&نيويورك: تحولت خطط استقبال الرئيس الأميركي دونالد ترمب في إسرائيل إلى نزاع سياسي محرج على النقيض من الحفاوة التي لاقاها في السعودية، كما لاحظ مراقبون.

وتعين على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن يصدر اوامر إلى وزرائه يفرض عليهم الحضور في المطار والمشاركة في مراسم استقبال ترمب، كما افادت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مشيرة إلى ان غالبية الوزراء كانوا يعتزمون عدم الحضور.&

كما امضى نتانياهو يوم الأحد في اجتماعات طويلة لإقناع وزرائه من اليمين المتطرف بالموافقة على خطوات حتى لو كانت رمزية لتخفيف وطأة الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة.&

ورأى محللون ان اجراءت بناء الثقة هذه موجهة إلى ترمب اصلا لإقناعه بالتزام إسرائيل بالعمل على التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين ولا سيما أن الرئيس الأميركي اعلن انه يريد إبرام "اتفاق نهائي" لحل النزاع.&

ومن المقرر ان يلتقي ترمب مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيت لحم في الضفة الغربية حيث تشهد المناطق الفلسطينية غلياناً مع دخول إضراب المعتقلين في سجون إسرائيل عن الطعام اسبوعه السادس وسقوط ضحايا بنيران القوات الإسرائيلية بين المتظاهرين تضامناً مع المعتقلين.&

الهستيريا!

وفي غمرة الخلاف داخل الحكومة الإسرائيلية تغيرت التحضيرات لزيارة ترمب لوجستياً باجراء تعديلات كبيرة على البرامج اشاعت البلبلة في قوات الشرطة الإسرائيلية في القدس، ودبلوماسياً بتحاشي قضايا عاطفية ذات أهمية بالغة للإسرائيليين والفلسطينيين على السواء.&

وذهبت بعض وسائل الاعلام الإسرائيلية إلى حدّ وصف الزيارة بـ"الهستيريا" لافتة إلى غياب الكثير من مظاهر الترحيب بسبب الصراعات داخل حكومة نتانياهو الائتلافية. واعرب سياسيون يمينيون عن خيبة أملهم لأن ادارة ترمب تبدو ملتزمة بالسياسة الأميركية المعهودة إزاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني وخاصة بعد زيارته السعودية.&

ويقول خبراء إن الائتلاف الذي اسفرت عنه زيارة ترمب بين الدول العربية والولايات المتحدة في مواجهة التهديدات الايرانية سيفرض على إسرائيل تحقيق تقدم على الجبهة الإسرائيلية الفلسطينية لتفادي العزلة. وقال ترمب في مقابلة نشرتها صحيفة هايوم الإسرائيلية يوم الأحد "اعتقد بأن لدينا فرصة طيبة جداً جداً للتوصل إلى اتفاق".&

ومن المقرر ان يزور ترمب الحائط الغربي في مدينة القدس القديمة ليكون اول رئيس أميركي يُقدم على هذه الخطوة. ولكن حتى هذه الالتفاتة اثارت خلافات سياسية داخل الحكومة الإسرائيلية. إذ أراد نتانياهو ان يرافق ترمب إلى حائط البراق أو حائط المبكى كما يسميه اليهود من أجل تأكيد ملكية إسرائيل لهذه المنطقة ولكن المسؤولين الأميركيين رفضوا الفكرة وقالوا ان زيارة ترمب للجدار الغربي زيارة خاصة.&

وقال ترمب في المقابلة مع صحيفة هايوم ان الزيارة برفقة حاخام الحائط الغربي شمويل رابينوفيتس "تقليدية أكثر". ثم اضاف "ان هذا يمكن ان يتغير".&

وفي تغير لافت آخر يتعلق بالزيارة طلب الأميركيين الغاء مأدبة عشاء كان من المزمع ان يقيمها وزير الدفاع الإسرائيلي افيغدور ليبرمان لعدد من كبار الأعضاء في الوفد الأميركي.

كما انزعج الإسرائيليون من نية ترمب في ان تدوم زيارته النصب التذكاري لضحايا المحرقة "الهولوكوست" 15 دقيقة فقط. وقال المتحدث باسم النصب سيمي الن انه لا يستطيع ان يتخيل استمرار البرنامج أقل من نصف ساعة.&

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "نيويورك تايمز". الأصل منشور على الرابط التالي:

https://www.nytimes.com/2017/05/21/world/middleeast/trump-israel-visit.html?rref=collection%2Fsectioncollection%2Fmiddleeast&_r=0
&