أقر قيادي في مليشيا عراقية يطلق عليها "كتائب الامام علي" وهي احدى فصائل الحشد الشعبي بحرقه جثة مسلح داعشي افغاني عقب مقتله، الامر الذي دفع حركته الى التبرؤ منه والتوعد بمعاقبته، واصفة افعاله بأنها لاتمت للاسلام بصلة.

إيلاف من بغداد: اظهرت مقاطع فيديو تداولها ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي القيادي في كتائب الامام علي المنضوية تحت لواء قوات الحشد الشعبي أيوب فالح الربيعي الملقب "أبو عزرائيل" وهو يحرق جثة مسلح لداعش، ما دفع قيادة الكتائب الى التبرؤ من فعلته التي قالت انها لا تمت للاسلام بصلة.

وأظهر مقطع فيديو جديد "أبو عزرائيل" وهو يحرق ويمثل بجثة قال إنها تعود لعنصر في تنظيم داعش بحرق لحيته لتمتد النار إلى وجهه وشعره وكامل الجثة فيما بعد، ما أثار استياء ناشطي شبكة "فيسبوك" الذين علقوا على الفيديو بالقول ان ممارسات بعض عناصر الحشد لا تختلف عن عناصر داعش. 

وقد أصبح "ابو عزرائيل" شخصية عامة بسبب وحشيته ومظهره الغريب، فهو يحمل على ذراعيه فؤوسا وسويفا بالإضافة إلى بنادق آلية وهو يتمتع بجسم رياضي ضخم ورأس أصلع وله لحية سوداء سميكة كونت له منظرا عدوانيا ومفزعا.

وفي منتصف أغسطس عام 2015 تداولت مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر "ابو عزرائيل" يحرق رجلا سنيا وهو يقوم بتقطيع لحمه و يقول أصبحوا "كص" تشبيها بأكلة "الشاورما" وقد أظهر هذا الفيديو إضافة إلى شواهد عديدة سلوكا وحشيا وصفه البعض بأنه يشبه أفعال مشابهة لعناصر داعش.

لا تمت للاسلام بصلة

وبعد نشر الفيديو الجديد اصدرت الأمانة العامة لكتائب الإمام علي بيانا اليوم اطلعت على نصه "إيلاف" تبرأت فيه من "أبو عزرائيل" بعد أن انتشرت مقاطع الفيديو له وقالت موضحة: "انتشرَ في الآونةِ الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو منسوب لأحد أفراد كتائب الإمام علي عليه السلام وهو يقوم بعملٍ شنيع لا يمت إلى الإسلام والإنسانية ولا إلى مدرسة أهل البيت عليهم السلام بصِلة والتي هي مدرسة الخُلق والرحمة والتسامح والشجاعة و مدرسة القرآن الكريم لا مدرسة يزيد (بن معاوية الخليفة الاموي) التي ينتمي إليها داعش مدرسة القتل والبطش وقطع الرؤوس والأعضاء والتمثيل بها".

وشددت الكتائب الشيعية قائلة: "إذ نستنكر هذا الفعلَ المشين ونُعلن أمام الله براءتنا من هكذا أفعال لا تُمثل إلا ردة فعل صاحبها فحسب سنقوم بمعاقبة القائمينَ بمثل هذه الأفعال عقاباً رادعاً". واكدت ان "هذا الفعل المشين يسئ إلى تشكيلنا ودماء الشهداء وإلى مؤسسة الحشد المقدّسة التي ننتمي إليها وإن أخلاقَنا ودينَنا والمسؤوليةَ الشرعيةَ الملقاة على عاتقنا تجعلنا نعلن‏ براءتنا ووقوفنا الحازم ضد هذه الأفعال وقد يظن البعض أننا عندما لم نُعلن استنكارَنا وشجبَنا ورفضَنا لمثل هذه الأعمال أننا لم ولن نحاسب المقصر بل العكس من ذلك إذ حاولنا إعطاءَ فرصٍ للتوبة والرجوع لجادة الصّواب". 

واضافت كتائب الامام علي قائلة "لن نحمي أو ندافع عن مرتكبي هكذا أفعال والقانون سيأخذ مجراه ونحن نُدافع عن بلد ونحمي أفراده ونحترم الحقوق والقوانينَ والشرائع".

أبو عزرائيل يعترف

وفور صدور بيان الكتائب اقر "ابوعزرائيل" بفعلته لكنه نفى تبرؤ كتائب الإمام علي التي ينتمي إليها منه بسبب ظهوره في مقطع فيديو وهو يحرق إحدى الجثث.

وقال أبو عزرائيل، لشبكة "رووداو" الإعلامية الكردية إن "الأمانة العامة لكتائب الإمام علي لم تتبرأ مني وإنما أعلنت في البيان الصادر استنكارها وشجبها لهذه الأعمال فقط". وأضاف "ما زلتُ قيادياً في الكتائب وأخوض معارك ضد إرهابيي داعش في الموصل".

وحول هوية الجثة التي أقدم على حرقها اوضح "أبو عزرائيل" قائلا إن "هذه الجثة تعود لإرهابي من داعش يدعى "أبو الدرداء" وهو مسؤول عن ذبح مئات المواطنين".. متسائلاً "هل كان عليَ بعد كل هذا أن أقدم له (المشروبات الغازية)!". 

يذكر ان كتائب الإمام علي هي الجناح المسلح لحركة العراق الإسلامية، ظهرت على الساحة في نهاية يونيو عام 2014 وتحارب تنظيم داعش إلى جانب ميليشيات شيعية عراقية اخرى يرتدى أعضاؤها زيًا رسمياً ومدججين بالسلاح. 

ونشر محاربون من الجماعة أشرطة فيديو تُظهر الرؤوس المقطوعة لأعدائها المذبوحين في محافظة صلاح الدين شمال غرب بغداد وتقول الحركة عن نفسها بانها تنظيم سياسي عسكري مستقل متواجد في العراق والهدف الرئيسي من التأسيس هو الدفاع عن ارض العراق وشعبه والمقدسات من الشمال للجنوب.