يعقد العشرات من المثليين الشيشانيين الذين نجوا من الاضطهاد آمالا عريضة في إيجاد ملاذ آمن ببعض الدول التي تطوعت لاستقبالهم، إذ يتواصل النشطاء مع خمس دول، منهم دولتان خارج أوربا كما تقول منظمة "إل جي بي تي" في روسيا، لبي بي سي.

وقد تأسست هذه المنظمة غير الحكومية في عام 2006، ويرمز اسمها إلى مجتمع المثليات والمثليين جنسيا ومزدوجي الميول الجنسية والمتحولين جنسيا في روسيا.

ومُنح بالفعل تسعة رجال تأشيرات سفر إلى خارج البلاد، من بينهم اثنان سينتقلان إلى ليتوانيا التي رحبت بهما.

وقال وزير خارجية ليتوانيا، ليناس لينكيفيسيوس، لبي بي سي: "يجب أن نتحرك، لأن المثليين يعانون هناك."

ولم يسمِ لينكيفيسيوس الدول الأخرى التي أعلنت استقبالها المثليين، لكنه وصفها بالدول "الحليفة".

وأضاف أن قرار بلاده كان "رسالة ضمنية" إلى روسيا، وذلك لأن الليتوانيين يهتمون "بالمواطنين الروس... الذين تُنتهك حقوقهم."

 

اعتقال وتعذيب

وتفيد الأنباء الواردة من الشيشان، التي تقع جنوبي روسيا، بأن حملة قمع شديدة قد شُنت ضد المثليين في أوائل أبريل/ نيسان الماضي، وفجرت آنذاك صحيفة "نوفايا غازيتا" الروسية الليبرالية القضية في تقرير لها، مما أثار موجة إدانات دولية.

إذ أكدت الصحيفة أن ما يربو على 100 مثلي أو ممن يُعتقد بأنهم مثليون، قد اعتقلوا وعُذبوا في مركز احتجاز بالقرب من مدينة أرغن، الواقعة على مسافة 20 كيلومترا من العاصمة الشيشانية، غروزني، مما أودى بحياة ثلاثة منهم.

ونفت الحكومة الشيشانية شن حملات ضد المثليين، مؤكدة أنهم "غير موجودين أصلا" في البلاد.

أما الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن فقال إنه سيطلب من السلطات بحث هذه الاتهامات.

وساعدت شبكة "إل جي بي تي" في روسيا في إخراج 43 شخصا من الشيشان، بينما يختبئ عشرات آخرون في روسيا، وسط إجراء مباحثات مع دول قد تستقبلهم.

ولم تحدد المنظمة الدول التي تطوعت لاستقبالهم باستثناء ليتوانيا.

وثمة نداءات لدول بعيدة مثل أستراليا لمنح هؤلاء المثليين الرجال حق اللجوء.

وقال المتحدث باسم المنظمة في روسيا إن بريطانيا على الرغم من إدانتها اضطهاد المثليين لم تعرض المساعدة بمنح تأشيرات بدخول أراضيها، بينما قال مسؤولون أمريكيون في سفارة الولايات المتحدة إن طلبات التأشيرة من المحتمل رفضها إذا قُدمت.

وأثارت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، القضية في زيارتها الأخيرة إلى روسيا لكنه من غير الواضح ما إذا كانت ألمانيا واحدة من الدول التي ستستقبلهم.