة الى قائد يجمع ولا يفرق".

محمد بن زايد وهادي بن بريك&

مخالفات

&وإلى ذلك، فإن موقع (يمن برس) الالكتروني رصد ما أسماها مخالفات الوزير المعزول التي كان اتخذها بن بريك مواجهاً ومتحدياً الحكومة الشرعية ومستغلاً الدعم الإماراتي .

&ويضيف الموقع: هاني بن بريك كان إضافة إلى أنه وزير دوله كان قائداً لقوات الحزام الأمني في محافظة عدن ، وكان المتحكم الوحيد بمداخل عدن، حتى أنه كان يرفض أوامر وزير الداخلية حسين عرب ورئيس الوزراء بن دغر، ووصل الأمر إلى تجاهل رئيس الجمهورية، كما عرف بدعواته& المتكرره إلى الإنفصال .

&كما لعب بن بريك دورا مثيرا في عدن، حيث قامت قواته المدعومة من الإمارات، بحملة اعتقالات واسعة لرجال دين ودعاة مناوئين له، فضلا عن حملة التهجير القسري لأبناء المحافظات الشمالية من عدن، في وقت سابق من العام الماضي.

تعارض

&ويتابع (يمن برس): كما أن قوات بن بريك " الحزام الأمني " ، كانت تتعارض مهمتها مع مهمة قوات الحماية الرئاسية وقيادة المنطقة العسكرية الرابعة ، والتي كان يعتبر بن بريك تلك القوات نداً له وفي مواجهته وأصبحت تسحب البساط من تحت أقدامه وهو ما جعل المناوشات والتوتر تسود بين القوتين خلال الفترة الماضية .

&ويخلص الموقع اليمني إلى القول: بالإضافة إلى أن محافظ عدن عيدروس الزبيدي ومدير الأمن شلال شائع وهاني بن بريك كانوا قد شكلوا قوه ثلاثية في عدن بعيداً عن الحكومة الشرعية والرئاسة وتوجهاتها ، حسب ما نقل موقع (اليوم برس) عن مصادر لم يسمها، حتى أنهم كانوا يحرضون المواطنين على عدم الاستماع لقرارات وتوجيهات الحكومة، بالإضافة إلى عرقلة&قيادات وجرحى المقاومة من بعض المحافظات وخاصة الشمالية من الدخول إلى عدن.

&