كشف وزير الخارجية اليمني&عبد الملك المخلافي عن تعديل في خطة اسماعيل ولد الشيخ، وذلك بانسحاب الميليشيات الانقلابية من مدينة الحديدة الساحلية بدلًا من الانسحاب من صنعاء.

إيلاف من عدن: قال وزير الخارجية اليمني&عبد الملك المخلافي في تصريحات صحافية إن اقتراح تعديل خطة المبعوث الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ بانسحاب الانقلابيين من الحديدة يمكن أن يجنبها الحرب من خلال معركة التحرير التي تنوي الحكومة اليمنية والتحالف خوضها٬ خصوصًا بعدما استخدم ميناؤها مكانًا لتهريب السلاح.

واستولى الحوثيون بسهولة على مرفأ الحديدة على البحر الأحمر في اكتوبر 2014، حيث انهم لم يواجهوا مقاومة من القوات الحكومية. وخلال فترة سيطرتهم، نهب الحوثيون كل مقدرات المحافظة وسخروا مواردها وعائدات مينائها لصالحهم، وحولوا الميناء إلى ثكنة عسكرية لعناصرهم.

وبحسب مصادر محلية ودولية، عمدوا إلى نهب المعونات والمساعدات الإنسانية التي وصلت إلى الميناء والاتجار بها، وتسخير عائداتها للمجهود الحربي.

حزب صالح يرفض&

وفيما لم يعلق الحوثيون بعد على ما قيل عن مقترحات ولد الشيخ، فإن حليفهم حزب الموتمر الشعبي (جناح الرئيس السابق علي عبدالله صالح) هاجم المقترحات على لسان مصدر في الحزب قائلًا: "ما أدلى به ولد الشيخ من تصريحات حول موافقة الأمم المتحدة على طلب دول العدوان الإشراف الكلي على ميناء الحديدة يندرج ضمن الإمعان في انتهاك سيادة واستقلال اليمن، ويشجّع دول العدوان على التمادي في عدوانها على اليمن واتخاذ قرارات ضمن مجلس الأمن التي وضعت اليمن تحت الفصل السابع ذريعة للاستمرار في العدوان وانتهاك السيادة اليمنية".

أكد المصدر، بحسب وسائل اعلام تابعة لمؤتمر صالح، أن كافة موانئ اليمن تحت الحصار وأن طلب التحالف من الأمم المتحدة يندرج ضمن مؤامرة دولية لتقسيم اليمن.&

دور قطر وعمان&

يرى المحلل الاستراتيجي والعسكري العميد ركن مساعد الحريري وجود دولتين خليجيتين تدعمان مقترحات ولد الشيخ، وهما قطر وسلطنة عمان، مشيرًا إلى أن للدولتين الخليجتين علاقة بطرفي الحرب في اليمن، حيث ترتبط قطر بعلاقة وثيقة بالشرعية اليمنية وبالذات بحزب الاصلاح (الإخوان المسلمون) والجنرال علي محسن الأحمر، نائب الرئيس اليمني، بينما ترتبط سلطنة عمان بعلاقة مع الميليشيات الانقلابية.

واستعرض الخبير الاستراتيجي لـ"إيلاف" المقترحات الأممية الجديدة قائلًا: "تقضي حزمة المقترحات بأن تسلم الميليشيات الانقلابية مدينة الحديدة وميناءها إلى الحكومة الشرعية على أن تبقى تحت إشراف الأمم المتحدة، في مقابل فتح مطار صنعاء الدولي امام الرحلات الاغاثية والتجارية، حيث لا يتم تهريب اسلحة للميلشيات عبر المطار، إضافة إلى وقف العمليات العسكرية الجوية التى تقوم بها دول التحالف العربي وعدم استهداف أي موقع في اليمن، وفي المقابل وقف تسلل عناصر الحوثي إلى الحدود السعودية، ووقف هجماتها العسكرية هناك".

تأخر الحسم العسكري&

عزا الحريري تأخر الحسم العسكري من قبل قوات الحكومة الشرعية والتحالف العربي في معركة تحرير ميناء الحديدة إلى النداءات العديدة التي تقدمت بها منظمات دولية وأممية، اعتبرت أن هذه المعركة ستودي إلى قتل عدد كبير من الأبرياء، ووقوع كارثة إنسانية.

لفت الخبير العسكري إلى الاهمية الكبيرة التي يحتلها ميناء الحديدة، قائلًا: "ميناء الحديدة&يعتبر من أهم الموانىء الحيوية في اليمن ويسيطر عليه الحوثيون ويتم عبره تهريب الأسلحة من إيران إلى الميليشيات، ولتلك الدواعي عزمت دول التحالف على التخلص من عبث تلك الميليشيات وخنق امداداتهم التى تعتبر الشريان الاخير الذي تتغذى منه الميليشيات عبر البحر، خصوصًا بعد سيطرة التحالف والمقاومة الجنوبية على الشريط الساحلي الغربي بشكل كامل، وإيجادها البدائل لميناء الحديدة&في استقبال السفن التجارية".&

انهيار الميليشيات&

يرى الحريري أن الميليشيات الانقلابية بدأت تنهار وترضخ لحقيقة الأمر الواقع، مشيرًا إلى ضعف قواتهم في كثير من الجبهات وخسارة أكثر من اثني&عشر ألفًا من عناصرهم الذين لاقوا حتفهم، وارتفاع عدد جرحاهم إلى أكثر من أربعين ألف جريح، مشيرًا إلى أن الميليشيات باتت محاصرة في مختلف الجبهات الشمالية والجنوبية والغربية والشرقية، بعد أن أصبحت قوات الشرعية على مشارف صنعاء.

يضيف أن الخلاف بين شركاء الانقلاب توسع بشكل كبير، حيث اصبحت قوات صالح تغادر الجبهات بعد أن تلقت تعليمات من الرئيس السابق صالح، احتجاجًا على &سياسة السيطرة والاستحواذ التى تمارسها الميليشيات التابعة&للحوثي، وإقصاء الموالين لصالح من كل المؤسسات السيادية في صنعاء. واختتم الحريري بالإشارة إلى عامل اضافي آخر يعمق من جراح الانقلابيين، وهو إعلان جنوب اليمن تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي الذي أربكهم.
&
مصيرها الفشل&

يرى الكاتب والمحلل السياسي جمال الغراب أن المبعوث الأممي ولد الشيخ يحاول إرضاء جميع الأطراف المتصارعة باليمن.

ويؤكد الغراب لـ"إيلاف" أن ولد الشيخ لن يفلح في خطته الجديدة التي يحاول من خلالها أن يجعل ميناء الحديدة تحت إدارة الامم المتحدة، مشيرًا إلى أنها ستقابل برفض شديد من قبل الحوثيين وصالح، فلدى هذه الاطراف الاستعداد أن تستميت من أجل ذلك.

يستدل الغراب برفض الحوثي وصالح لمقترحات ولد الشيخ بالحشود العسكرية الضخمة التي تم ارسالها من قوات الحرس الجمهوري ومقاتلي الحوثي من صنعاء إلى الحديدة.

يضيف: "الأحاديث التي تقول إن هناك خطه لتسليم ميناء الحديدة&لقوات هادي لا أساس لها من الصحة، فإذا كانت جماعة&الحوثي وصالح &ترفض تسليمه للرقابة الدولية، فكيف سيوافقون على تسليمه إلى هادي والتحالف، واعتقد أنه امر مستحيل ومعلومات غير صحيحة، ولنفرض صحتها،&فالفشل مصيرها لما ذكرته سابقًا".
&