إيلاف من نيويورك: عندما انتخب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية اللبنانية، أرادت المملكة العربية السعودية ودول الخليج والغرب فتح صفحة جديدة مع بلاد الأرز.

الرياض بادرت يومها الى توجيه دعوة لعون لزيارتها حملها موفد سعودي رفيع المستوى، وتلقى الرئيس اللبناني اتصالات عديدة من زعماء عرب وغربيين، واوحت هذه المؤشرات بأن لبنان سيعود الى خارطة المجتمع الدولي بعد غياب قسري.

تصريح يقلب الأمور

عون لم ينتظر كثيرا، وفتح عهد جولاته الخارجية بزيارة المملكة العربية السعودية، الاجواء اوحت بأن صفحة جديدة ستكتب بين البلدين، لكن الرئيس اللبناني اعاد الامور الى نقطة الصفر اثناء زيارته الى مصر.

تصريح واحد قلب الأمور رأسا على عقب، واعاد عقارب الساعة الى الوراء، خرج عون ليؤكد على ضرورة وجود سلاح المقاومة معتبرًا أنه مكمّل للجيش اللبناني، وأنه بالتأكيد ليس مناقضًا لمشروع الدولة وهو جزء أساسي من الدفاع عن لبنان.

وجزم بأنه "طالما أن هناك أرضًا محتلة من اسرائيل وطالما ان الجيش اللبناني ليس قويًا كفاية ليحارب اسرائيل وليقف بوجهها فمن المؤكد أننا نشعر بضرورة وجود سلاح المقاومة"، معتبرًا انه "مكمّل للجيش اللبناني ولا يتناقض معه والبرهان على ذلك انه لا وجود للمقاومة في حياتنا الداخلية، وان سلاح المقاومة ليس مناقضًا لمشروع الدولة وإلا لا نتعايش معه، بل هو جزء أساسي من الدفاع عن لبنان، وإلا لا يقبله الآخرون أيضًا".

المكتوب يقرأ من عنوانه

مرور الايام لم تساهم في محو دوي الكلام خصوصا وان الصراع مفتوح على مصراعيه في الشرق الاوسط، ورغم ان زيارات الرئيس اللبناني العربية اقتصرت على الدول المخاصمة لطهران، غير ان مفعول تصريحه المصري جعل مسؤولي هذه الدول يقولون ان المكتوب يقرأ من عنوانه.

دفع الثمن

ولأن المعركة باتت مفتوحة بين الرياض والخليج من جهة وطهران والتنظيمات المؤيدة لها من جهة ثانية، وستأخذ زخما كبيرا مع زيارة ترمب، دفع الرئيس اللبناني على ما يبدو ثمن التصريح فتجاهلت السعودية دعوته الى حضور القمة العربية الإسلامية الأميركية.

ورغم ان البعض حاول اللعب على وتر ان حضور القمة يشمل فقط القادة المسلمين غير ان الاجواء الملبدة تعكس ما قيل ويقال، وان الرسالة السعودية وصلت.

رسائل حازمة

وبحسب معلومات إيلاف، "فإن عدم دعوة عون هو مطلب سعودي اميركي، فالقمة ستوجه رسائل حازمة الى ايران التي يدافع عون عن ذراعها البارز -حزب الله- في المنطقة".

ويقول مصدر مطلع "انه للأسف هناك من لم يفهم بعد حجم المتغيرات التي ستحدث في الشرق الاوسط، وما يحدث في الرياض يومي السبت والاحد سيمهد لتحول كبير سيكون لها تداعيات ربما تكون غير مسبوقة".

ولكن الا يعوض حضور جبران باسيل وزير الخارجية غياب عون؟&يشير المصدر "الى ان باسيل يتواجد في الرياض ضمن الوفد المرافق لرئيس الحكومة، وبالتالي لا يمثل عون".