الرباط: خرج الآلاف من سكان مدينة الحسيمة (شمال المغرب ) والمدن المجاورة في مسيرة سلمية جابت شوارع المدينة، مساء اليوم الخميس، وذلك في تظاهرة احتجاجية جديدة للمطالبة بالاستجابة للمطالب الاجتماعية لنشطاء الحراك، الذي انطلق منذ وفاة محسن فكري، بائع السمك الذي قضى طحنًا داخل شاحنة لتدوير النفايات أواخر شهر أكتوبر الماضي.

وردد المتظاهرون هتافات مناهضة للحكومة والسلطات المغربية التي يتهمونها بفرض حصار عسكري على المنطقة بسبب إيفاد أعداد كبيرة من التعزيزات الأمنية بمختلف أصنافها تحسبًا لأي تطورات يمكن أن تشهدها الاحتجاجات،&&وردد المتظاهرون "سلمية سلمية لا حجرة ولا جنوية (سلاح أبيض)"، و"هذا الريف وحنا ناسو والمخزن &يجمع راسو"، و "العدالة حق الإنسان أين هي العدالة .. الحقيقة حق الإنسان أين هي الحقيقة..".

كما استحضر المتظاهرون، الذين غصت بهم شوارع المدينة، روح &محسن فكري، وجددوا مطالبتهم للسلطات بمحاسبة المسؤولين الحقيقيين عن وفاة بائع السمك.&

ودعا المحتجون إلى إطلاق سراح المعتقلين على خلفية الاحتجاجات، كما خصّ المتظاهرون المرأة الريفية بتحية خاصة في مسيرتهم "تحية نضالية للمرأة الريفية"، حيث شهدت التظاهرة مشاركة مكثفة للنساء.

وحظيت المسيرات الحاشدة التي جابت شوارع الحسيمة، بمتابعة كبيرة وتفاعل واسع في وسائل التواصل الاجتماعية، حيث أشاد المغاربة بالمستوى الحضاري الراقي الذي عبّر عنه حراك الريف، مثمنين السلمية والروح العالية التي تحلى بها المتظاهرون، معربين عن تضامنهم الواسع مع الحراك ومساندة مطالبه الاجتماعية التي اعتبروها عادلة.

وظهر ناصر الزفزافي، أحد أبرز نشطاء الحراك الشعبي بمدينة الحسيمة، في كلمة أمام المحتجين جدد فيها التذكير بالمطالب الاجتماعية لسكان منطقة الريف واتهام الدولة بعدم الجدية في التعامل مع الملف المطلبي الذي يتمسكون به، مشددًا على أن تهمة الانفصال التي تروج ضد الحراك لا أساس لها من الصحة.

وأكد الزفزافي أن الريفيين مستعدون للتفاوض والحوار مع الدولة، مشددًا على أن هذا الأمر لن يتم قبل رفع ما سماه "العسكرة والحصار الأمني المفروض على المنطقة وإطلاق سراح جميع المعتقلين"، كما هاجم الناشط ذاته، الحكومة والأحزاب السياسية معلنًا رفضه لدخولها على الخط متهمًا مسؤوليها بـ"الخيانة والتنكر لمطالب السكان)".

وزاد الزفزافي موضحًا في كلمة أمام آلاف المتظاهرين الذين استمروا في التظاهر حتى حدود الساعة العاشرة ليلاً، أن مسيرة اليوم تبين للعالم بأننا مواطنون أحرار لا نبتغي الذل والهوان ونطالب بحقنا في العيش الكريم"، مؤكدًا أن الحراك الشعبي سيستمر وسيصمد إلى أن تستجيب الدولة لمختلف المطالب الإجتماعية التي يطالب بها السكان.

وأظهرت صور ومقاطع فيديو تناقلها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي التنظيم المحكم للمسيرة الاحتجاجية الحاشدة، حيث بينت أن الشباب يشكلون سلسلة بشرية لحماية الممتلكات الخاصة والمؤسسات من أي انزلاقات يمكن أن تعرفها المسيرة، كما أن المسيرة لم تعرف أي تدخل أمني أو احتكاك مع المحتجين على الرغم من التعزيزات الأمنية الكبيرة التي حلت بالمنطقة.

وكانت مجموعة من المدن عرفت تنظيم وقفات رمزية للتضامن مع حراك الريف ونشطائه، مثل مدينة تاونات الواقعة على تخوم منطقة الريف، كما تجمع عشرات النشطاء في وقفة مماثلة أمام مبنى البرلمان المغربي بالعاصمة الرباط، عبروا فيها عن مؤازرتهم للحراك وطالبوا برفع الحصار الأمني على الريف والاستجابة لمطالب سكانه.