بعد موجة وباء الكوليرا التي انتشرت في عدد من محافظات جنوب اليمن، ومن ضمنها مدينة عدن في العام الماضي، تشهد مدينة صنعاء وعدد من محافظات الشمال هذه الأيام موجة ثانية من الكوليرا.

«إيلاف» من عدن: كانت منظمة «أطباء بلا حدود» قد حذرت من تفاقم الوضع الصحي في اليمن، وكشفت عن تسجيل المئات من حالات الإصابة بمرض الكوليرا في عدد من أنحاء البلاد.

حيث تُوفي ثلاثة أشخاص في مطلع الأسبوع الجاري، بعد إصابتهم بالوباء، ليرتفع عدد الوفيات إلى عشر حالات خلال الشهر الجاري، فيما سجّلت 200 حالة إصابة في العاصمة اليمنية صنعاء، بحسب ما أفاد مسؤول في وزارة الصحة.

وأفاد &تقرير رسمي صادر أخيرًا من وزارة الصحة، أنه وخلال الفترة من 6 إلى 12 مارس من العام الجاري جرى إبلاغ الوزارة عن 88 حالة جديدة يشتبه في إصابتها بالكوليرا، إضافة إلى حالتي وفاة، وكان معظم تلك الحالات من محافظات حجة والبيضاء وصنعاء.

حزمة إجراءات&
أكد وكيل وزارة الصحة والسكان في الحكومة اليمنية علي الوليدي ظهور عدد من حالات الإسهال المائي الحاد المشتبه في أنه أعراض كوليرا في عدد من المحافظات، كالعاصمة السابقة صنعاء والمحويت وحجة وذمار والجوف، إضافة إلى ظهور حالات &في عدد من اللاجئين الأفارقة في عدن.

استعرض &لوليدي في تصريح خاص لـ «إيلاف» الإجراءات المتخذة من قبل وزارته لمكافحة الكوليرا قائلًا: "بالنسبة إلى الإسهالات المائية الحادة نحن في وزارة الصحة قمنا بإنشاء غرف عمليات في المحافظات وغرفة عمليات مركزية في العاصمة عدن برئاستي، وكذلك فتحنا مراكز لاستقبال الحالات في المحافظات المستهدفة، ووزعنا الأدوية والمستلزمات الطبية، وقمنا بتوزيع المحاليل على المختبرات المركزية".

وأوضح أن الجهود التي تقوم بها السلطات الصحية في اليمن للحدّ من انتشار الكوليرا، ومعالجة المصابين بها، تتم بالتعاون مع بعض الشركاء الدوليين، كمنظمة الصحة العالمية واليونيسيف، مشيرًا إلى أن التواصل مع تلك المنظمات مستمر في ظل الإيجابية التي تتعامل بها مع الشعب اليمني.

الموجة الثانية&
في الأثناء، كشف وزير الصحة في حكومة صنعاء غير المعترف بها دوليًا محمد بن حفيظ، عن ارتفاع كبير في عدد الحالات المشتبه في إصابتها بمرض الكوليرا، في الموجة الثانية من هذا الوباء، التي اجتاحت أخيرًا العاصمة وعددًا من المحافظات اليمنية.

وبحسب وكالة أنباء سبأ اليمنية في نسختها الناطقة باسم الحوثيين، قال بن حفيظ، إن إجمالي الحالات المشتبه في إصابتها بالكوليرا وصل عددها حتى يوم أمس السبت إلى (1681) حالة، توزعت ما بين محافظات صنعاء، إب، حجة، ذمار، عمران، الضالع، تعز، ريمة، البيضاء، الجوف، المحويت والحديدة.

ولفت بن حفيظ إلى أن مواجهة الموجة الثانية لهذا الوباء، تستدعي التعاون والتنسيق بين كل الوزارات والجهات المعنية وذات العلاقة على المستويين المركزي والمحلي، لرفع مستوى الجاهزية، وخاصة الطوارئ، وأخذ الاحتياطات اللازمة لمنع انتشار المرض.

تفشٍ سريع&
في سياق متصل، كشف المتحدث باسم وزارة الصحة الخاضعة لسلطة الأمر الواقع في صنعاء عبدالحكيم الكحلاني عن وفاة عشر حالات مصابة بوباء الكوليرا في صنعاء، محذرًا من أن الوباء ينتشر بسرعة، وأن المصابين به في ازدياد.

ولفت كحلاني في بيان صحافي إلى أنه تم تخصيص ثلاثة مستشفيات، وهي 22 مايو والجمهوري وازال لإسعاف المصابين بالكوليرا، مناشدًا وزارة المياه توفير مادة الكلور.

وقال إن وزارة المالية خصصت بندًا للطوارئ لمواجهة وباء الكوليرا، وإن الوزارة في مواجهة ثانية لوباء الكوليرا بعد الأولى التي كانت في أواخر العام الماضي.

تدخل أممي&
وكانت منظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة، قد قدمت شحنة من المساعدات الطبية الطارئة، لمواجهة وباء الكوليرا المنتشر في العاصمة صنعاء وعدد من محافظات الجمهورية.

وأوضحت المنظمة في بلاغ صحافي أنها قدمت سبعة أطنان من الإمدادات العلاجية السريعة، تكفي لمعالجة 2000 حالة إصابة متوسطة وحادة بالكوليرا في صنعاء.

يذكر أن العاصمة اليمنية الموقتة عدن، قد شهدت في شهر أكتوبر من العام الماضي موجة انتشار الكوليرا، حتى إن السلطات المحلية في عدن والمحافظات المجاورة أعلنت حينها حالة الطوارئ لمواجهة انتشار الكوليرا بعد تسجيل المستشفيات عددًا من حالات الوفاة بهذا المرض، وأغلقت جميع مدارس عدن أبوابها أمام طلابها، وأوقفت العملية التعليمية بشكل كامل، في إطار &الإجراءات الاحترازية التي وجّهت بها وزارة التربية والتعليم إزاء تفشي وباء الكوليرا.
&