«إيلاف» من دبي: نفت وزارة الطاقة الإماراتية في بيان رسمي صحة الأخبار المتداولة عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" عن فكرة إحضار جبل جليدي، أو استيراد المياه عبر خط أنابيب من دولة أخرى.

وقالت الوزارة إنه "باعتبارها الجهة المسؤولة عن شؤون المياه، تؤكد أنه لا صحة لمثل هذه الأخبار وإنها مجرد إشاعات".

وأكد البيان أن "وزارة الطاقة وبالتعاون مع الجهات الاتحادية والمحلية بشؤون المياه في مرحلة مراجعة مسودة نهائية لاستراتيجية الأمن المائي للإمارات".

وبهذا البيان تكون وزارة الطاقة قد أنهت الجدل الكبير المثار بشأن الموضوع على مواقع التواصل الاجتماعي، وأغلقت تمامًا أي حديث حول حقيقة جبل الجليد أو أي مشروع مشابه.

نقل كتل جليدية من القطب الجنوبي يزيد من كمية الامطار في الإمارات

&

وجهتا نظر متعارضتان

وكانت أنباء صحفية تداولتها منصات التواصل الاجتماعي، أشارت إلى نية الإمارات نقل كتل جليدية من القطب الجنوبي إلى ساحل إمارة الفجيرة، مطلع عام 2018، من أجل تحسين المناخ وزيادة كميات الأمطار والمخزون المائي، وجلب ملايين الليترات من الماء العذب.

وكانت الأنباء والتصريحات والرؤى قد تضاربت&في الإمارات مؤخرًا حول مدى الجدوى من نقل جبل جليد أو أكثر&إلى سواحل&إمارة الفجيرة من أجل تحسبن المناخ الإماراتي وزيادة كميات الأمطار والمخزون المائي وجلب ملايين الليترات من&الماء العذب إلى الدولة. البعض يقول إن هذا المشروع لا جدوى حقيقية منه، ولن يساهم في تحسين مناخ الإمارات، وأن تكلفته ستكون ضخمة مقارنة بفائدة محدودة جدًا قد تعود منه. فيما أكد&آخرون أن المشروع جيد وسيساهم في تحسين المناخ وتوفير المياه العذبة وسيعمّ الخير على الدولة، وأصبح مغردو وسائل التواصل الاجتماعي حائرين&بين وجهتي النظر المتعارضتين.

وكانت&وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي قد عجت&مؤخرًا بأخبار&وفيديوهات حول مشروع يعتزم مهندس إماراتي يدعى عبدالله الشحي&تنفيذه بالتعاون مع مهندس فرنسي يمتلك&شركة فرنسية&خاصة بنقل جبلين جليديين من القطب الجنوبي إلى سواحل إمارة الفجيرة مما يوفر نحو 20 مليار لتر من الماء العذب للشرب، ويلبي الاحتياج الأكبر من وسائل الحياة لأكثر من مليون إماراتي طوال 5 سنوات على الأقل، بالإضافة إلى توفير مبالغ مالية كبيرة يتم انفاقها على شراء مياه معدنية مستوردة.

مطر غزير على مدار العام

وقال&صاحب المشروع المهندس الإماراتي عبدالله الشحي، إن&هذا المشروع سيغيّر المناخ بشكل جذري، حيث أن دخول هذه الكتلة الجليدية إلى وسطٍ عالي الرطوبة حول بحر العرب، سيكثّف بخار الماء&ويحدث منخفضاً جوياً يجذب الغيوم الهائمة من البحر نحو مركزها، فتثقل وتمطر غزيراً على مدار العام.

وتابع أنه&بإمكانه ومهندس فرنسي الشروع في عملية&نقل جبل جليدي عملاق مسافة 9200 كيلومتر من القطب الجنوبي عبر المحيط الهندي، ثم تقطره إلى سواحل إمارة الفجيرة عند بحر العرب، وخلالها قد يذوب ثلثه، إلا أن الباقي يمد الإمارات&بكنز كبير&أكثر من 20 مليار لتر من ماء عذب للشرب، تلبي الاحتياج الأكبر من وسائل الحياة لأكثر من مليون إماراتي طوال 5 سنوات على الأقل، ما سيوفر دولارات بالملايين ينفقونها على شراء مياه معدنية مستوردة، على حسب قوله.

