سلطت الصحف العربية الصادرة اليوم الضوء على زيارة الرئيس الاميركي دونالد ترمب إلى السعودية، وما حملته هذه الزيارة من معانٍ&وأهداف، وخاصة أنها الجولة الخارجية الاولى لترمب منذ توليه منصبه.

صحيفة سبق السعودية كتبت تقول: "يمثل اختيار الرئيس الأميركي ترمب للسعودية في أول زيارة خارجية له خروجًا لافتًا عن سابقيه، حيث كانت المرة الوحيدة الأخرى التي جاءت فيها المملكة من بين أولى زيارات أول جولة خارجية لرئيس أميركي جديد خلال إدارة جيمي كارتر، وحتى في ذلك الحين جاءت الرحلة إلى الرياض بعد زيارة كارتر لإيران في زمن الشاه".

وتضيف: "أما اختيار السعودية ليزورها الرئيس الأميركي كأول دولة خارجية هي إشارة إلى أنَّ أولويات السياسة الخارجية لترمب وأميركا تأكيد قوة العلاقات والتحالف القديم المستمر بين البلدين".

وكتب تركي الدخيل في صحيفة عكاظ يقول: "زيارة الرئيس الاميركي ترمب للسعودية ليست عادية، بداية من اختيار الرياض، لتكون اول عاصمة يزورها في رحلته الخارجية منذ تولية الرئاسة، مرورًا بقمم الرياض الثلاث: السعودية- الاميركية، والخليجية-الاميركية، والإسلامية الاميركية، فضلاً عن الترتيب لحضور أكثر من خمسين دولة في زمن قصير، وفعاليات اقتصادية، وسياسية، وثقافية".

وفي الصحيفة ذاتها، كتب خالد السليمان يقول: "في عهد الرئيس أوباما شعرت المملكة بانها تعرضت&للخيانة من حليفها الأميركي وطعنت في ظهرها، وكان السماح لإيران بالعبث بأمن المنطقة والوقوف موقف المتفرج من مشروعها التوسعي، القشة التي قصمت ثقة المملكة بحليفها التقليدي !

وترى الخليج الإماراتية في افتتاحيتها أن ثمة "أفقًا جديدًا تمامًا في المنطقة قد يغير وجهها" إذا ما حققت القمم السعودية-الأميركية، والخليجية-الأميركية، والعربية الإسلامية-الأميركية التي تعقد في الرياض أهدافها.

وتشير الصحيفة إلي أن اختيار الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن يستهل زياراته الخارجية بالسعودية فهذا يعني أن "هناك نية لدى الإدارة الأميركية الجديدة بانتهاج مسار سياسي جديد يختلف عن المسار السابق الذي اتسم بالتردد في الخيارات السياسية والأمنية تجاه أزمات المنطقة، إضافة إلى قناعة أميركية بالدور الريادي الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في المنطقة".

وكتب سلمان الدوسري في صحيفة الشرق الأوسط، يقول: "يمكن القول إن هناك أربعة أهداف رئيسية لزيارة ترمب، ويبدو أنها في طريقها للتحقق؛ أولها أن التعاون استراتيجياً مع السعودية هو حجر الأساس الذي يمكن للولايات المتحدة من خلاله تعزيز مصالحها وأمنها، فإدارة ترمب تعي أنه لا يمكن هزيمة الإرهاب دون دعم المملكة، الدولة التي تقف على الخطوط الأمامية للحرب ضد «داعش» و«القاعدة»، بعد أن ثبت أنها واحدة من أقرب الشركاء الأمنيين لأميركا، والعلاقات الاستخباراتية بين البلدين، تحديداً منذ هجمات سبتمبر، حمت آلاف الأميركيين وأوقفت عمليات إرهابية استهدفت الولايات المتحدة".

ويضيف: "والهدف الثاني مساعدة الرأي العام الأميركي على تصحيح نظرته إلى السعودية وأهميتها في مواجهة خطر الإرهاب، فدون المملكة لا يمكن محاصرة الإرهاب والقضاء عليه، وهذا مفهوم بالغ الأهمية، لكنه للأسف غائب، أو مشوّش، عن الشارع الأميركي، وفي مثل هذه الزيارة وما تتضمنه فرصة لتغيير ذلك المفهوم المغلوط، أما الهدف الثالث فيتعلق بشرح نظرة ترمب الصحيحة للإسلام، فعندما يريد توضيح موقفه من التطرف وعدم خلطه بالمسلمين، فلا أفضل من قمة يقابل فيها قادة وزعماء العالم الإسلامي على أرض مكة المكرمة والمدينة المنورة؛ المدينتين المقدستين اللتين ترنو لهما قلوب المسلمين في العالم بأسره، في حين أن الهدف الرابع يتعلق بتوجيه رسالة شديدة اللهجة للنظام الإيراني كونه نظاماً معزولاً عن غالبية العالم الإسلامي، وأن صفحة التقارب الأميركي مع طهران التي سعت الإدارة السابقة لتعزيزها طوال ثماني سنوات طويت، وقد عبرت الاتفاقية الدفاعية التي وقعتها الرياض وواشنطن عن ذلك بوضوح، أو كما وصفها البيت الأبيض بأن هدفها التصدي لتهديدات إيران والإرهاب الإقليمي، وكذلك دعم جهود المملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب".

وتقول الرياض السعودية في افتتاحيتها: "الرئيس ترمب بزيارته للمملكة وعقد ثلاث قمم غاية في الأهمية على المستوى الاستراتيجي إنما يؤسس لمرحلة جديدة من التعاون السعودي الأميركي والعربي الإسلامي الأميركي، مرحلة نتوقع أن تكون حافلة بالإنجاز المؤدي إلى استقرار المنطقة وبدء مرحلة من التحالف القادر على الإنجاز باتجاه الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة التي تريدها شعوب المنطقة وتتطلع إليها".

وبمقاله في الجزيرة السعودية، يمتدح أحمد الفراج ترمب بأنه "محارب عنيد، فهو لم يستسلم لسطوة الإعلام الجبارة، بل جابهها من خلال الإعلام الجديد".

ويرى محمد جمعة في أخبار الخليج البحرينية أن الزيارة تشير إلي "رغبة قوية لدى واشنطن في تأكيد علاقاتها المتميزة والتاريخية مع دول مجلس التعاون الخليجي".

من جانبه، يري سمير فرج في الأهرام المصرية أن اختيار ترمب لمنطقة الشرق الأوسط، لتكون أولى محطاته الخارجية، "يعكس ذكاء، وتوجهًا جديدًا للسياسة الأميركية، متمثلاً في أول أهدافه... وهو القضاء على الإرهاب، فتأتي&زيارته الأولى إلى عقر دار الإرهاب في العالم".