إن كنت من هؤلاء الذين يشعرون بنفور أو انزعاج عند سماعهم أصواتهم، فلك أن تعلم أنك لست الوحيد، لأن تلك الحالة تعتبر حالة عامة وفق تأكيدات الخبراء الذين يقولون إن نفور الأشخاص من أصواتهم عند سماعها مُسَجَّلة هو أمر طبيعي لدى كثيرين، والسبب في ذلك هو أنك حين تكون أنت الشخص المتحدث، فإن أحبالك الصوتية وممراتك الهوائية تهتز هي الأخرى، وهو ما يعني استقبالك لمصدرين للصوت: الموجات الصوتية التي تصل أذنيك من صوتك وكذلك اهتزازات الأحبال الصوتية.

ونقلت هنا مجلة التايم الأميركية عن مارتن بيرشال، أستاذ علم أمراض الحنجرة لدى كلية لندن الجامعية، قوله "حين نتحدث، فإن كل المحيطين بنا يبدو وأنهم يسمعون الصوت عبر مكبرات صوت، بينما نحن نسمعه عبر مجمع كهفي بداخل أدمغتنا".

وتابع مارتن حديثه بالقول "كما يدور الصوت حول الجيوب الأنفية، وهي كل المساحات الخالية بأدمغتنا والجزء الأوسط بآذاننا، وقد اتضح لنا أنها تُغَيِّر الطريقة التي نسمع بها الأصوات مقارنة بما يسمعه الآخرون". 

ويُمَيِّز الناس أصواتهم كونها مزيجاً لمصدري الصوت هذين، لكنّ الآخرين لا يسمعون سوى المحفز الخارجي. وهو ما يفسر سر شعورك باختلاف صوتك عن الصوت المعتاد بالنسبة لك عند سماعه في مسجل، لأنك في تلك الحالة تسمع المحفز الخارجي وليس مزيج الصوتين.

وأظهرت دراسة بحثية، استمع خلالها المشاركون لتسجيلات تخص أصواتهم، أن 38% فقط من المشاركين هم مَن تمكنوا مِن تحديد أصواتهم والتعرف عليها فوراً.

وعاود بيرشال ليقول "حين نسمع أصواتنا مسجلة، فإن الأمر يبدو مفاجئاً ومخيباً للآمال في كثير من الأحيان. فنحن معتادون على سماع الصوت الذي نسمعه في رؤوسنا، حتى إن كان صوتاً مشوشاً. وذلك في وجهة نظري من الممكن أن يتسبب في حدوث مشكلة للأشخاص الذين يعانون من خلل في الجسم أو الجنس. فبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مشكلات مرتبطة بالجنس، قد يتسبب سماعهم لأصواتهم بطريقة توحي أنها صادرة من شخص من الجنس الآخر في حدوث مشكلة كبرى بالفعل". 

ونوّه بيرشال في الأخير إلى أن هناك 3 حلول لمن يشعرون بانزعاج من أصواتهم، أولها أن يستعينوا بمعالج صوتي مُدَرَّب بشكل صحيح لتحسين إيقاعهم وإيقاعات طبقتهم من خلال القيام ببعض أنواع التمارين، وثانيها الاستعانة بأخصائي علم نفس متخصص، وثالثها إمكانية رفع أو خفض طبقة الصوت عن طريق التدخل الجراحي.

أعدّت "إيلاف" المادة نقلاً عن مجلة "التايم" الأميركية، الرابط الأصلي أدناه:
http://time.com/4820247/voice-vocal-cords/?xid=newsletter-brief