بهية مارديني: أعلنت الأمم المتحدة، اليوم الإثنين، في بيان، أن الموفد الخاص للمنظمة الدولية في سوريا ستافان دي ميستورا، سيشارك هذا الأسبوع في كازاخستان في محادثات مع ممثلين عن روسيا وتركيا وإيران بشأن وقف لإطلاق النار في سوريا.
&
ويتوجه دي ميستورا، الأربعاء والخميس القادمين، إلى الأستانة للمشاركة في اجتماعات يفترض أن تفتح المجال أمام جولة جديدة من المفاوضات تحت إشراف الأمم المتحدة في جنيف خلال الشهر الحالي، بحسب وكالة "فرانس برس".

يأتي ذلك بعد أن قدمت روسيا مقترحًا لإنشاء 4 مناطق "تخفيف التصعيد" في سوريا، تضمن تشكيل مجموعة عمل مشتركة بين ممثلي الدول الضامنة لوضع خرائط لحدود هذه المناطق واتخاذ التدابير الضرورية لطرد مقاتلي تنظيمي "جبهة النصرة" و"داعش" من هذه المناطق.

مبادرة روسية جديدة

ونص المقترح الروسي، الذي نشرته وكالة "سبوتنيك" على "إنشاء المناطق الأربع&في إدلب، وشمال حمص، والغوطة الشرقية، وجنوب سوريا".

ونص&المقترح الذي جاء تحت عنوان "الاقتراحات من جانب روسيا الاتحادية حول إنشاء مناطق تخفيف التصعيد على أراضي الجمهورية العربية السورية"، على "إرسال وحدات عسكرية للدول الضامنة للاتفاق من أجل الإشراف على نظام وقف إطلاق النار".

وتضمن نص المقترح "إرسال وحدات عسكرية للدول الضامنة للاتفاق للإشراف على نظام وقف إطلاق النار"، و"إنشاء خطوط فاصلة على حدود المناطق الأربع، ووضع حواجز لتأمين المساعدات الإنسانية".

وأضافت أن المقترح يشمل "إقامة خطوط فاصلة على حدود المناطق الأربع، ووضع حواجز مرور للمدنيين دون سلاح، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، وتلبية الاحتياجات التجارية وغيرها مما يحتاجه المواطنون السوريون، علاوة على تأمين مراكز المراقبة لرصد الالتزام بنظام وقف القتال".

ونصّ المقترح الروسي على "خلق الدول الضامنة للظروف الملائمة لتأمين عودة النازحين في الداخل السوري، واستعادة منشآت البنية التحتية وإعادة إمدادات المياه، وغيرها من المستلزمات الحياتية للسكان" داخل المناطق الأربع.

المواقف الدولية تتغيّر

إلى ذلك، اعتبر المحلل السياسي والاعلامي السوري جوني عبو أن هناك تغييرات في مواقف الأطراف الدولية في الأشهر الأخيرة بقيادة الولايات المتحدة الاميركية من خلال تحالفاتها المستجدة مع الكبار مثل الصين والاتحاد الاوروبي.

وقال في تصريحات لـ"إيلاف" إن واشنطن لديها "أولويات مثل الملف الكوري والعلاقة مع الصين وإصلاح الناتو والتأكيد على العلاقات التاريخية مع مجلس التعاون الخليجي في مواجهة التوسع الايراني في سوريا&واليمن والعراق".

في هذا الاطار، رأى في لقاء الأستانة للفصائل المسلحة مع النظام، اتفاقاً من "ضمن اتفاقات بين موسكو وواشنطن على دفع الأطراف السورية للانخراط في حل سياسي ذلك أن واشنطن قالت مؤخرًا إنها تريد وضع قرارات مجلس الأمن الدولي موضع التنفيذ ما يعني بضع سنوات كمرحلة انتقالية لا يكون في نهايتها مكان لبشار الأسد على رأس السلطة في دمشق، لاسيما أن السلطة في دمشق باتت مدركة أن خيارها الاحتماء بحزب الله وإيران لم يعد كما كان سابقًا".

وراى أن المعادلة الجديدة تعود لمقولة "الحل السياسي وهي مشاركة بين الأطراف السورية مع التغيير في رأس السلطة وفق قرارات الأمم المتحدة، لذلك عندما خرج الأسد وقال للرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل دخوله البيت الابيض بأيام انه باقٍ في منصبه حتى عام 2021 كان هناك ما يشبه موافقة ضمنية من عواصم القرار، وهذا الموقف كان بخلاف المستجدات اللاحقة".

مرحلة جديدة

وأكد عبو "أن أستانة اليوم وكذلك جنيف المتلاحقة هي مسارات ومحاولات الانخراط في مرحلة جديدة لما بعد توقف الحرب في سوريا،&خاصة أننا نشهد تواجدًا عسكريًا ميدانيًا مكثفًا على الأراضي السورية لكل القوى الاقليمية والدولية المؤثرة في الوضع السوري".

وأردف أن النشاط العسكري اليوم لم يحسم المعارك بأدوات داخلية وخارجية، لذلك فقد حضرت الجيوش النظامية لتقاسم النفوذ الى الأستانة" ولا سيما السلطة المسنودة من طهران وموسكو تذهب في محاولة للمشاركة في كعكة التقاسم في وضع بات يمزقه عبء&خطير&على محيط سوريا والعلاقات الدولية لأن العالم اقتنع على ما يبدو أن الارهاب عملة وحدة لوجهين&هما الدكتاتور والتطرف، الفرق بينهما المظهر الخارجي والشعارات".

وأكدت مصادر رسمية سورية أن النظام أرسل وفداً يترأسه بشار الجعفري إلى العاصمة الكازاخستانية للمشاركة في جولةٍ جديدةٍ من المفاوضات التي تبدأ يوم الأربعاء وتختتم الخميس القادم في حين يستعدّ وفد المعارضة للذهاب.

ومن المفترض أن وفد فصائل المعارضة السورية المسلحة توجه الاثنين إلى أستانة للمشاركة في الجولة الرابعة، التي ستتم&خلالها مناقشة ورقة روسية قدمت تحت عنوان “اقتراحات حول إنشاء مناطق تخفيف التصعيد على أراضي الجمهورية العربية السورية”، رغم أنه لم يشارك في الجولة الثالثة.

وكانت هذه الورقة قد طرحت في اجتماع تحضيري سابق في طهران، وتقترح إنشاء أربع مناطق تخفيف للتصعيد في محافظة إدلب وشمال حمص والغوطة الشرقية وجنوب سوريا.

وإلى جانب منع استخدام أي نوع من الأسلحة في هذه المناطق، طرحت ضرورة أن تساعد قوى المعارضة في طرد تشكيلات تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة من مناطق تخفيف التصعيد.