جذبت مقابلة شبكة (سي إن إن) مع السفير القطري في واشنطن مشعل بن حمد آل ثاني، وهو شقيق أمير قطر، انتباه مختلف وسائل الإعلام العالمية والأميركية والعربية، وخصوصًا حين أحرجته مذيعة الشبكة بعرضها لقاءً سابقًا لها مع أحد الإرهابيين المدرجين على قوائم الإرهاب، مشيرة إلى أنها قامت بتسجيل اللقاء في الدوحة، عندما كانت تعد تقريرًا عن الإرهاب.

إيلاف: خلال المقابلة، ظل السفير القطري الذي تم تعيينه حديثًا في منصبه، يدافع عن براءة قطر من التورط في دعم أو تمويل الإرهاب، لكن الفيديو الذي عرضته (سي إن إن) والمتداول عبر موقع التواصل الإجتماعي "تويتر"، يظهر المذيعة وهي تتحدث إلى الإرهابي القطري سعد بن سعد الكعبي، وتسأله عن سبب استخدامه لصورة الطائرة التي ضربت نيويورك يوم 11 سبتمبر 2001، على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وأجاب بأن الصورة منتشرة على الإنترنت. 

يشار إلى أنه بعد ذلك التقرير، تم إدراج الكعبي على قائمة الإرهابيين، إضافة إلى قائمة وزارة الخارجية الأميركية الخاصة بالإرهابيين عام 2015.

ووجّهت المذيعة سؤالًا إلى السفير القطري، حول ما إذا تمت إدانة الكعبي في قطر، وهل هو حرّ أم في السجن؟، ليصاب السفير مشعل بن حمد بالارتباك في محاولة لإدراك الموقف بعدما أحرجته بسؤالها، ولكنه حاول الهروب من سؤالها عن سعد بن سعد الكعبي، ليتحدث عن الإرهاب عامة، وليس الكعبي.

أدلة 
خلال المقابلة، قال مشعل بن حمد آل ثاني، من يمتلك أدلة على دعم بلاده للإرهاب، داعيًا إلى تقديمها إلى العدالة بحال وجودها، كما قال إن تغريدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب حول قطر فاجأته.

وكان السفير القطري، قال في مقابلة مع موقع (دايلي بيست) الإخباري: "لقد اندهشنا. لم يأتِ إلينا أحد بصورة مباشرة، ولم يقل إن هناك مشاكل بشأن هذه المسألة أو تلك".

وذكر السفير: "لقد شاركنا في قمة الرياض، وعقدنا لقاء جيدًا مع الرئيس ومع الملك السعودي سلمان، ولم يطرح (خلال اللقاءين) أي مشاكل".

وبشأن موقف واشنطن من الأزمة الخليجية القطرية، قال الدبلوماسي: "الولايات المتحدة تحاول أن تتفهم الوضع، وأن تقيّمه. ونحن نقدر الدور الأميركي في تخفيف التوتر".

تغريدات ترمب
وتابع أن ظهور تغريدات ترمب كان أمرًا مؤسفًا، واستطرد قائلًا: "لدينا تنسيق حثيث مع الولايات المتحدة. إنهم يعرفون جهودنا لمحاربة الإرهاب المالي وظاهرة الإرهاب".

كان ترمب قد نشر الثلاثاء الماضي 3 تغريدات في أول تعليق له على الأزمة الخليجية القطرية، التي اندلعت بعد مرور أسبوعين على زيارته إلى الرياض في 20 و21 مايو الماضي.

واعتبر ترمب في هذه التغريدات، أن طرح قضية تمويل الإرهاب كان من نتائج لقائه مع العاهل السعودي ونحو 50 زعيمًا عربيًا ومسلمًا.

وكتب الرئيس الأميركي: "من الجيد أن نرى أن الزيارة إلى السعودية (للقاء) الملك و(زعماء) 50 دولة، تأتي بثمارها بهذه السرعة. قالوا إنهم سيأخذون موقفًا حازمًا من تمويل التطرف، وكانت كل الإشارات تدل على قطر. ربما سيكون ذلك بداية نهاية رعب الإرهاب!".

ولفت موقع "دايلي بيست" إلى ردود فعل المؤسسات الحكومية الأميركية الأخرى أمس الثلاثاء عندما واجهت موجة من الأسئلة حول التمويل القطري المزعوم للإرهاب. وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية إن "القطريين بذلوا جهودًَا بارزة لوقف تمويل الجماعات الإرهابية"، لكن "لا يزال أمامهم عمل يجب أن يقوموا به".