بقي خفض سن الإقتراع إلى 18 سنة من النقاط العالقة في القانون الانتخابي الجديد الذي يعتمد النسبية على 15 دائرة، فضلًاً عن الكوتا النسائية وإجازة التصويت للعسكريين، فما موقف شباب لبنان من خفض سن الإقتراع اليوم؟.

إيلاف من بيروت: بقيت النقاط العالقة في القانون الانتخابي الجديد الذي يعتمد النسبية بـ 15 دائرة، مسألة تخفيض سن الإقتراع إلى 18 عامًا، إجازة التصويت للعسكريين والكوتا النسائية.

وبناء على دراسة أجرتها وزارة العدل فإن إقرار مبدأ تخفيض سن الاقتراع الى 18 سنة يؤدي عمليًا إلى زيادة حوالى 150 ألف ناخب جديد، وقد انطلق البعض من افتراض أن توزيع السكان في لبنان هو بنسبة 60 % للمسلمين و40 % للمسيحيين، من هنا، فإن الناخبين الجدد، في حال أقر قانون تخفيض سن الاقتراع، يتوزعون بين 90 ألفًا من المسلمين مقابل 60 ألفًا من المسيحيين، وذلك على مختلف المناطق اللبنانيّة.

فهل يعي الشباب حقًا مسؤوليتهم تمامًا تجاه ما هم مرشحون على الإقدام عليه؟، وما هي المعايير التي سوف يعتمدونها في التصويت في حال أقر خفض سن الإقتراع في المستقبل، وهل تكون الأولوية للمبادئ والبرنامج الانتخابي أم لمصالح شخصية أم بناء على رغبة الأهل، وهل يكون هؤلاء فعلًا بمنأى عمّا يحصل من إثارة للغرائز المذهبية والطائفية، وهل قام الأهل بدورهم تجاه عملية تعليم أولادهم المبادئ السياسية العامة، وماذا عن دور وزارة التربية والتعليم العالي في هذا الخصوص؟.

"إيلاف" سألت عددًا من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين الـ 18 والـ21 عامًا حول هذا الموضوع.

واع
رأى ربيع الخليل (19 عامًا) أنه "مع وجود 146 دولة في العالم تعتمد سن 18 حدًا أدنى للاقتراع، لا يزال لبنان بين الدول العربية التي تعتمد 21 عامًا سنًا للاقتراع". ويضيف: "إن الشاب بعمر 18 يدخل الجامعة أي إنه أصبح يشق طريقه في الحياة وفي عمر الـ 18 يحصل الشاب والصبية على دفتر قيادة سيارة، فكيف كل هذا يحصل ويسمح به، ما عدا صوتهم في الانتخابات فيبقى ممنوعا الإدلاء به!. إن الانتخاب في سن الـ18 حق لكل شاب أو صبية بلغا، فكيف يسمح لهم إذًا بالقيام بالتظاهرات ولا يسمح لهم بالإدلاء بأصواتهم، الشاب في الـ18 هو واع، ويدرك تمامًا من يريد أن ينتخب.

كفى تغييبًا
ريتا خوري (20 عامًا) ترى أنه "كان ضروريًا منذ زمن أن يحصل كل شاب أو صبية لبنانية على حق الاقتراع في سن الـ18 ولبنان تأخر في ذلك كثيرًا، وأن الشباب في هذه السن مدركون تمامًا لكل الأمور السياسيّة التي تجري في البلد، لأن اللبناني ومنذ سن صغيرة جدًا يتابع سياسة البلد ويتأثر بها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة". 

وتضيف: "الاقتراع اليوم حقنا، ولن نتراجع عنه مهما طال الزمن، كما أطالب بمشاركة فعلية لبنات جيلي في الترشح للانتخابات لأن ذلك ليس حكرًا على الشباب فقط، وكفى تغييبًا لدور المرأة في كل عمل سياسي".

مونيك شويري (21 عامًا) تعتبر أنه ليس فقط الشاب في عمر الـ18 مهدورة حقوقه في الانتخاب، بل أيضًا المرأة مغيبة كليًا عن كل دور سياسي، حتى "العقلية" اللبنانية لا تزال متأخرة، وتنظر إلى المرأة على أساس أنها كائن لا يمكن أن يفكر سياسيًا فيوجهونها منذ الصغر إلى أمور أخرى كالاهتمام بالمنزل في ما بعد، بينما تستطيع أن تثبت نفسها في مجالات كثيرة خصوصًا سياسية لأنها بطبيعتها دبلوماسية ومحنكة.

متحمس للإنتخاب
كمال عيسى (18 عامًا) يتمنى أن يتم إقرار قانون الانتخاب لسن الـ18 في المستقبل، لأنه متحمس كثيرًا لفكرة الانتخاب شرط أن يجري بكل ديموقراطية، وهذا قد لا يحصل في لبنان، وهو متخوف من نشوء خلافات قبل وخلال الانتخابات.

سليم فضل الله (21 عامًا) يعتبر أن اتفاق الطائف تجاوز الخلل الديموغرافي الذي يتحدثون عنه إذا ما تم الاقتراع في سن الـ18، واعتمد الطائف برأيه توزيعًا متساويًا للمقاعد النيابية بين المسلمين والمسيحيين. وبالتالي فإن اعتماد 18 سنة لسن الاقتراع لا يغير في المعادلة الانتخابية، كذلك لا يحدث إخلالًا بالتوازن الديموغرافي.