اعتبر قيادي إيراني معارض مناظرة المرشحين الستة للانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة فضيحة كشفت عمق الصراع على السلطة. وقال إنهم التزموا بوصايا خامنئي في عدم كشف أسرار توجهات النظام، موضحًا أن مقتحمي سفارة السعودية في طهران مدعومون من بعض المرشحين وناشطون في الحملات الانتخابية لهم.&

إيلاف: قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية محمد محدثين،&في تصريح صحافي لـ"إيلاف"، من مقره في باريس الأحد، إن أول مناظرة لمرشحي الانتخابات الرئاسية الإيرانية الجمعة الماضي شكلت مسرحية من المأزق والإفلاس الذي أصاب النظام الإيراني، و"كشفت عن عمق الصراع على السلطة بين الذئاب المسعورة، التي كل منها يفترس الآخر من أجل الحصول على حصة أكبر من السلطة والنهب".&

المرشحون التزموا بمحظورات خامنئي
وأشار محدثين إلى أن المشاركين قد التزموا بعدم الكشف عن أسرار النظام، وخاصة حظر الإشارة إلى مجزرة إعدام 30 ألفًا من السجناء السياسيين في عام 1988، وإلى الاختلاسات النجومية والسرقات والنفقات الضخمة في سوريا واستخدام الثروات وإيرادات المراقد المقدسة في تصدير الإرهاب، وحيث تشترك مصالح كل أجنحة النظام في ذلك. وقال إن احتدام المواجهة بلغ حدًا، حيث انكشف بعض جرائم نظام طهران.

وأوضح أن هذه المناظرة أبرزت ثلاث حقائق: أولى هذه الحقائق أن أيًا من المرشحين لا يختلف في أدنى شك عن السياسات والخطوط المرسومة من قبل خامنئي، لاسيما بخصوص المحاور الثلاثة، أي القمع وإثارة الفتن والحروب وتصدير الإرهاب والمشاريع النووية، حيث يتفقون عليها جميعًا.&

المرشحون الستة للانتخابات الإيرانية

أضاف محمدين أن المناظرة كشفت أن المجتمع الإيراني يعيش حالة التفجر، فما عدا مزيد من النهب، فإن رحى هذا الصراع على السلطة تدور حول كيفية إنقاذ النظام من السقوط على أيدي الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية. وقد أوضحت أن أيًا من أجنحة النظام، لا يمتلك مشروعًا وحلًا لمشكلات البلد، وهذا أمر طبيعي، لأن كل مشكلات إيران ناجمة من وجود نظام ولاية الفقيه الفاسد، وطالما أن هذا النظام قائم، فهذه المشكلات تتصاعد.&

مهاجمو سفارة السعودية ناشطون في الحملات الانتخابية
وأوضح محدثين أن الملا علم الهدى ممثل خامنئي في مدينة مشهد قد قال قبل ساعة من المناظرة في صلاة الجمعة: "نحن نعيش على حافة السيف، حيث جانب منه السقوط... إنهم يريدون أن لا نكون موجودين... هؤلاء يريدون الإطاحة بالثورة.. ليأتوا بالقوة ليطيحوا بالثورة، فهذا أفضل من أن يغيّروا جوهر ثورتنا".
&
وزاد محدثين أن مناظرة مرشحي الانتخابات الرئاسية الإيرانية كشفت عن أن 16 مليون إيراني، أي 20 بالمئة من المواطنين، يسكنون في عشوائيات المدن، وهم محرومون من أبسط مقومات العيش.. وأن أولئك الذين اقتحموا سفارة المملكة العربية السعودية في طهران في العام الماضي هم مدعومون من بعض المرشحين، وهم ناشطون في الحملات الانتخابية لهم.&

توسع الشرخ الطبقي
وأضاف أن المناظرة أكدت كذلك أن الشرخ الطبقي خلال السنوات الأربع الماضية توسّع بنسبة 7 نقاط، وأن غالبية الثروة محتكرة بيد 4 بالمئة من سكان البلد، و96 بالمئة الباقون محرومون من أبسط الإمكانيات.&

وأشار إلى أنه بينما ملايين الناس لا يمتلكون سكنًا فهناك 3 ملايين سكن فارغ يتعلق بهؤلاء الـ4 بالمئة. وأوضح أن المنظومة المصرفية منحت قرضًا في العام الماضي بمبلغ 530 ألف مليار تومان حصل عليها في الأساس هؤلاء النخبة (4 بالمئة)، فيما يعيش عدد كبير من المواطنين بمبلغ 45 ألف تومان في الشهر من الدعم (أقل من 12 دولاراً)، حيث قوتهم الشرائية هي أقل مما كانت عليه قبل 4 سنوات بنسبة 3 مرات.&

وقال إن هناك في إيران 11 مليون شاب من دون سكن ينتظرون الزواج، وأكثر من 10 ملايين من النسمة هم أميون لا يعرفون القراءة والكتابة على الإطلاق.&

وأوضح أن جهانغيري نائب الرئيس الإيراني حسن روحاني قد أكد أن النخبة (4 بالمئة) أكثرهم من جناح خامنئي، ووصف بابك زنجاني، الذي اختلس أكثر من 3.8 مليارات دولار بأنه من جناح خامنئي، ورد عليه قاليباف في المقابل أن المدعو زنجاني قد منح مساعدة مالية لحملة روحاني الانتخابية، وتلقى شهادة شكر وتقدير منه.

لا توقعات بإصلاحات سياسية
ومن المقرر أن تنطلق الانتخابات الرئاسية في إيران في 19 مايو المقبل، والتي يتنافس فيها الرئيس الحالي حسن روحاني للفوز بولاية ثانية. ويُنظر إلى هذه الانتخابات على أنها حاسمة لتحديد الاتجاه الذي ستسير فيه إيران. &

وإيران لاعب رئيس في منطقة الشرق الأوسط. وبسبب برنامجها النووي ودعمها للحكومتين، اللتين يقودهما الشيعة في العراق وسوريا، فإن القوى العالمية تنظر إلى طهران باعتبارها جزءًا من المشكلة والحل لمشاكل المنطقة في آن واحد.&

ويمكن أن يتأثر كل هذا بشخصية الرئيس المقبل لإيران، إذ إن السياسة&الداخلية الإيرانية هي في الأساس صراع بين جناحي المحافظين والإصلاحيين/المعتدلين، لكن نتائج الانتخابات لن تغيّر من الأمر كثيرًا، لأن السلطة الأساسية هي في يد المرشد الأعلى للبلاد آية الله علي خامنئي. &

ومن المستبعد أيضًا أن تشهد إيران إصلاحات سياسية بغضّ النظر عمّن سيفوز بالانتخابات الرئاسية المقبلة، لأن هذه الإصلاحات ستعوقها المؤسسات الحاكمة الموجودة في أيدي المحافظين، ومن بينها سلك القضاء والجهاز الأمني. لذا لا ينبغي الرهان على حدوث أي تحسن في مجالات حقوق الإنسان، وحرية التعبير، والتجمع السياسي، والإعلام.&
.&


&