تستعيد "إيلاف" مقتطفات من حديث بين عدنان خاشقجي وعثمان العمير، تبادلاه حين التقيا على متن طائرة كانت تقل خاشقجي من الرياض إلى دبي قبل خمس سنوات.

لندن: برز اسم عدنان خاشقجي في أدوار لعبها وسيطًا في صفقات بيع السلاح بين الحكومة السعودية وشركات تسليح أميركية في ستينيات القرن الماضي وسبعينياته، وكان من أهم عملائه شركات لوكهيد كوربريشن ورايثون وجرومان ونورثروب.

في أكتوبر 2012، عزم عدنان خاشقجي، وسيط صفقات السلاح الأشهر في تاريخ السعودية، إصدار كتاب يحوي مذكراته الخاصة، في نحو 530 صفحة، يروي فيه هذا الملياردير قصة صعوده في دنيا المال والأعمال، وعلاقاته السياسية، من دون التطرق إلى حياته الخاصة التي طالما حاولت صحف دولية كبرى أن تجعل منها مادة مثيرة وجذابة للقراءة.

لديّ الكثير

لتلك المناسبة، نشرت «إيلاف» مقتطفات من حديث تبادله مع عثمان العمير، ناشر «إيلاف» ورئيس تحريرها، على متن طائرة متجهة من الرياض إلى دبي، التي كان يقصدها خاشقجي لحضور حفل زفاف بصحبة زوجته الإيرانية شاهباري عزم زنكنة. 

اليوم، وبعد رحيل خاشقجي، تعيد «إيلاف» نشر بعض هذا الحوار، استذكارًا لمواقف رجل ملأ الدنيا يومًا وشغل الناس

يسأله العمير: «ما الذي تفعله أبانا هذه الأيام؟».

يجيبه خاشقجي، وقد التمعت عيناه كأسد لا يحب الاسترخاء: «لديّ الكثير... الكثير». يضيف محدقًا بسقف الطائرة: «ما زلت أعمل ممثلًا لشركات أجنبية أتعامل معها، عندي مشاريع كثيرة بينها مدينة خضراء بين مكة وجدة».

عدنان خاشقجي وزوجته لمياء في فعالية لجمع تبرعات لأبحاث مرض الإيدز في عام 2005

صديق نيكسون

طاف الحديث بكل شيء، من حوادث الشرق الملتهب، التي لا تنتهي، إلى كيفية قضاء السعودي المثير للجدل حياته الخاصة، بعدما قرر بنفسه اللجوء إلى الظل، مريحاً نفسه من الضوء الذي أزعجه وألهمه عدة عقود.

كان يوم خاشقجي يبدأ في التاسعة صباحًا مع الصحف، أولها «الحياة»، التي قال إن «عناوينها جيدة ومدروسة». ثم كان يمارس جدوله المفتوح على كل شيء، بعد أن قلت ارتباطاته العملية باختياره، ولم تقل قراءاته.

قال حينئذٍ عن علاقته بالقراءة: «كان آخر كتاب قرأته مذكرات الرئيس بيل كلينتون، أقرأ الكتب التاريخية والسياسية. أفضل ما قرأته كان مذكرات الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون، إنه من أعظم الرؤساء الأميركيين على الإطلاق».

عدنان خاشقجي في إيطاليا بصحبة ابنه الأكبر

كان خاشقجي على صلة وطيدة بنيكسون ودائرته اللصيقة، في فترة من أهم فترات التدخل الأميركي في الشرق الأوسط وأكثرها سخونة.

علاقات نسائية

على متن الطائرة السابحة في السماء، سأله العمير: «هل ذكرت كل شيء في مذكراتك، خصوصًا علاقاتك النسائية؟» أجاب: «بعضها... فهذه تحتاج إلى حاسة خاصة».

عن البحر، قال خاشقجي: «في اليخت يكون أجمل».

وماذا عن النساء في البحر؟ يجيب وعيناه تلمعان: «وصلنا إلى عمر صارت فيه الدردشة مع الأصدقاء والتنادم معهم أفضل من كل شيء».

عن السماء والطائرات، خصوصًا أنه أول من عرف الطائرات الخاصة: «لا فرق بين الإقلاع والهبوط... كلاهما جميل».

بعد هذا اللقاء الطائر، كتب العمير في مفكرته عن خاشقجي: «… لقاء قصير، ومن ثم صور للذاكرة. تذكرت لقاءات سابقة معه، لكنه هذه المرة يعاقر الشيخوخة، وإن كانت عيناه وجوانحه متدفقتين بالحياة والإنشداد إليها. تحاورنا، قصيرًا، أقل من مسافة الطائرة بين الرياض ودبي، وكان كعادته مليئًا، بالقصص والحكايات، توادعنا، أنا وعدنان خاشقجي على أن نلتقي في حديث أطول... تتخلله قصص النساء!».​

يخت نبيلة راسيًا في ماربيا