الامم المتحدة: أدان مجلس الأمن الدولي الإثنين "بشدّة" التجربة الصاروخية التي أجرتها كوريا الشمالية الأحد، متوعّداً بيونغ يانغ بتشديد العقوبات عليها، وذلك عشية اجتماع طارئ يعقده المجلس الثلاثاء. 

وفي بيان جماعي دعمته الصين حليفة بيونغ يانغ، طلب مجلس الأمن من لجنة العقوبات التابعة له مضاعفة الجهود لتنفيذ مجموعة من الإجراءات الصارمة التي تم اتخاذها في العام الماضي.

كذلك، وافق المجلس على "اتخاذ مزيد من الإجراءات المهمّة، بما في ذلك العقوبات" لإجبار كوريا الشمالية على وضع حدّ "لسلوكها المزعزع للاستقرار بدرجة كبيرة".

وطلب المجلس من بيونغ يانغ عدم "إجراء مزيد من التجارب النووية والبالستية"، حاضّاً النظام الشيوعي على أن يُظهر "بشكل فوري التزاما صادقا بنزع السلاح النووي من خلال اجراءات ملموسة".

وقالت الدول الـ15 الأعضاء في المجلس إنها "ستواصل مراقبة الوضع". ويعقد مجلس الأمن اجتماعا طارئا مغلقا الثلاثاء بطلب من اليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة للبحث في مزيد من الاجراءات ردا على التجربة الصاروخية الاخيرة لكوريا الشمالية. وتتفاوض واشنطن مع بكين، الحليف الوحيد لبيونغ يانغ، لإصدار قرار جديد يشدد العقوبات على النظام الشيوعي.

وقالت مندوبة الولايات المتحدة نيكي هايلي في مقابلة مع شبكة ام اس ان بي سي "إنه الفيلم نفسه الذي يستمر عرضه. الاختبارات متواصلة. يجب أن نتحرك".

وكان المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك قال الإثنين "من الواضح أنّ كوريا الشمالية تتحدى علنا قرارات مجلس الامن عبر تسريع انشطتها البالستية". وأضاف أنّ على بيونغ يانغ "أن تُفكّر في استئناف حوار ذي دلالة".

وقود صلب 
وأكّدت بيونغ يانغ الاثنين انها أجرت تجربة "ناجحة" بإطلاق صاروخ متوسط المدى. واشرف الزعيم كيم جونغ-اون بنفسه الاحد على تجربة اطلاق صاروخ "بوكغوكسونغ-2"، وأكد انه بات جاهزا للاستخدام. وأثارت عملية إطلاق الصاروخ إدانات دولية، ولاقت انتقادات من جانب واشنطن وسيول وطوكيو.

وتُحرز كوريا الشمالية التي أجرت عشر عمليات اطلاق صواريخ منذ بداية السنة، تقدما كبيرا على صعيد جهودها لصنع صاروخ بالستي عابر للقارات وقادر على حمل شحنة نووية الى القارة الاميركية. وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ان ذلك "لن يحصل".

وأدت عمليات الإطلاق هذه التي تُضاف الى المخاوف من تجربة نووية سادسة بعد تجربتين في 2016، الى توتر الوضع مع البيت الابيض الذي اعلن ان الخيار العسكري بات مطروحا. وأوضحت الوكالة الكورية الشمالية ان الصاروخ "بوكغوكسونغ-2" يعمل بالوقود الصلب الذي يتيح اشتعالا فوريا.

وتختصر هذه التكنولوجيا الى حدّ كبير الفترة التي يمكن التدخل خلالها لمنع إطلاق الصاروخ. ويتعين على واشنطن الاسراع كثيرا في اتخاذ قرار حول هذا الامر. ونقلت الوكالة عن الزعيم الكوري الشمالي قوله "بكل فخر" إنّ الصاروخ "دقيق جدا". وذكرت انه "وافق على نشر منظومة الاسلحة هذه".

الأرض جميلة
في صور نشرتها صحيفة "رودونغ سينمون" الناطقة باسم الحزب الحاكم، يظهر كيم جونغ-اون محاطا بمساعديه وهو يبتسم ويصفق لعرض انطلاق الصاروخ. كذلك، نشرت الصحيفة صوراً للأرض أكّدت أن الصاروخ التقطها من الجو. وهي أول صور من هذا النوع تنشرها كوريا الشمالية.

واعتبر كيم جونغ-اون أنّ "الأرض جميلة". وأمر بإنتاج كميات من هذه الصواريخ "بسرعة لتسليح القوة الاستراتيجية للجيش الشعبي الكوري". وقالت رئاسة أركان الجيش الكوري الجنوبي إنّ الصاروخ اجتاز 500 كلم قبل سقوطه في بحر اليابان.

وأوضحت وكالة الأنباء الكورية الشمالية أنّ الشمال استخدم التقنية المعروفة باسم الإطلاق البارد، أي إطلاق الصاروخ بغاز مضغوط قبل أن يشتعل محرّكه في الجو. وهذه التقنية آمنة وتسهّل إخفاء موقع الاطلاق.

وأجريت هذه العمليّة بعد أسبوع على إطلاق بيونغ يانغ صاروخاً بالستياً متوسط المدى من نوع "هواسونغ-12" قالت إنّه قادر على حمل رأس نووية.

حوار
وقال كيم دونغ-يوب المتخصص بالصواريخ في معهد دراسات الشرق الاقصى في جامعة كيونغنام "كلّ ذلك سيقود في نهاية المطاف الى صنع صاروخ عابر للقارات يعمل بالوقود الصلب".

وتميل الولايات المتحدة على ما يبدو حتى الآن إلى العقوبات والضغوط الدولية، وتُعوّل على الصين حليفة بيونغ يانغ للمساعدة على لجم اندفاع جارتها. ودعت بكين مجدّداً الإثنين جميع الأطراف إلى "الحوار" تجنّباً "للاستفزازات".

أمّا الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-اي فاتّخذ موقفاً أكثر تصالحاً مع كوريا الشمالية من الحكومة السابقة المحافظة، لكنّه أدلى برد فعل غاضب على التجربتين الأخيرتين.

وانتقدت الخارجية الكورية الجنوبية عملاً "غير مسؤول يُقلّص آمال الحكومة الجديدة والمجموعة الدولية" بنزع السلاح النووي الكوري الشمالي.