تناقلت وسائل الإعلام نبأ تفكير الحكومة الالمانية بنقل طائراتها العسكرية ونحو 250 عسكريا من قاعدة انجرليك الجوية التركية بعد رفض السلطات التركية السماح لوفد برلماني الماني بتفقد الوحدة الالمانية هناك احتجاجا على منح المانيا حق اللجوء لعشرات الضباط الاتراك الذين كانوا يخدمون في مقر الحلف الاطلسي في اعقاب الانقلاب الفاشل اواسط العام الماضي.

وتستخدم القاعدة بشكل رئيسي القوتان الجويتان التركية والأمريكية، ولكنها تستخدم ايضا من قبل القوة الجوية الملكية البريطانية وقوات جوية من دول أخرى منها السعودية.

وقاعدة انجرليك الجوية هي مقر السرب العاشر التابع لقيادة القوة الجوية التركية الثانية، كما هي مقر للسرب الـ 39 للقوة الجوية الأمريكية.

و تتكرر الدعوات والمطالبات عبر بعض وسائل الاعلام المقربة من الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بمنع القوات الامريكية من استخدام انجرليك في الحرب على ما يسمى بتنظيم "الدولة الاسلامية" كلما توترت علاقات البلدين.

تقع قاعدة انجرليك الجوية قرب قرية تركية تحمل ذات الاسم قرب مدينة أضنة جنوبي تركيا، وتبلغ مساحتها نحو 1335 هكتارا وهي قاعدة تابعة لحلف شمالي الاطلسي الى جانب قاعدة ازمير الجوية.

وتبعد القاعدة نحو 10 كيلومترات عن مركز مدينة أضنة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 1,7 مليون نسمة وعلى بعد 32 كيلومترا عن ساحل البحر المتوسط..

ويوجد في القاعدة بضعة الاف من العسكريين اغلبهم امريكيون، اضافة الى المئات من افراد القوات الجوية التركية والبريطانية والالمانية والسعودية.

وللقاعدة التي بدأت الولايات المتحدة بالعمل في بنائها في ذروة الحرب الباردة عام 1951 مدرج واحد يبلغ طوله 3,048 مترا اضافة الى نحو 57 حظيرة للطائرات.

ولعبت القاعدة دورا محوريا وكبيرا خلال الحرب الباردة اذ كانت طائرات التجسس الامريكية تنطلق منها لتحلق فوق اجواء الاتحاد السوفييتي السابق، وكانت تضم 150 رأسا نوويا نشرتها الولايات المتحدة في القاعدة فيما تتحدث تقارير عن تخزين 50 رأسا نوويا في القاعدة حاليا.

كما لعبت القاعدة دورا اساسيا في الجهد العسكري الامريكي في الشرق الاوسط منذ اواسط القرن الماضي حتى الان، ابتداءا من لبنان حتى الحرب الحالية على تنظيم ما يعرف بالدولة الاسلامية.

ورفضت تركيا استخدام القاعدة في الحرب على التنظيم من قبل الولايات المتحدة، مما اجبر الجيش الامريكي على اللجوء الى استخدام قواعده في دول الخليج او حاملات الطائرات وهذا ما كان يحد من قدرة الطيران على تقديم الدعم الجوي المباشر للقوات التي تقاتل التنظيم في العراق وسوريا.

وبعد مفاوضات ومساومات طويلة بين انقرة وواشنطن وبعد شن التنظيم هجمات دامية داخل تركيا وافقت انقرة اواسط 2015 على السماح للطائرات الامريكية المقاتلة بالانطلاق من هذه القاعدة التي لا تبعد كثيرا عن ساحة المعركة في سوريا لشن ضربات على مواقع التنظيم وتقديم الدعم الجوي لقوات "سوريا الديمقراطية" المدعومة امريكيا.