دعت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية الدوحة إلى تغيير سياساتها في أعقاب مقاطعة دول خليجية ومصر لقطر إثر توجيه اتهامات مزعومة لها برعاية وتمويل الإرهاب في المنطقة.

وطالب بعض الكتاب قطر "بمراجعة حساباتها" بينما وصف آخرون موقفها بـ"الانتحار السياسي".

وقطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها بقطر يوم 5 يونيو/حزيران، كما فُرضت عقوبات اقتصادية على الدوحة، متهمة إياها بدعم الإرهاب، وهو ما تنفيه قطر بشدة.

"انتحار سياسي"

رأى إميل أمين في صحيفة الاتحاد الإماراتية أنه رغم مرور "أسبوعين تقريباً على قرار مقاطعة قطر من قبل أربع دول عربية، وعدد آخر من دول أفريقية، ناهيك عن حالة مناخ عام دولي تتصاعد رافضة لحال ومآل الدولة القطرية، ومع ذلك لم يشهد الموقف أي محاولات لحلول جذرية".

ووصف أمين موقف الدوحة بأنه "حالة من حالات 'انتحار المعني' أو 'الانتحار السياسي'، بالإصرار على الرهان الخاسر على الوقت، وقناعة قطرية مفادها أن الأيام كفيلة بحل الإشكاليات من تلقاء ذاتها بذاتها، وأغلب الظن أن هذا لن يحدث".

في سياق متصل، تساءل صلاح عيسى في صحيفة المصري اليوم: "متى تكف الدوحة عن اللعب مع الإرهابيين؟"

ودعا عيسى قطر إلى أن "تدرك أن إدعاءها أنها تدافع عن الحريات والديمقراطية، أو عن حقوق الإنسان، أو عن حرية الإبداع، هو عملية نصب مكتملة الأركان، لم يعد يصدقها أحد".

وأضاف: "آن الأوان لكى تتنبه الإدارة القطرية إلى أنها قد تستطيع أن تخدع بعض الناس كل الوقت، وقد تتمكن من أن تخدعهم جميعاً بعض الوقت، ولكنها أعجز عن أن تخدع كل الناس كل الوقت، ولكى تدرك أن المناورة الساذجة التي تشارك بها في لعبة الأمم كانت لابد وأن يأتي الوقت الذى تفضح فيه".

وتعليقاً على صفقة الأسلحة التي أبرمتها قطر مع الولايات المتحدة مؤخراً، قالت صحيفة البيان الإماراتية في افتتاحيتها: "على الدوحة بدلاً من الاحتفاء بتبديد ملياراتها على صفقة تخطب فيها ود واشنطن، أن تعيد مراجعة حساباتها، خصوصاً، أن لا عودة بعد اليوم، إلى سياسات الصبر إزاء ما تفعله الدوحة، حتى لو سعت للاتكاء على ما تظنه حماية دولية".

"نفق مظلم"

وكتب محمد الوعيل في الرياض السعودية: "ما يغيب عن ذهن تنظيم الدولة القطرية ومنظريه ومخططيه، أن شراء الولاءات إعلامياً أو ثقافياً أو سياسياً، ليس سوى عملة باهتة ورديئة، مستعدة للتقلب على أي وجه، دونما التزام بمبدأ أو غاية وحتماً حتماً ستفقد قيمتها عندما تجد من يدفع لها أكثر!"

من جانبه، دعا سلطان التمياط في صحيفة عكاظ السعودية الشعب القطري إلى "القضاء على كل من أرادوا أن يدمروا بلادهم وطردهم من قطر في أسرع وقت ممكن، وحتى يحافظوا على ما بقي من بلادهم وخيرات بلادهم الذين هم أولى بها قبل أن يدمرها الخونة ويعيثوا فيها الفساد والدمار! ...وأن يحافظوا على دولتهم قطر ويعمروها من جديد وأن تعود علاقاتهم مع إخوانهم في الخليج وتعود قطر بحول الله تعالى وفضله أحسن مما كانت عليه."

وعلى المنوال ذاته، رأى محمد لطفي في أخبار اليوم المصرية أنه "لا حل للأزمة القطرية سوى الإطاحة بأميرها والانقلاب عليه وعزله"، وأضاف: "إذا تمسك [أمير قطر] تميم بسياساته وإصراره على دعم الإرهاب، والمنطقة في طريقها إلى نفق مظلم إذا لم تأخذ قطر العبرة لما حدث لصدام حسين والعراق الشقيق".

وفي صحيفة العرب اللندنية، كتب حامد الكيلاني: "الإرهاب شوه وجه الإنسانية وعلى الجميع محاربته بقوة؛ الانسحاب من الأخطاء أو التراجع عنها وهي سمة القيادات التي تحترف الحكمة وتقرر مصير شعوبها".