&أكبر حجم كتلة جليدية يمكن نقلها يكون طولها 2 كلم وعرضها من 400 إلى 500 متر

لماذا الفجيرة؟...&

وأضاف أن&المهندس الفرنسي جورج موجان&يؤكد أن باستطاعته تحقيق ما يبدو صعباً، عبر شركة تملك ما يلزم، أسسها قبل 45 سنة، وسماها Iceberg Transport International لنقل كتل وجبال جليدية عبر القارات، ولديه واحد جاهز للنقل، يبلغ&طوله أكثر من 3 كيلومترات، وسمكه الغارق تحت الماء 300 متر، وهو بعيد 1920 كيلومترًا&عن الساحل الشمالي للقطب الجنوبي، ولا يلزم إلا سحبه من مكانه إلى حيث الفجيرة، باعتبارها الإمارة الوحيدة عند بحر العرب، ليرسو بعيداً 24 كيلومتراً عن ساحلها، ثم استنزاف ما فيه من خيرات.

وأفاد الشحي أنه وفقا للدراسات&التقنية من الممكن&نقل جبلين جاهزين حاليًا، وأن أول جبل جليدي&سيتم جره بسفن مخصصة في الربع الأول من 2019 إلى سواحل أستراليا، ومنها إلى الفجيرة، وأن دخول هذه الكتلة الجليدية إلى وسطٍ عالي الرطوبة حول بحر العرب، سيكثّف بخار الماء، ويحدث منخفضاً جوياً يجذب الغيوم الهائمة من البحر نحو مركزها فتثقل وتمطر غزيراً على مدار العام.

تحويل الصحراء إلى مروج خضراء

وأكد الشحي&أن "وجود الجبال الجليدية على سواحل الفجيرة سيشكل عامل جذب سياحيًا كبيرًا، وسيلعب دورًا&هامًا&في تحويل صحراء الإمارات إلى مروج في مدة لن تتجاوز 10 سنوات فقط،&وهو ما كانت عليه شبه الجزيرة العربية كلها قبل ملايين السنوات، غنية بغابات خضراء ريانة&تمدها بأسباب وأشكال الحياة الطبيعية إلى أن تغيّر حالها المناخي والبيئي على الأرض بسبب ظواهر التصحر والجفاف عبر الزمن، بحيث لم تعد سماء الإمارات تمطر أكثر من 78 ملم في العام".

تأثير محدود لا يزيد عن 2 كلم

وفِي المقابل، قالت&هيئة البيئة في&أبوظبي إن&مشروع نقل جبلين جليديين من القطب الجنوبي إلى سواحل إمارة الفجيرة، لتحسين المناخ الإماراتي وزيادة كميات الأمطار والمخزون المائي، والذي اعلنت عنه شركة إماراتية بالتعاون مع شركة فرنسية، مجرد مقترح يحتاجه الكثير من دراسات الجدوى لتوضيح امكانية التنفيذ والتكلفة وغيرها من الجوانب الاساسية في المشروع، مؤكدة&أن تأثير الجبل الجليدي في مناخ الدولة سيكون محدوداً ومرتبطاً بالمنطقة المحيطة به فقط.

وأوضحت أن&أكبر حجم كتلة جليدية يمكن نقلها يكون طولها 2 كلم، وعرضها من 400 إلى 500 متر، وبارتفاع يتراوح ما بين 200 إلى 250 متراً، مبينة&أن مساحة هذه الكتلة الجليدية لا يمكنها تغيير مناخ دولة وتأثير وجود أي جبل جليدي سيكون محدوداً، ولن يتخطى مساحة 2 كم من كل جانب في المنطقة المحيطة به.

وقالت "إن فكرة&هذا المشروع ليست جديدة وسبق للمملكة العربية السعودية دراسته عام 1977 مع جامعة آيوا الأميركية ولم يتم تنفيذه لعدم جدواه".

فكرة قديمة حديثة

وتجدر الإشارة إلى أن أكبر مشروع "جليدي"&سمي&"حبقوق" أحد أنبياء التوراة، وفكر به رئيس الوزراء البريطاني الراحل&ونستون تشرشل&بصنع حاملة طائرات من جبل جليدي&بدل المعدن،&إلا أن موانع تقنية وتوابع الحرب العالمية الثانية حالت دون تنفيذه، وهي نفسها الموانع التقنية حالت دون تنفيذ مشروع مماثل راود الحكومة&السعودية حين عرضه عليها المهندس الفرنسي نفسه في سبعينيات&القرن الماضي، وكان هدفه&نقل جبل جليدي من القطب الشمالي أو من النرويج لإذابته عند سواحل المملكة العربية السعودية&والإستفادة&من مائه العذب للشرب.

&

&

فيديو فكرة مشروع نقل الجبلين الجليديين الى الفجيرة: