احتدمت المعارك في اليمن خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية على جبهات عديدة، بين قوات الحكومة الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، وجماعة الحوثي المسنودة من قوات مازالت موالية لعلي عبدالله صالح.


جمال شنيتر من عدن: تحتدم المعارك العنيفة وتشتد ضراوة على اكثر من جبهة من جبهات القتال بين طرفي الحرب اليمنية، وهما قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية الموالية لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، وعناصر الميليشيات المتمثلة في تحالف جماعة الحوثي الشيعية وقوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح.

وخلال الاربع والعشرين ساعية الماضية، رصدت "إيلاف" احتدامًا للمعارك في اكثر من محافظة يمنية، كان اهمها محافظات تعز وشبوة والبيضاء والضالع.

تحرير مواقع عسكرية في تعز

استعادت قوات الجيش الوطني اليمني عددًا من المواقع العسكرية الهامة في محافظة تعز خلال الاربع والعشرين &ساعة الماضية.

وقال النقيب محمود الشميري، وهو من القادة الميدانيين في محور تعز العسكري، في تصريح لـ"إيلاف"، إن قوات الجيش "دحرت ميليشيات الحوثي من مدرسة خالد بن الوليد وجبل القرون وقرية الميهل والمسيال، &بعد معارك شرسة استمرت عدة ساعات وخلفت قتلى وجرحى في صفوف الانقلابيين".

وأضاف القائد الميداني أنّ "عناصر الميليشيات مازالت مسيطرة على مناطق أخرى في نفس الجبهة، الا ان افراد الجيش الوطني مصممون على دحرها وهزيمتها"، مشيرًا الى ان عناصر الحوثي وصالح تحتمي بالقرويين العزل في بعض القرى والبلدات، وهو ما يعرقل ويؤخر الجيش الوطني في تحرير بقية المناطق، على حدّ تعبيره.

في الاثناء، قصفت جماعة الحوثي بمدفعية الهوزر مستشفى ومسجدًا شرق مدينة تعز، مما أدى إلى تدمير أجزاء منه وتضرره بشكل كبير، دون سقوط قتلى أو جرحى.

عمليات للمقاومة في بيحان

إلى ذلك، اكدت مصادر في المقاومة الشعبية في مديرية بيحان بمحافظة شبوة مقتل القيادي في مليشيات الحوثي في جبهة بيحان المدعو شرف علي جاهم (ابوجهاد)، &واثنين من مرافقيه في الاشتباكات العنيفة التي نشبت &بين الجيش الوطني والمقاومة من جهة،&وقوات الحوثي من جهة اخرى في منطقة طوال السادة غرب مديرية عسيلان.

وكشف الاعلامي صالح البيحاني لـ"إيلاف" عن اصابة خالد الجحف نجل القيادي في مقاومة وادي بيحان الشيخ صالح علوي الجحف الحارثي، وذلك &في &جبهة طوال الساده غرب عسيلان، والتي شهدت اشتباكات متقطعة&وتبادلاً للقصف المدفعي بين طرفي القتال يوم الأحد.

في سياق متصل بالجبهة ذاتها، نفذت المقاومة الشعبية في مديرية بيحان فجر الاثنين عملية مباغتة &اسفرت عن مقتل خمسة من مليشيات الحوثي وصالح واصابة آخرين.

وافاد ناطق بأن "رجال المقاومة باغتوا سيارة عسكرية كانت تقل مجموعة من عناصر الميليشيات، وباشروا باطلاق النار عليهم، مما ادى الى اشتعالها واحتراقها بالكامل ومقتل خمسة من افرادها واصابة ثلاثة آخرين".

يذكر ان مليشيات الحوثي وصالح تسيطران على مديرية العلياء بيحان واجزاء من مديرية عسيلان منذ نحو عامين.

استهداف للمدنيين في زاهر البيضاء

استهدفت ميليشيات الحوثي وصالح بالقصف المدفعي قرى سكنية في مديرية الزاهر بمحافظة البيضاء وسط اليمن.

وقال الناطق الرسمي لمقاومة الزاهر آل حميقان طحطوح الحميقاني إن "قصفًا مدفعيًا وعشوائيًا شنته المليشيا الانقلابية خلال اليومين الماضيين استهدف مساكن المواطنين في منطقة الغول بمديرية الزاهر".

واوضح &الحميقاني في تصريح لـ"إيلاف"، أنّ "اشتباكات عنيفة اندلعت بين رجال المقاومة&من جهة والمليشيات الانقلابية من جهة أخرى، مما جعل الميليشيا تتقهقر للوراء"، مشيرًا إلى أنّ الميليشيا ردت على تراجعها &بالقصف العشوائي بقذائف الهاون على المنازل، وبالتحديد على منطقة الغول والعريبة وعلى منطقة لجردي والقوعة وبعض الاودية، مضيفًا ان القصف العشوائي افضى الى حدوث دمار في الممتلكات العامة والخاصة، وهلع وخوف في صفوف القرويين العزل، ولاسيما النساء والاطفال.

واكد ناطق مقاومة الزاهر بمحافظة البيضاء أنّ "هذه الاعمال الوحشية التي تقوم بها الميليشيات الانقلابية بحق القرويين العزل ليست الاولى من نوعها"، لافتًا الى ان "الميليشيات دأبت اكثر من مرة على القصف العشوائي بقذائف المدفعية والدبابات وصواريخ الكاتيوشا، مستهدفة قرى سكنية انتقامًا من البطولات التي تحققها المقاومة الشعبية في المنطقة".

وحمل الحميقاني المليشيات مسؤولية ما يعانيه القرويون العزل من جراء اعمالهم الوحشية، التي أدّت إلى نزوح الاسر من مساكنها، وسقوط عدد من المدنيين، بينهم اطفال ونساء، قتلى وجرحى، وتدمير منازلهم ومزارعهم.

الضالع... تضارب الانباء

في محافظة الضالع استمرت المعارك العنيفة في مديرية جبن، وسط تضارب الانباء عن نتائج تلك المعارك.

ونقلت وسائل اعلامية تابعة للحكومة الشرعية أنّ المقاومة الشعبية "تمكنت من دحر مليشيات الحوثي من عزلة الربيعتين بالكامل، والتي كانت تحت سيطرتهم منذ أغسطس 2015".

وأضافت بأنّ "ثلاثة من عناصر المليشيا الانقلابية لقوا حتفهم، بينهم قائد مدفعية الانقلابيين بمديرية دمت شمال الضالع، جراء قصف مدفعية الجيش الوطني لمواقعهم".

على النقيض من ذلك، نقلت وسائل اعلامية موالية للمتمردين الحوثيين عن مصدر عسكري قوله إنّ "مديرية جبن بمحافظة الضالع اصبحت في قبضة ما يسمى (اللجان الشعبية الحوثية)، بعد ان شنوا هجومًا واسعًا على آخر معاقل قوات الحكومة الشرعية".

ولم يتسنَّ لـ"إيلاف" الحصول على معلومات من مصادر خاصة او مستقلة، للتأكد من نتائج ما يدور في تلك المحافظة التي تشكل التقاء مناطق شمال اليمن بجنوبه، الا ان وسائل اعلام طرفي الحرب اتفقت على احتدام وضراوة المعارك بينهما واستمرارها.